اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس
لازمة الكورال في أوبريت فارس الأحلام من سيمفونية في هضاب أسيا الوسطى للروسي ألكسندربورودين
في أوبريت فارس الأحلام من فيلم لحن حبي 1953 ، اقتبس الموسيقار فريد الأطرش الجملة الموسيقية للازمة الموسيقية التي تسبق ترديد الكورال النسائي في الأوبريت من سيمفونية في هضاب أسيا الوسطى التي لحنها الموسيقار الروسي ألكسندربورودين عام 1880، والمقارنة بين المقطع المقتبس في الأوبريت المرفق رقم 1 والسمفونية كاملة مرفق رقم 2 توضح الاقتباس ، خصوصا وأن الجملة الأصلية أشهر من نار على علم لكون ألكسندربورودين إتخدها لازمة تكررت أكثر من مرة في عمله الشهير.
|
الأخ العزيز أبو إلياس
مشكور جدا على اجتهاداتك في هذا الباب ،
و قد استمعنا إلى السيمفونية المقصودة كم أعدنا الاستماع إلى أوبريت فارس الأحلام للموسيقار فريد الأطرش كاملة و لم نكتف بالمقطع المرفوع ، فتبين لنا ما يلي :
هناك تشابه طفيف بين مقطع من جملة موسيقية و ردت في العملين و هي عند فريد سريعة بينما في السيمفونية بطيئة ،و لا يظهر عليها أنها مقصودة و أما التطابق بين جملتين موسيقيتين الذي يمكن أن يؤول كاقتباس فلم نعثر له على أثر ، و فريد الأطرش كما هو معلوم هو عنصر بارز في الثلاثي الرائد في التجديد الموسيقي و المتكون من : محمد القصبجي و محمد عبد الوهاب و فريد الأطرش نفسه ،و إذا بتنا ننتقد المجهودات التجديدية و الإبداعية لمحمد عبد الوهاب كما لفريد الأطرش و نصفها بالأعمال المقتبسة فإننا في رأيي لن نساهم إلا في تضييع الوقت و هدر الطاقات بينما الواقع هو الواقع و مكانة هؤلاء العمالقة راسخة...
و بالعودة إلى الأوبريت نجد أن الجملة المعنية التي أثارت هذا الحديث لا تحتل أية مكانة بارزة في الأوبريت
وحتى و إن اعتبرناها مقتبسة ،وهذا غير وارد، فإن فريد لم يبن عليها لحنه ،فالعمل أكبر بكثير من أن يختزل في هذه الجملة و أنا انصح الجميع بالاستماع لأوبريت فارس الأحلام ، فهذا عمل عظيم متكون من عدة مشاهد كل مشهد يختلف عن سابقه ،وظف فيه فريد الأطرش كل طاقاته الإبداعية الخلاقة مازجا ما بين النغمات التجديدية المبتكرة و المقامات الشرقية الأصيلة مع الأنغام الشعبية المبهجة ، و خلال كل هذه المشاهد المتناسقة لم يحتج فريد الأطرش العبقري لا إلى نغمات من هضاب آسيا و لا إلى أهازيج من أدغال إفريقيا ، كان رحمه الله فنانا عبقريا مبدعا و خلاقا...
وعلى كل حال الأوبريت المعنية مر عليها الآن أكثر من خمسين سنة و لم ينعتها أحد خلال هذه السنين بأنها مقتبسة ،بل أجمع الكل أنها تشكل عملا عبقريا غير مسبوق و لا مثيل له... و يبقى القول الفصل للمختصين.
مع تحياتي لأخي أبو إلياس و للجميع و عذرا على الاختلاف.