رد: نوتات من تدوين أحمد الجوادي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة armendo
استاذى الفنان الجميل احمد الجوادى
منذ ان وعيت اى هذه الدنيا وانا اسمع هذه العباره على لسان كثير من الموسيقيين وذلك عندما يسأل عن آماله للموسيقى الشرقيه فيرد بحماس منقطع النظير ان كل ما يطمح اليه فى هذه الدنيا هو الأرتقاء بالموسيقى الشرقيه الى مستوى العالميه ولا يقول لنا كيف يكون ذلك؟
والسؤال هنا هل فعلا ان موسيقانا الشرقيه والتى تعبر عن ثقافه خاصه بنا تفتقر الى الرقى ؟
وهل هذا رأينا فى موسيقانا ام هو رأى الغرب بما له من ثقافه مغايره تماما لثقافتنا الشرقيه؟
والله يا صديقى العزيز انا اشعر بالظلم الشديد الواقع غلى موسيقانا العربيه الشرقيه الى الحد الذى بتنا نتحايل على كيفية ايصال موسيقانا الى اذن المتلقى الغربى اما بالتوزيع الغربى او بادخال الآت الغربيه ومحاولة ادخال الربع تون على هذه الآت مثلما فعل المرحوم العبقرى عمر خورشيد غلى آلة الجيتار وايضا عمار الشريعى على الأورج .
وهنا يأتى تساؤل آخر الم يكن من الأجدر بنا ان نذهب اليهم بموسيقانا من خلال مراكزنا الثقافيه والتابعه لسفاراتنا العربيه بكل بلاد العالم ...لماذا لا ننشئ معاهد للدراسات الموسيقيه العربيه وندعوهم للألتحاق بها مع اقامة حفلات غنائيه موسيقيه على مدار السنه ولابد من اراده قويه فى هذا الشأن ,كل هذا من شأنه التعريف بخلفيتنا الثقافيه الشرقيه واما لماذا فقط نحن علينا ان ننشئ دور الأوبرا المنتشره في كل انحاء الوطن العربى وايضا المعاهد الموسيقيه الغربيه كالكونسرفاتوار فى مصر مثلا.
اخى الأستاذ احمد قد يبدو كلامى هذا من قبيل التغصب فقط للموسيقى الشرقيه ولكننى ارى لنهم يجب ان تصل اليهم موسيقانا كما هى والتى تترجم بصدق ما نملكه من ثقافه خاصه بنا...وانا استشهد بك وانت الذى يحاول ان تقوم بدور كان يجب ان تقوم به حكوماتنا منذ وقت طويل وبذلت جهدا عظيما فى هذا الشأن وانا اقدر واحترم فيك هذا الدأب المتواصل .
نحن العرب دائما ما نفشل فى تسويق ما نملك بشكل صحيح ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ولك منى كامل التقدير والأحترام
احمد(ارمندو)
|
صديقي الحبيب أستاذ احمد "ارمندو" المحترم
هذا كلام رائع وجميل وهام للغاية وله شجون.
أنا شخصيا لدي الخبرة في الشكلين.
الشكل الأول والذي هو أنني أقدم موسيقانا للجمهور الأوربي على طبقهم "كما يقال"، أي أنني أكتب العمل للأوركسترا وغالبا ما أعزف أنا السولو، وأتقصد حين عزفي السولو أن يكون بالحليات والعرب "سواءا كان المصرية أو التركية" وذلك بحسب العمل. وأتقصد أيضا أن أكتب للأوركسترا بالأسلوب الهارموني والأوركسترالي والكونتربوينتي. مثل هكذا أعمال تنال استقبالا حارا جدا من الجمهور الأوروبي.
أنا أتعمد أن أكتب للأوركسترا لأسباب كثيرة، وهما أنني أثبت للأوروبيين بأننا نحن العرب أناسا متحضرين ونحن لا نركب الجمال في شوارعنا "كما يتخيل الكثيرون"، وبيننا أناس على ثقافة عالية توازي ثقافة الأوربي. أي أن هدفي هو أن أعكس وجه جيد للعرب أمام الشعب السويدي والأوروبي. وهدفي أيضا هو حينما أتعمد اختيار أغنية معينة مثل أغنية يا زهرة في بلادي لفريد الأطرش، أن أوصل لهم رسالة بأننا نحن العرب كنا نستخدم في أربعينا وخمسينات القرن المنصرم إيقاع التانجو في أغنانينا، في نفس الوقت الذي كان مستخدما في أوروبا وأمريكا. وأقول هذا الكلام للجمهور قبل البدء في العزف.
من الناحية الأخرى، فقد عزفت مع عدة فرق كنا نعزف فيه الموسيقى والأغاني العربية بشكلها التقليدي، فكان الأوربيين يحبون هذا اللون الغريب عليهم جدا.
بالنسبة للمعاهد، في السنة التي عملت فيها مدرسا في المعهد العالي للموسيقى والذي هو تابع لجامعة المدينة، كنت أعمل مدرسا لآلة الكمان الشرقي. بالإضافة فذلك كنت أعمل ورشات عمل ومحاضرات عن الموسيقى الشرقية وأخص طبعا الموسيقى العربية.
مرة أتيحت لي فرصة أن أعمل محاضرة تلتها بعد فترة قصيرة ورشة عمل لأروكسترا المعهد العالي للموسيقى. في المحاضرة تكلمت عن الموسيقى الشرقية وتكلمت عن التوزيع في الموسيقى العربية، وأسمعتهم نماذج من موسيقانا، واخترت أشياء كثيرة، من ضمن ما اخترت موسيقى هدية العيد لموسيقار الأجيال، وأسمعتهم أجزاء معينة منها. وأسمعتهم جزء من موسيقى نشيد "أصبح عندي الآن بندقية" لأن الأوركسترا السيمفوني يعزفها. وطبعا لم يفتني أن أسمعهم أمثلة شرقة بحتة مثل بعض السولوات لمحمود عفت وغيره.
المهم في الورشة والتي كانت مدتها ساعة ونصف فقط. كنت قد رتبت أموري لكي أدعهم يعزفون موسيقى شرقية وعربية في نهاية الوقت المطلوب. بدأت في أعمال ليست لها علاقة بالعمل الذي كنت قد صممته أصلا لهذا الأروكسترا، بعد أن أنجزت كل ما أريد، سلمتهم النوتة لموسيقى "زينة" لموسيقار الأجيال. لم يكن قد تبقى من الوقت سوى وقت قصير جدا.
في نهاية الوقت تم عزف هذه الموسيقى، وكانت النتيجة وكأنك تسمع لفرقة شرقية، لقد كتبت لهم كل شيء.
المهم التقيت بالموسيقي الذي كان مسؤولا عن هذه الورشة قبل أشهر وقال لي:
الكثير من الطلاب الذين عملت معهم ورشة العمل الآن هم في الآن أعضاء في الأوركسترا السيمفوني، وهم لحد الآن يذكرون هذه الورشة.
والحديث يطول ويطول.
نعم بالتأكيد فإن موسيقانا رائعة وهي موسيقى عميقة جدا، لكنها أحيانا تصعب على السامع الأوروبي.
تخيل أنك تطلب من شاب عربي في مقتبل العمر أن يسمع أغنية "قل للبخيلة" لكوكب الشرق، أذن هذا الشاب قد اعتادت على موسيقى البوب وغيرها من هذه الموجات الهابطة، وإذا به يسمع قل للبخيلة، أو "إنت فاهم" للشيخ زكريا أحمد، لن يتمكن من الاستمرار من سماعها لعدة ثواني.
حتى لو أنني طلبت من موسيقي عربي أن يستمع للون غنائي آخر، كأن يكون أغنية تركية من روائع الغناء التركي، فأنا متأكد من أن الكثيرين ربما سوف يصعب عليه تذوقها.
وهذا مثال، رائد الأغنية الكلاسيكية التركية، منير نور الدين.
mأ¼nir nurettin selأ§uk beni kأ¶r kuyularda - YouTube
لكن هذا ممكن أن يكون أقرب:
Zeki Mأ¼ren - Ayrؤ±lؤ±k Ateإںten Bir Ok - YouTube
أو هذه، والتي هي في نفس وقت العندليب الأسمر، هو أشهر مغني تركي، زكي موران:
Zeki Mأ¼ren - YEإؤ°L أ–RDEK Gؤ°Bؤ° - YouTube
أو لو أنني طلبت من موسيقي عربي ليس معتادا على هكذا نوع من الموسيقى أن يستمع لهذا العمل العظيم لبيللا بارتوك، لا أعرف إن كان سيستسيغه!
Bأ©la Bartأ³k: Concerto for Orchestra; 1st mvt. / Orkester Norden 2010, Rolf Gupta - YouTube
لكن بالتأكيد سيكون هذا العمل قريب للأذن الشرقية وهو لنفس المؤلف، لأن الألحان شرقية
Romanian Folk Dances - YouTube
وبالتأكيد هذا
Tomomi Nishimoto - Brahms : Hungarian Dance No. 1 - YouTube
خالص المحبة
أحمد الجوادي
التعديل الأخير تم بواسطة : أحمد الجوادي بتاريخ 02/10/2012 الساعة 01h28
|