الموضوع: محمد جُمعه خان
عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 01/06/2011, 16h41
thesin thesin غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:579188
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الجنسية: يمنية
الإقامة: اليمن
المشاركات: 4
افتراضي رد: محمد جمعة خان(اليمن)

ليس فينا من يستجيز لنفسه التقليل من شأن الفنان/ محمد جمعة خان، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال تجاهله عند تناول الأغنية الحضرمية التقليدية، فلولاه لربما فقدنا الكثير. و لكن ما يثير التساؤل هو هل كتابنا يؤرخون أم يروّجون؟
و نحن نعرف جيـدا، أن ليس كل من رفـع عقيرته بالغناء نطلق عليه فنانا مبدعا، و قد لا يجود الزمان باللاّمعين أمثال محمد جمعة إلا نادرا، كثيرون هم من حاولوا التحليق في سماء الأغنية التقليدية، ملحنون و شعراء و مطربون و مغنون، رغم أن ممارساتهم لها على جديتها في وقت من الأوقات محدودة الأفق، لا يجاوز أبواب الغرف، و أن كثيرا منهم بعيدون عن الأضواء. هنا تأتي مهمة الباحث و الكاتب والمحدث في إبراز من هم لسبب ما طواهم النسيان و ليس اجترار المعلومات كمسلمات لا يسمح بنقدها.
ليست الكتابات و المقالات في حد ذاتها هدفي و لا كتّابها و أنا هنا أقلب تلك الصفحات الناصعة من مراحل تطور الأغنية الحضرمية، و إنما هي خطوة ضرورية للوقوف عند كل محطة من محطاتها لمراجعة ما عسى أن يكون في تلك الكتابات التي أمامي حول الأغنية الحضرمية ـ من وجهة نظري ـ من نقص، و شابها من قصور، و ما اكتنفها من الخلط أو التشويش و أحيانا التشويه في حق الأغنية الحضرمية، أو في حق الكثيرين ممن يمكن أن نقول عنهم أنهم أًقصوا أو أُسقطوا من الرَّكب عمدا أو بغير عمد ـ مع وجود النوايا الحسنة عند الجميع ـ حتى نمتلك الرؤية المنطقية لكل مراحلها و لنتمكن فيما بعد من إعادة الحلقات المنفرطة إلى نسق تلك السلاسل الطويلة من الإبداعات بكل علائقها من تأثير و تأثر، سلبا أو إيجابا.
و إن ما كتبه الفنان / محمد مرشد ناجي، في كتابه الذي أشير إليه آنفا لم يشتمل سوى سيرا ذاتية لبضع من الفنانين الحضارمة المعروفين بين الناس، ربما تكررت تلك المعلومات في أكثر من موضع، و من أكثر من كاتب، و كثير منها معلومات غير دقيقة، فقد اختزلت تلك التجارب الطويلة و المعاناة، بحيث عَمْلقت أدوار البعض و قزّمت أدوار آخرين، فجاءت مبتسرة و غير مترابطة، لا نستشف منها تسلسلا منطقيا لمراحل تطور الأغنية الحضرمية. و الشواهد على ذلك كثيرة، مثال ذلك، إذا سلمنا جدلا بأن الفنان/ سلطان بن هرهرة هو أحد من ورد اسمه في كتابه ذاك حتى وفاته عام 1901م ( كما ردد) يخيل إلى المتتبع أن هناك جدبا أو فراغا فنيا في الساحة الحضرمية على سعتها، دام أربعين سنة حتى ظهر الفنان / محمد جمعة خان كمطرب، و كأن الغناء و الطرب دفنا مع سلطان بن هرهرة، ثم بعث من جديد مع الفنان/ محمد جمعة رغم أن باحسن و فرقته ظلوا يعطون حتى توفي باحسن عام 1927م. و يكفي ما أورده المستشرق السويدي/ كارلو دي لاندبيرغ عن الفنان/ سعيد عوض كاورة الذي عاش في نفس الفترة و زار الشحر حسب رواية الدكتور/بافقيه ، و لم يذكره أحد غير ذلك المستشرق. و أن رغم أن هناك الكثيرون هم أولئك الفنانون المواكبون لبن هرهرة فعلى سبيل المثال لا الحصر: الفنان/ محفوظ حورة و علوي صالح بن هرهرة و عبدالنعيم خميس والد الفنان سعيد عبد النعيم و غيرهم من الساحل. و من الوادي السيد/ عبدالرحمن السقاف والد الفنان / علي السقاف الشهير بـ (علي بنقالة) وجماعته و السيد/ محسن بن صالح الحامد من سيؤن و جماعته. هنا يمكننا أن نستنتج أن الكتابات التي بين أيدينا لم تكن مهنية بما فيها الكفاية، فقد ساورها المزاج، و أن هناك فنانون غض الطرف عنهم، و آخرون لسبب من الأسباب أريد لهم أن يكونوا ذووا شأن. فقد غاب عن الجميع الفنان الرائد/ شيخ عبد الله البار (1908ـ 1947م) الذي بدأ نشاطه الفني مطلع القرن العشرين في اندونيسيا، و اكتسحت أسطواناته الساحة الحضرمية بل و الجزيرة العربية عموما و شرق آسيا و شرق أفريقيا، ما يقرب من سبعين أسطوانة خلال الأعوام (1930- 1945م)، ملبيا الاحتياجات الوجدانية للكثيرين. و أثر تأثيرا غائرا في الأوساط الحضرمية و اليمنية عموما بل و شبه الجزيرة العربية بل و تذاع أغانيه من إذاعات عالمية، و أرسى للأغنية الحضرمية صيغا و قوالب استفاد منها محمد جمعة كثيرا. فقد ردد محمد جمعة كثيرا من أغاني /شيخ البار في مطلع حياته الفنية مثل أغنية :الحامد/ قف معي و أغنية مستور/ ابديت بك و كثير غيرها و هي مسجلة على أسطوانات الشمع السوداء و ما كانت لتسجيلات محمد جمعة (الأسطوانات) أن تلاقي رواجا خارج وطنه و في تلك الأصقاع لولا جهود من قبله أسهم في إيجاد قاعدة سمعية قبل ظهوره يطرب أو يعشق الأغنية الحضرمية التقليدية (الطرب الحضرمي). ( للحديث بقية إن أردتم ذلك)
رد مع اقتباس