عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 20/04/2009, 19h31
اشرف عبدالرحمن اشرف عبدالرحمن غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:406309
 
تاريخ التسجيل: March 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 36
افتراضي رد: لماذا تستسيغ الاذن العربية الحنجرة اكثر من الالةالموسيقية

اولا تحياتى وسلامى لكل الاساتذة واشكركم على كل هذه الاضافات القيمة والمفيده فى هذا الموضوع الهام جدا فى الموسيقى العربية وهو ليس موضوعا بسيطا أو هينا بل يحتاج الى ابحاث ودراسات متعمقة ، وما كتبه الأساتذه الافاضل فى هذا الموضوع قد القى الضوء بفتح ملفا هاما لقضيتين هامتين وليست قضية واحده وهما ( لماذا تطرب وتنجذب الاذن العربية الى القالب الغنائى اكثر من المقطوعات الموسيقية ) اما القضية الاخرى وان كانت لها صله بالاولى الا انها تحتاج لدراسة وبحث خاص بها وهى ( مشكلة تطوير الآلات الموسيقية العربية )
سوف اتحدث عن الموضوع الأول وهو لماذا الموسيقى العربية هى موسيقى غنائية فى المقام الاول ..... فلو تأملنا ما قاله فلاسفة علم الجمال مثل " بيرجسون " و " ريتشاردز " حول الفن والموسيقى نجد ان هناك نظريات تفسر ماهو الفن والتى منها ( ان الموسيقى او الفن عموما هو تعبير ونشاط انفعالى يعبر عن انفعالات واحاسيس البشر ) كما قال الثانى ( ان الانسان بداخلة الكثير من الانفعالات والمشاعر المتناقضة والغير مرتبه ، فعندما يستمع الى قصيدة شعرية او الى اغنية او مقطوعة موسيقية فإن هذا العمل الفنى الذى يراه او يسمعه يعيد ترتيب هذه المشاعر والاحاسيس فيشعر الإنسان بالراحة ....
لو تأملنا ما قاله فلاسفة الجمال فى تفسيراتهم للفن ووظيفته لنجد جزءا كبيرا من الحل فالقضية هنا لا تعتمد على ما كتبة المؤرخون والباحثون فى تاريخ الموسيقى العربية فقط مثل ( هنرى فارمر والفارابى ..... وغيرهم ) ولكن يدخل معنا علوم اخرى كثيرة مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الجمال .... والخلاصة هو ان الانسان العربى عموما بطبيعته وطبيعة بيئته يميل الى العاطفة فى كل حياته ويعتمد على الاحاسيس والمشاعر ، وهذه الاحاسيس والعاطفة والمشاعر كانت الدافع الاساسى بأن يكون للشعر مكانه كبيرة لدى العرب قديما ، لأنه ابلغ واسمى واوضح الفنون للتعبير عما يشعر به من مشاعر ( الحب او الكراهية ، المدح او الهجاء ، الغزل والرثاء .............الخ ) وبعد ذلك بدأ الشعر ينغم فبدأ العرب يلقون ابياته ويرددونها على ايقاع ( حداء الابل ) اثناء سيرهم فى الصحراء ، فكان هذا الالقاء الايقاعى المنغم دورة كسر الملل وتعميق الاحساس بالكلمة ... ومن هنا جاء الثراء الكبير جدا فى التنغيم المقامى فى الموسيقى العربية .. وانا هنا لم اريد ان اتطرق لتاريخ تطور الموسيقى العربية حتى لا اطيل على سيادتكم ...... ولكن الغرض وخلاصة القول انه كان من الطبيعى ان يكون فن الموسيقى العربية غنائى طربى حنجرى فى المقام الاول لاعتماد لغتنا العربية واحاسيسنا على المعنى الواضح والصريح الذى تجسده الكلمة .. أما المقطوعة الموسيقية او الموسيقى البحته المجرده لم تكن تمثل للمستمع العربى معنى واضح أو احساس معين ، فالبيئة العربية كانت صحراوية بدوية ، تحتاج للكلمة الواضحة التى تعبر عن الحنين والحب والتى تحاول ان ترسم صور جمالية خيالية للطبيعة ، وهذا الجو لا تستطيع المقطوعات الموسيقية او الالات ان توصل او توصف لنا شىء خيالى لم نشاهده من قبل ... والدليل على ذلك ان القليل منا يميل الى سماع المقطوعات الموسيقية بل جميعنا يميل الى سماع الحنجرة البشرية ونطرب اليها .... لأن موسيقانا العربية بها ثراء نغمى وعشرات بل مئات المقامات بجانب الثراء الايقاعى للضروب العربية فالطبع ، فالتوسع والتطور الموسيقى العربى جاء توسعا افقيا وهو اساسه النغمى الخط اللحنى الواحد والابداع والتنوع والشجن " مونوفونى " ..... اما الموسيقى الغربية ليس لديها سوى سلميين ( مانيير و ماجيير ) فقط ... ليأتى ثراؤها فى التنوع الآلى وبالتالى مع كم هذه الالات دخل التوزيع وعلوم الكونترابونط والهارمونى وهنا ما نسمية توسعا رأسيا " بولوفونى " .... وللتأكد من ذلك ان الأغانى الحالية العربية التى يغلب عليها التوزيع ويكثر فيها الالات نجد انها يقل فيها الطرب والشجن والاحساس المقامى وتقل الانتقالات المقامية ايضا بل تسير الاغنية على مقام واحد ( كرد او عجم ) ويبعد تماما عن ( الثلاث ارباع التون – السيكا ) ...
بالطبع هناك اسباب كثيرة جدا تحتاج الى بحث كبير وهنا لا اريد ان اطيل واتمنى ان اكون قد استطعت التعبير عما اقصده من خلال هذه الكلمات .... وأشكر الاساتذه الافاضل الذين طرحوا هذا الموضوع الذى اراه هاما جدا
رد مع اقتباس