إني لا أومن أن أدبا يتقدّم بدون نقد، وقد ناشدت الإخوة أن ينقدوا ما أنزلت من شعر، وما أقوله هنا ليس بالنقد المُعمّق وإنما شيء يجلب الإنتباه فبيّنته:
رحل نجع زين التناضيم * من عقب تظليم * باتوا على فرد تخميم * قليدهم يحض القياده
صاحب فضل بطل وكريم * لا يحمل الضيم * نادى الوصيف صوت ياخديم * شوشان صابغ سواده
ضرب طبلهم بالترمريم * مع الفجر تعليم * هزّوا الجحاف ع الدماديم * سفر الرحيل سفر عاده
فوق العياد الملاجيم * سبيبه لميم * وسيوف توقد مساميم * تعميرهم بالبراده
أمالي القطف والمراقيم* أمالي القصاع المجاميم *أمالي البيوت الدلاهيم*أهل الحصر والوساده
أمالي العياد الملاجيم* أمالي الضيوف الملاميم* أمالي السرور المكاتيم*أهل الصلاه والعباده
رحل نجعهم شرّف الغيم* أدباش وحريم * وبنات ع الماكله تصيم *صغار يضبحوا بالقلاده
بنات العرب يوجدوا الشيم* قطعوا رماريم *ستين وجبه متاميم*وحط نجعهم في الحداده
لقوا نجع واسمه وراغيم *في خير ونعيم * ويتواددوا بالمكاريم * ربيع فتّق أغماده
والسعي في راحته مقيم* عشب ونجيم* ناض بينهم لغز تسميم* ونقت طبول الحشاده
بدت خيل عل بعضها تهيم* من كثرة الريم * رصاصهم يذوح ذوحة يتيم * إذا ناض ما أصعب رداده
المشرب وقع فيه تشريم * الدم تسحيم * والضرب بالسيف تهديم * فنوا بعضهم بلا شهاده
نساهم تدور في الحزازيم * نقص حسب أداء بن ضياف *....................* ركد غيمهم ع الحماده
طلع طفل عل سابق عظيم * يعشي على الريم * يسلّم على البرق تسليم * يومي كما بوسعاده
نقض عركهم جديد وقديم * راحوا مقاسيم * صفى بحرهم بعد تغريم * وكل نجع واجه بلاده
ولاني على غريم في غريم *... نقص .........* ..................*ولا النجع وقت ان تمادى
محمد الصغيّر بتفهيم * كلامي بتعظيم * إذا يزوز للعرس تقديم * مثلي بحر بورماده
نشرح الموقف على الميم *..نقص...... *...................* والبحر يصعب عناده
يحمل هذا الموقف لمحمد الصغير الساسي خطأين عظيمين يجعلان من هذا الموقف غير مقبول إطلاقا وكأن ناظمه مبتدأ والحال أن شهرة محمد الصغيّر لا تخفى على أحد، وأرجح أن الخطأين من أصل القصيد أي أن محمد الصغيّر هو الذي وقع فيهما، لأن التصاق الناصر بن ضياف التليلي، وهو ابن السواسي كذلك، التصاقه بمحمد الصغير متين، والناصر نفسه شاعر لا يستهان به ومن المستبعد جدا أن تكون الأخطاء راجعة للراوي، وإذا كان النقص الموجود قي ثلاثة أبيات مختلفة يمكن أن يرجع لعدم الحفظ المتين للقصيد، فالخطأ الثاني الذي سنبيّنه لا يمكن أبدا أن يكون من مسؤولية الراوي: لقد بني هذا القصيد في وزن الموقف المقطوف، وكما نعلم فالبيت يتركب من أربعة أجزاء يكون ثالثها قصيرا، فالأجزاء الأول والثاني والرابع تتركب من ست تقطيعات (Syllabe) في حين يتركون الجزء الثالث من أربع تقطيعات فقط وهذا هو القطف، إلا أن الشاعر غفل عن ذلك وانزلق في وزن الموقف الكامل فنسي القطف في البيتين الخامس والسادس، وهذا خطأ ينزلق فيه عدة شعراء إذا نقص التركيز المرهف.