عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12/06/2010, 22h14
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: December 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 15,402
افتراضي رد: موضوع خطير يجب التوقف عنده حول دور اليهود في الموسيقى العراقية

هذه مقالة للأستاذ الباحث والمفكر العراقي حسقيل قوجمان يكتب الحقائق كما هي وليس كما يحلو للآخرين ,الرجل يعيش منذ زمن طويل في لندن ,وله دراسات أخرى عن المقام العراقي ,أنقلها للفائدة
وبأختصار ليبقى في سياق الموضوع أعلاه وشكرا.
-----------------------------------------------------------
ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
كان اسقاط الجنسية وتسفير اليهود الى اسرائيل مؤامرة ثلاثية اشتركت في تنفيذها حكومة اسرائيل والحكومة البريطانية والحكومة العراقية.
فور وصول اليهود الى المطار الاسرائيلي جوبهوا بطريقة مذلة اذ كان اول عمل استقبلوهم به تعقيمهم برشهم بمبيدات الحشرات وكأنهم جاؤوا محملين بالجراثيم. واقتيدوا الى مخيمات تسمى المعابر حيث تسكن كل عائلة مهما كان عدد أفرادها في خيمة واحدة هي المسكنوالمطبخ ودار الراحة.
وقد اضطر اليهودي العراقي على تحمل جميع واجبات المواطن الاسرائيلي ولكنه لم يتمتع باية حقوق عدا حق وجوده في الخيم واستلام المواد الغذائية التموينية الشحيحة. لم يمنح اليهودي العراقي عمليا حق العمل او مخصصات العاطلين لذلك كان عليه ان يخرج من المخيمات بحثا عن عمل، فخرج الاطباء والمهندسون والاساتذة والصيادلة وغيرهم للعمل في بساتين البرتقالللعمل في قطيف البرتقال لقاء اجور ضئيلة.
وليسمح لي القارئ ان اقص عليه قصة طريفة قصها لي احد اخوتي الذي كان في العراق مدير محطة في السكك الحديدية. بحث اخي كغيره من اصحاب العوائل عن عمل يستطيع ان يحصل فيه على ما يساعده على تربية اطفاله. فوجد عملا في قطيف البرتقال. كان اخي انذاك شابا قويا فمنحوه حمارا يستطيع ان يستخدمه في جمع البرتقال وتحميله الى المركز. ذهب اخي ببدلته الانجليزية الفاخرة وحذائه الانجليزي وقبعته الجوخ ليعمل في قطيف البرتقال لدى صاحب المزرعة الذي لا يرتدي سوى سروال خاكي قصير وقميص. وفي الساعة الرابعة جاءه صاحب المزرعة ليأخذ منه الحمار. فسأله اخي لماذا يأخذ الحمار قبل انتهاء يوم العمل فاجابه صاحب المزرعة ان يوم عمل الحمار ينتهي في الرابعة رغم ان يوم عمله هو ينتهي في الساعة الخامسة وان عليه ان يسلم الحمار كل يوم في الساعة الرابعة. وفي اليوم التالي اخذ اخي الحمار الى المركز في الساعة الرابعة لتسليمه ولكنه وضع القبعة الفاخرة على راس الحمار. فسألوه لماذا تضع القبعة على راس الحمار؟ فقال لهم اليس الحمار افضل مني انا الانسان لان يوم عمله ينتهي في الرابعة وينتهي يوم عملي في الساعة الخامسة؟
كان من ادوار اليهود العراقيين المتقدمة في العراق المجال الموسيقي. ففي العراق كان الموسيقيون العراقيون في مقدمة المجال الموسيقي كعازفين وملحنين وكان بينهم العديد من المغنين والمغنيات الى جانب اخوانهم المسلمين مثل سليمة مراد وسلطانة يوسف وقراء المقام يوسف حوريش وسلمان موشي وحسقيل قصاب وسليم شبث وغيرهم. كان عدد الموسيقيين اليهود الذين سافروا الى اسرائيل هائلا ولم يكن لجميعهم مجال ممارسة الموسيقى كوسيلة للعيش نظرا الى انهم في العراق كانوا موسيقيينللشعب العراقي ولكنهم في اسرائيل اصبحوا موسيقيينلفئة محدودة من اليهود العراقيين فقط. اضطر الكثير من الموسيقيين البارعين الى ممارسة مهن اخرى طلبا للعيش ولم يفلح في الحصول على عيشهم من الموسيقى وحدها سوى عدد صغير شكلوا الفرقة الموسيقية للاذاعة الاسرائيلية. كانت الفرقة الموسيقية للاذاعة الاسرائيلية تتألف من الموسيقيين العراقيين عدا واحد او اثنين. وحين بلغ هؤلاء الموسيقيون سن التقاعد لم تستطع الاذاعة الاسرائيلية تكوين فرقة شرقية جديدة من الموسيقيين العراقيين. لذا لا توجد في الاذاعة الاسرائيلية اليوم فرقة شرقية ثابتة وانما يقوم بعض الموسيقيين المتبقين وبعض الموسيقيين العرب الاسرائيليين بالعزف احيانا في الاذاعة والتلفزيون.
تبجح بعض الكتاب والنقاد العراقيين بان مركز الموسيقى العراقية وخصوصا موسيقى المقامات العراقية قد انتقل الى اسرائيل نظرا الى ان اكثر موسقييها كانوا اليهود. ولكن الواقع اثبت خطأ ذلك الرأي لان الموسيقى هي موسيقى عراقية ولا يمكن ان ينتقل مركز الموسقى العراقية الى اسرائيل مهما كان عدد الموسيقيين اليهود الذين هاجروا الى اسرائيل. وقد مثلت الموسيقيين اليهود في كتابي عن الموسيقى العراقية بالزهور التي تقطف من جذورها. يمكن لهذه الزهور ان تبقى في مزهرية لمدة معينة ولكنها لا تستطيع انبات زهور جديدة.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg حسقيل قوجمان.jpg‏ (6.6 كيلوبايت, المشاهدات 257)

التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 12/06/2010 الساعة 22h22 السبب: اضافة
رد مع اقتباس