الأخ العزيز أبو إلياس
مشكور جدا على اجتهاداتك في هذا الباب ،
و قد استمعنا إلى السيمفونية المقصودة كم أعدنا الاستماع إلى أوبريت فارس الأحلام للموسيقار فريد الأطرش كاملة و لم نكتف بالمقطع المرفوع ، فتبين لنا ما يلي :
هناك تشابه طفيف بين مقطع من جملة موسيقية و ردت في العملين و هي عند فريد سريعة بينما في السيمفونية بطيئة ،و لا يظهر عليها أنها مقصودة و أما التطابق بين جملتين موسيقيتين الذي يمكن أن يؤول كاقتباس فلم نعثر له على أثر ، و فريد الأطرش كما هو معلوم هو عنصر بارز في الثلاثي الرائد في التجديد الموسيقي و المتكون من : محمد القصبجي و محمد عبد الوهاب و فريد الأطرش نفسه ،و إذا بتنا ننتقد المجهودات التجديدية و الإبداعية لمحمد عبد الوهاب كما لفريد الأطرش و نصفها بالأعمال المقتبسة فإننا في رأيي لن نساهم إلا في تضييع الوقت و هدر الطاقات بينما الواقع هو الواقع و مكانة هؤلاء العمالقة راسخة...
و بالعودة إلى الأوبريت نجد أن الجملة المعنية التي أثارت هذا الحديث لا تحتل أية مكانة بارزة في الأوبريت
وحتى و إن اعتبرناها مقتبسة ،وهذا غير وارد، فإن فريد لم يبن عليها لحنه ،فالعمل أكبر بكثير من أن يختزل في هذه الجملة و أنا انصح الجميع بالاستماع لأوبريت فارس الأحلام ، فهذا عمل عظيم متكون من عدة مشاهد كل مشهد يختلف عن سابقه ،وظف فيه فريد الأطرش كل طاقاته الإبداعية الخلاقة مازجا ما بين النغمات التجديدية المبتكرة و المقامات الشرقية الأصيلة مع الأنغام الشعبية المبهجة ، و خلال كل هذه المشاهد المتناسقة لم يحتج فريد الأطرش العبقري لا إلى نغمات من هضاب آسيا و لا إلى أهازيج من أدغال إفريقيا ، كان رحمه الله فنانا عبقريا مبدعا و خلاقا...
وعلى كل حال الأوبريت المعنية مر عليها الآن أكثر من خمسين سنة و لم ينعتها أحد خلال هذه السنين بأنها مقتبسة ،بل أجمع الكل أنها تشكل عملا عبقريا غير مسبوق و لا مثيل له... و يبقى القول الفصل للمختصين.
مع تحياتي لأخي أبو إلياس و للجميع و عذرا على الاختلاف.