| 
			
			 
			
				12/12/2011, 19h20
			
			
			
		 | 
	| 
		
			|  | رحـمة الله عليه
 رقم العضوية:58261 |  | 
					تاريخ التسجيل: August 2007 الجنسية: مصريةالإقامة: مصر
 
						المشاركات: 2,219
					 |  | 
|  | 
	
	| 
				 رد: بشير عياد مصري حتي النخاع 
 
			
			أحمد بهجت
 ضوءٌ جديدٌ يُضافُ إلى نهرِ الدّمع
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ـ
 
  صورةٌ لي معه
 عمرها الآن إحدى وعشرون سنة
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 في مثلِ هذا اليوم ـ 12 ديسمبر ـ من عام 1990 م ، صدرَ العددُ الأوّلُ من مجلة " كاريكاتير " في إصدارها الأوّل ، تلكَ التجربةُ التي كانت سببًا لمعرفتي واقترابي من عددٍ كبيرٍ من كبارِ كتّابِ الأدبِ الساخرِ في مصرَ والوطنِ العربيّ ، وكانَ أوّلُ هؤلاءِ أستاذنا الكبير أحمد بهجت ، إذ كان يسكنُ بمدينةِ نصر ، وتم تكليفي بإحضار مقالاتِهِ طوال فترةِ التجريبِ التي بدأت قبل الصدورِ بأربعةِ أشهر ، وكان ذلك سببًا في اقترابي من عالمه ، إذ كنت أجلسُ أحيانا لأكثرَ من ساعةٍ حتى ينتهي من الكتابة ، وأنا مرعوب من كلبه الوفي " سلطان " الذي كان في حجم حمارٍ صغيرٍ ، وكلّما وجهتُ عيني أرى صورا أو تماثيلَ للكلاب ، وأذكرُ أنَّ أستاذنا العظيم دخلَ اكتئابًا طويلا عندَ وفاة " سلطان " الذي كانَ يعتبرُهُ جزءًا من حياتِه .
 لم يسافرِ الأستاذ أحمد بهجت إلى خارج القاهرة ـ في مصرَ أو إلى أيّةِ دولةٍ ـ إلا وعادَ ليرسلَ لي نصيبي من الهدايا ، العطور والأقلام والأجندات والحلوى ، وكانَ العم أحمد رجب ( سكرتيره الخاص ) يجلسُ لينتظرني إذا ذهبَ ولم يجدني ليسلّمني المقالَ يدًا بيد ، كنت أسرحُ في خطّه الجميل بأقلامِ الرصاصِ الملونّةِ على ورقٍ مسطّر من نوع خاص تشعر أنه يحتفظُ بكميّاتٍ كبيرةٍ منه ، كنتُ أتلذذُ بقراءةِ مقالاته وهي بخطّه أو " برائحة يده " وكأنني أجلسُ أمامه وهو يكتبُ مثلما كان يحدثُ قبلَ أنْ تنتظمَ المجلةُ ويقومَ العمّ أحمد رجب بالمهمة .
 آخرَ مرّةٍ رأيتُ فيها أستاذنا العظيم كانت في عزاءِ السيدة الفاضلة سناء فتح الله رفيقة العمر ، واليومَ فُجِعتُ بنبأ رحيله أمس ( الأحد ، 11 ديسمبر 2011م ) ، وأكتبُ الآنَ وكأنني أراهُ ، وإلى هذهِ اللحظةِ لا أعرفُ متى وأينَ سيكونُ العزاءُ إذ لم أنتبِهْ إلى خبر الرحيلِ إلا بعد فوتِ الأوان .
 رحمَ اللهُ أستاذنا أحمد بهجت ، الذي كانَ قلبًا كبيرًا وقلمًا عظيمًا وروحًا نقيّةً طهورةً ، وكان لي ضوءًا ومشجّعًا ومساندًا في لحظاتٍ حالكةٍ كادت تعصفُ بي ، وها أنا كلّما رحلَ ضوءٌ من أضواءِ عمري ، أجلسُ لأرى الذين سبقوه وهو يضافُ إليهم ليتحولوا إلى أنهارٍ من الضياءِ والدموعِ معًا في ذاكرتي ووجداني ، ها هي أطياف أضوائي العظمى تملأُ غرفتي : يوسف عوف ، محمّد حسيب ( المخرج الكبير ) ، د. شكري عيّاد ، رجاء النقّاش .......
 رحمَ اللهُ الجميع ، وأبقى لي أضواءهم ، وأبقى للأمة كلها ما تركوه لنا من فكرٍ وإبداعٍ وقيمٍ .
 
 
		
		
		 |