اقتباس:
	
	
		| 
					المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغـد اليمينى
					  ؛؛(( أُفيليـا هى لحنْ شَجىّ يربو فوق ظلٍ جاثم ))؛؛ 
 
 كعادتى كلما اضْطَجَعَ الأرق على مقلتى فى غبش الليل ، أذهب وأشعل مدفأتى ، ثم أجلس على كرسىَّ الهزّاز أسامر عزلتى _مع خفقات النار الراقصة التى
 تدوى سكون الدجى طرباً بمسامعى ، تتوسل لى براعم الضوء المتوسدة خلف
 نافذة حلمى ، أن أتحايل على الأرق فأعود لذات الرواية ربما ينسانى لحظة ،
 أو يتركنى لأغرق فى سباتٍ عميق . أتلهف لنهاية تُربك خاطرى مَنْ يَدرى
 فثمة حدث قد يُصيبها يقلب فصولها مِنْ جديد ، مازال الصراع قائماً بينهما
 رغم حبهما المُستتر وراء ستارة الكبرياء ، أصبحت لا أفهمه هل أخطأت
 ( أوفيليا ) عِندما أختبرت شعوره نحوها ، فما كان هدفها إلا لتتأكد مِنْ
 صدق إحساسه بحب صادق تبحثُ عنه وإنها ليست فى حياته مُجرد أُنثى ،
 غريب هوَ يتعذب ويحترق كلما اقترب أو ابتعد ، يعتريها ريب امتطى صهوة
 مشاعرها ، يحثها على ترجمة شفرته لتعرف ما الذى أصاب قلبه ،ربما تلامس
 قبس مِنْ روحه تحدثها تطمئنها عنه ، بعد أن أصبح عميقاً وبعيداً ، وبالرغم
 مِنْ أن الضوء الأحمر نبهها أن هُناك تجاوز لحالتها إلا انها ومن دون أن تدرك
 ذلك ، مضيت تبحث عنه فى نوى السحاب ، خلف انحناء الأقواس فى أروقه
 اللامكان ، على قوارع الطرقات مابين الترح والفرح ، رأته فى حديقة غناء ،
 يعصرأغصان تتدلى فيه _ ثم يترنح ويومئ برأسه إلى أفواه الزهور ليستنشق
 كل العبير الذى يعيد لرئته الحياه ، بعدها يرتشف مِنْ رحيق رضابها المسموم
 بأنفاس العابرين ما يروى ظمأ قلبه أنخابـا تسكر الروح ، أستوقفتها سريالية
 هذا المشهد المروع الذى أزاح الغُبار العالق بملامحه فما هوَ سوى ظِلّ يجرى
 وراءه الآلاف ينشدن لحن حزين ، عادت ( أوفيليا ) مُجدداً والقيح ينز مِن
 فؤادها المجروح ، لتجد مُخالفة حررها الألم ،دفعها اياها ضريبة البحث والوعد
 المسفوك _ طويتُ الصفحة بغتة مِن خفقات كادت أن تمزق أضلعى وتعوى
 ،أ َرْغَى الأنين لغصة ترمم فى حلقى تهدهدنى فى سبات غير مريح ، فقط لو
 
 
 أننى لم أقصد ذلك الكتاب .. 
 تمــت ....
 فى10/1/2010القيح : ( المِده ) التى لا يخالطها دم
 أ َرْغَى: بمعنى صاح
 
 | 
	
 
تبدو اللقطة القصصيّة ، هنا ، غارقةً في الذاتيّة ، و قد بيّتت نيّتها على ذلك الكاتبة :
كعادتى كلما اضْطَجَعَ الأرق على مقلتى فى غبش الليل ........
 
 
و قد أخذتنا إلى طقوسها في القراءة ، إلى حد ملامسة دفء ذلك الركن السعيد الذي يشهد واحداً من أعظم الأفعال البشرية : القراءة.
 
 
بمثل هكذا أجواءٍ يستلهمها وجود مدفأةٍ و سكون ليلٍ و وحدة ، فإنه حريٌ بقارئةٍ أن تتوحد مع شخص القصة التي تقرأها ...
 
 
نجحت الكاتبة في إصابتنا بعدوى ذلك ، إذ جعلتنا - منها - كما كانت ، هي ، من أفيليا (..) . وهذا ما تحترفه رغد بجدارة .
 بجدارة .  
تتوحد "القارئة" - هنا - مع أفيليا إلى حد استعارة صوتها في التساؤل:
 
هل أخطأت ( أوفيليا ) عِندما أختبرت شعوره نحوها 
 
* * * 
 
 
كنت أنتظر ردك يا رغد عن سؤالي في المشاركة الأولى :
 عن سؤالي في المشاركة الأولى :  
أي النسخ من أفيليا ، إعتمدتي في قصتك ؟
 
لكني - بعد القراءة الثانية - أظنك كنتي تقرأي شكسبير ، لا آرثور رامبو أو أدونيس .
 
متذكراً قراءتي الأولى لهاملت و حيرتي من أمر شكسبير !
لماذا لم يعنون مسرحيته : أفيليا ؟ ، و ليس هاملت ؟
 
فـ أفيليا التي حوّلها الحزن إلى أغنيّة دائمة ، كأنه دوزنها آلة ً موسيقيّة ، كانت تأخذني بعيدا عن جمود الملكة و خيانة القصور ، و حتى هاملت المأساوي !
 
* * *
 
القاصة البديعة
 الأستاذة رغد
الأستاذة رغد
  
عنوان قصتك أخذني إلى عوالم من التذكر ، لأعود سعيداً بأن ذاكرتي بها جزءٌ لم يتهرأ 
 
لغتك المختارة تناسب الجو العام للقصة ، لولا:
 
والقيح ينز مِن فؤادها المجروح
رضابها المسموم
 
و لولا ثقتي في زخيرتك اللغويّة ، ما أشرت عليكِ باختيار ما يقلل من بشاعة واقع الحال ...
 
أقول بشاعة حال أفيليا
رغم أنك نقلتيه إلينا عبر نص ٍ مخملي رائق و بديع
 
راجياً أن تتحملي كثرة ترددي على هذه المقطوعة المتناغمة الصياغة
 
؛؛(( أُفيليـا هى لحنْ شَجىّ يربو فوق ظلٍ جاثم ))؛؛
		 
		
		
		
		
		
		
			
				__________________
				أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم