عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09/09/2009, 23h51
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: القطار .................

" القطار "

رؤية تحليلية

( 1 )


نحن هنا بصددِ نـَصٍٍّ ، لا يُعبر عن تجربةٍ إنسانيّة ،، أو حَدَثٍ واقعي ، و لا ينتمي إلى زمانٍ أو حِقبة ، و المكان فيه لا يتجاوز " التصوّرَ المُجَرّد " ،،
المكان و الزمان في هذا العمل ، هما أداتانِ لخدمة " الفِكرة " أو الحِكمة ، أو حالةٍ من حالاتِ الاستبصار

و نسيجُ قصتنا هذه ، يعتمد على الوصف الخارجي " بعيون السارد " ، " و الانفعالات الداخلية للسارد " ،، و الذي أشاعَ ـ النسيج ـ أجواءَ واقعٍ كابوسي ، يقف في وسطِ المسافةِ بين الحُلمي و الواقعي ، فهو يمزج بين " الواقعي المعتاد " ، و اللاوقعي المُبهم

أما الشخصية المحورية ، فنجد أنها مجرد " وعاء " سلبي ٍغير فاعلٍ أو مؤثرٍ في الأحداث ، و مجرد أداة ، يتم استعراض المواقف " الميتافيزيقية " التي تخالف الطبيعة ، من خلالها ،، و هى حالة تنتقل بالتبعيّةِ إلى القاريء ، الذي يتبنى " تلقائيّاً " موقفَ " المُسافِر " ، و التي يستحيلُ فيها التواصل بين عالمين " واقعي و لا واقعي " ، دونَ حِرفيّةٍ سردية و بنيوية ، تجعلُ المعنى يتسرَّبُ لا شعورياً ، إلى وجدانِ المُتلـَقي

و هذه القصة التي اعتمدت في صياغتها على ترميز المفاهيم ، و اعتماد ما يُسَمّى بالإحالة ،، تتعرض للإشكاليات الكبرى التي تواجه الإنسان ، كالموتِ ، و ماهيّةِ الوجود ، و جدوى الحياة

و المفردات في هذه القصة ، هي إعادة صياغةٍ لمادة الواقع ، فالقطارُ ليس قطاراً ، و المحطة ليست محطة ، و الشخوصُ مجردَ تروس ٍ في آلةِ " المضمون " ، و سلطان " الحِكمةِ " يُحَوِّمُ في أفق الأحداث ، و الرؤية " الصوفية ، أو الفلسفية " ، هي السلطة الحاضرة في متنِ العَمَل

و قد استطاعَ كاتبنا د .أنس ، إلباس الفكرةِ المُجرّدة ، ثوبَ الحِراك الملموس ، كما نجح في إيصال الشعور بالخوف و الرهبة إلى القاريء ، من خلال سردِهِ " الوقائِعي " ، الذي استدرجَ القاريءَ بحِنكَةٍ و تـَرَوٍّ ، مِن عالمٍ يعرفه و يدركُ أبعادَه ، إلى أغوارِ الدهشةِ و التساؤلات ، فقد تبنى الكاتبُ خطاباً حَكَوِيّاً سهلاً للغاية ، مُضمِناً إياه أفكاراً عميقة ً للغاية ،،

__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس