
06/10/2009, 07h30
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:443552
|
|
تاريخ التسجيل: July 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 240
|
|
|
جرأة مغرورة
حميت الهاجرة فالتجأت فتيات القرية إلى الترعة التي كانت تمثل حدّا فاصلا بين أكواخ الرّعاع وقصر الطاغية سلطان المالك لتلك الناحية من الأرض ومن عليها .
وكعادتهن أيام الحرّ يقضين فترات الراحة الممتدة من وقت الظهيرة حتى انكسار أشعّة الشمس بعد العصر .
فيهن من تحضر بعض الأواني أو الملابس كي يغسلنها في مياه الترعة, حيث تنحسر جلابيبهن عن سيقانهن فتعكس جزءا من جمال البدن على اختلاف ألوانه.
يملأن أكفهن بحفنات المياه التي تقذفها إحداهن إلى وجه الأخرى , بينما تهتف الحناجر على اختلاف نبراتها بالغناء على نغمات الأواني وضرب الكف بالكف. وما أن اتجه الطاغية على ظهر جواده قاصدا مكان الضجّة التي لفتت انتباهه حتى صمتت الحناجر, وكفّت الأصوات عن الغناء.
ساد السكون الجميع . فزعقت فيهن (هند) : لماذا أمسكتن عن الغناء ؟ أوليس لنا الحق أن نروّح عن أنفسنا المتعبة وصدورنا المكظومة ولو ساعة؟
وإذا بالطاغية يمعن النظر في ساقيها ... فتنسحب الواحدة تلو الاخرى, لتبقى هي وحدها في المواجهة . هند بنت العشرين عاما أجمل فتيات القرية , طويلة العنق , دقيقةالقسمات, منتصبة القامة, ذات أنف رقيق, وعينين عسليتين تحيط بهما أهداب طويلة , وشفتين ملفوفتين حمراوين كحبات الفراولة, ووجه مستدير كالقمر ليلة تمّامه . إلى جانب تقسيمات جسدها التي لاتقل روعة عن جمال وجهها.
عندها كشّر ( الذئب سلطان ) عن ابتسامة ماكرة قائلا : وأنت لماذا لم تندفعي مهرولة كما فعلت صويحباتك؟
قالت له : أنا لا أخاف أمثالك الذين لا يعرفون إلاّ الغطرسة والتسلّط على الضعاف فأنتم عندي أنصاف رجال . هل تظنني أخشى أنصاف الرجال ؟
فقهقه عاليا وصوّب بندقيته ناحيتها ليرعبها . ثم ما لبث أن راغ بها ناحية السماء وأطلق منها طلقة دوّت أرجاء المكان والتفت إليها قائلا : أنا أعشق المرأة الجميلة القويّة , و أجمل من ذلك أن تخور قواها بين يدىّ , و أن تذوب أنوثتها بين أصابعي كقطعة الثلج . ألم يبلغك أني أقتني الجواهر من أمثالك طوعا
أو كرها؟
هنا أدركت (هند) ما تعني كلماته وما يضمر صدره . خرجت من المياه تعدو بأقصى سرعة على طول جانب الترعة . وهو يعدو خلفها بكل ما أوتى من قوّة حتى أدركها . فطرحها أرضا وجعل يضمها بوحشية وعنف حتى خارت قواها وفقدت وعيها . ولم تستفق إلاّ وقد أرخى الليل سدوله لتجد نفسها عارية لا تعرف بعدُ ما حدث لها...............
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 06/10/2009 الساعة 08h23
|