عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 27/09/2009, 06h12
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: دمــوع فـى شـوّارد آلَغَيِــوَِمْ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغـد اليمينى مشاهدة المشاركة





تجلس وحيده تَنضو عَنْ عُنقها قلائد الحزن والكآبه ، تنظر إلى ساعتها بين الفينه والأخرى ،

مازال موعده لم يحن بعد ، هذيان يلوح إلى جفونها غفوه ..ما كادت أن تستفيق من غفوتها خلال دقائق إلا أن

أكتظ المكان بالناس. وأضحى محشرا حقيقيا..انتابها شعوراً غامضاً وهى تموج وتترنح فى وجوههم ،

فدنت منها إلتفاته صعقت عيناها ؛وفغرت فاهها لهذه الصدفة التى رممت مشاعر مسفوكة من زمن .

أطالت النظر إليه لتتفحص قسمات محياه ، وما أضافه الزمن الحائر من لمسات عليها ... وسيما يافعا لم

يتغيربه شئ سوى بعض الشيب الذى تمرد على خصلات شعره . فى نفس اللحظة وجه نحوها سهم

نظرة تلقفتها بلهفه _ تقاذفه الخطوات نحوها وما ان اقترب منها حتى

أوقد هذا الجرح القانى خلف ضلعها الإيسر من جديد ؛

سألها عن حالها ؟

ردّت وهى تتلعثم بين شهقات مكتومة : أنت ..! آآراك مِنْ جديد بعد هذه المده

إبتسم قائلاً : وما الذى تغير فى غيابى

قالت : لم يتغير شئ البته

نعم ..ما زلتِ كما رأيتكِ أخر مرة جميلة رقيقة ، أتعلمين بعد أن فقدت أمل لقائكِ مرة أخرى ..إلا أن

طيفكِ كان يرافقنى راشاً فوق صحراء غُربتى رهاماً وبَرَدْ.

فارت منها بقايا تنهيده ، لبوحه الذى سقسق فى شرايينها حنين مخضب بشجن وألم سنين..

لفحتها خصلة من شميم العِطر... امراة اقتربت منه وهى تبتسم ، أمسك بيدها ومضى فى طريقهما ؛

باعث لها ابتسامه أبت أن ترحم بالها ... ظلت عيونها تُلاحقهما ؛حتى تلاشى ظليهما مع هذا الصفير الذى

أقتلع أخر جذور الأمل مؤذن موعد الرحيل. أسرعت لتلحق به تطرد النعاس عن جفونها وصدى كلماتها

الآخيرة يرتجف .. لم يتغير شئ البته !




تمــــت .....


فى 1/ 9/ 2009

الأستاذة رغد اليميني


هذه لقطة قصصية رائعة ، إكتملت بها أدوات الكتابة القصصية بشكلٍ مُبهِر ، فقرأتها بمتعةٍ تشبه حال كتابة نصٍ ناجح.

و لأني أحب الصراحة أكثر من القراءة! ، أقول لكِ ، يا أستاذة :

إن البُعد الإنساني للوضوع تماس مع إشكاليّة متجددة بخاطري ، كلما أخذتها السنون إلى قاع وجداني ، طفى بها حادثٌ عابرٌ أو ذكرى : لماذا نحن - بهذه الدنيا - كالمسافرين دوماً ؟ لا نتقابل إلا للحظاتٍ عابرة تشبه الوداع !


هيّ حدثتنا عن بعض الشيب الذى تمرد على خصلات شعره

و لو قُدّر له الحديث لأخبرنا عن تغيرات مشابهة تمرددت عليها كليّة ً !

حتى أني ظننت أن اللقاء قد تم بخيالها هي ، ساعدني على ذلك سحر وميض اختصاراتك الرشيقة الناعمة ، التي تحيل - حتماً -إلى جو الحلم .


جملة:
(( أوقد هذا الجرح القانى خلف ضلعها الإيسر من جديد ))


جعلتني أصرخ : آهـ ، يا قلبي

و ذلك لأني أحب الصراحة إلى هذه الدرجة !

* * *

ثم اسمحي لي يا أستاذة أن أنحني مُمتناً لكل من سبقني إلى لمعة تلك الدموع ، من أساتذتي الأجلاء ، أعيان الأدب السماعي

و لكِ الإحترام و المودة
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس