قصة أشهر مقلبين شربهما فريد الأطرش في السينما بالصوت والصورة
في تجربته السينمائية الطويلة التي امتدت على مدى ثلاثين سنة وحوت الآف المشاهد السينمائية ، لم يعاتب فريد الأطرش من طرف أصدقائه ومحبيه على أداء مشهد مثلما عوتب بسبب مشهدين يرى فيهما كثيرون أشهر مقلبين شربهما فريد الأطرش في السينما فما قصتهما ؟
المقلب الأول : مشهد ركوب القطار إلى القاهرة من فيلم انتصار الشباب 1941
في حياة أسمهان كانت شائعة مغرضة تدور في مصر مفادها أن ما وصل إليه فريد الأطرش في الفن لم يكن بسبب موهبته ، وإنما بسبب أخته أسمهان التي كانت تفتح له الأبواب الموصدة بجمالها وعلاقتها ، وقبل التعاقد على تصوير فيلم انتصار الشباب عام 1940 حدث حادث يعزز همسات المغرضين ومؤداه أن منتجي الفيلم تلحمي إخوان أرادوا أن يعود تلحين جميع أغاني الشقيقين في الفيلم إلى كبار الملحنين كالقصبجي و السنباطي وزكاريا أحمد إلا أن أسمهان اشترطت للتوقيع على العقد أن يلحن فريد جميع أغاني الفيلم وهو ما وافق عليه المنتج مرغما ، و في السيناريو أقحم موقف فكاهي يتضمن تعريضا بفريد و يذكر بدور أسمهان في فتح الأبواب لفريد ، فعندما يصل الشقيقان من الشام يستقلان القطار إلى القاهرة ، وأثناء الصعود إلى العربة يتقدم فريد للجلوس فيسأل عبد الفتاح القصري الكرسي دا فاضي من فضلك .
فيرد القصري قائلا ما كنش يتعز .
وتتقدم أسمهان لتقول : تسمح يا حضرة .
فيجيب عبد الفتاح القصري عيني الإثنين دا يتفرش تمر وحنة وياسمين .
ثم يلتفت إلى أسمهان قاصدا فريد الأطرش : وحضرتو واياكي
فتجيب أيوه
فيتجه عبد الفتاح القصري إلى فريد قائلا الله ميش تقول كده يا أخينا إن مشلتكش الأرض نشيلك من جو رموشنا ، أنظرالحوار مصورا في الفيديو المرفق .
بعد مرور سبعين سنة على تصويرهذا المشهد لازال التساؤل مطروحا : هل حدث تؤاطو بين عمرجميعي كاتب القصة و أحمد بدرخان المخرج مع المنتجين تلحمي إخوان للتعريض بفريد الأطرش سيما أنهم وافقوا على شروط أسمهان مرغمين ؟ أم أن المشهد جاء صدفة ؟ في الحالتين معا فإن المشهد أدى دوره آنذاك في الإساءة لفريد ، بعد أربع سنوات ستموت أسمهان وسيستمر فريد بعدها ثلاثين سنة في المقدمة إلى جانب الثلاثة الكبار في عصره : أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم ويكذب هذا المشهد الذي دخل التاريخ السينمائي في مصر.
المقلب الثاني : مشهد الحمار أبولو الذي يحب سماع أغاني فريد الأطرش من فيلم زمان ياحب 1972
سأترك هذا المقلب يرويه محامي فريد الأستاذ محمود لطفي :
كان ذلك في أثناء تصوير فيلم " زمان يا حب وغير المحرج بعض مواقف في الفيلم وحواره وأضيف إليه الحوار التالي:
«المنظر: فريد الأطرش يركب حمار اسمه " ابوللو، معه الفنانة زبيدة ثروت بطلة الفيلم » وكان الحوار:
شوشو: أستاذ فربد ، تحب تسمع موسيقى.
فريد : بكل سرور.
وهنا يبحث شوشو في رقبة الحمار عن شيء، ثم يرفع يده براديو ترانزستور، يبدأ الحوار التالي :
فريد: أنت كمان معلق له راديو؟
شوشو: امال يا أستاذ؟؟ أبوللو بيحب الموسيقى، خصوصا أغانيك.
فريد: ما هو أصله حمار..
وأعجبت القفشه فريد ، وأصر على أن تكون بالفيلم ، وفعلا تم التصوير، ودعاني الأستاذ عبد لسلام موسى ، المشرف على الفيلم لرؤية الفيلم قبل عملية الميكساج ، وحضر العرض عدد كبير من المشرفين على مؤسسة السينما.
وذهلت عندما سمعت الحوار، واعتقدت أن به مساسا بالموسيقار.
وكان فريد في لندن، واتصل بى تليفونيا، قلت له رأى إنه لابد من حذف هذا المشهد قال لما الموسيقار: لا يا محمود، أنا عاجبنى! سكت.. سفر الموسيقار إلى القاهرة، وبدأت أناقشه في موضوع هذا المشهد، فقال: يا محمود، أرجوك اسكت، أنا عاجبنى!.
سكت فعلا، وعرض الفيلم في بيروت، وكان من عادته أن يطلب من أصدقائه أن يروا أفلامه ويقولوا له رأيهم، ورأي الجمهور في الصالة.. وذهبت في زيارة له في بيروت، طلب منى أن أرى الفيلم وفعلا شاهدت الفيلم ، قلت له رأي وزدت عليه رأى الناس في الحوار الذي كان موضع خلاف بيني وبينه السابق الإشارة إليه ، واتضح أن غيري قال له مثل ما قلت، طلب منى الأستاذ فريد أن أتصل بالمؤسسة في القاهرة لرفع هذا المشهد من الفيلم ، عدت للقاهرة وقال المسئولون سبق السيف العزل لا يمكن.. لأن النسخ وزعت.. قلت لهم إن الأستاذ فريد مستعد يدفع كل التكاليف مهما كانت ولو وصلت عشرة آلاف جنيه!! قالوا متأسفين..
وظل الموسيقار فترة طويلة من الزمن متأئرا من هذه الواقعة، وزعل جدا لأن المؤسسة لم تستجب لطلبه..
خلاصة القول من كلام الأستاذ محمود لطفي المحامي أن فريد تسبب في أخس نكتة عنه وخلدها إلى الأبد ، وصنع لنفسه وبنفسه أكبر مقلب شربه في السينما .