اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم
أخي الشاعر أبو زهدة
صباح الإبداع
يخضع الإبداع لعدد من المعايير كما تعلم
منها المستوى الفني للعمل الإبداعي والثقافة الجمعية للناس
والأوضاع الإجتماعية والسياسية السائدة
ولذلك فإن تصنيف الشعراء بهذه السرعة ربما يكون قد ظلم الشعر والشعراء
لأن التصنيف لم يرتبط بأية معايير محددة
ولعل أنواعا من الإبداع كانت متفوقة فنيا وعلى درجة عالية من الإتقان والحرفية لكنها سقطت جماهيريا
ومنها فيلم ( المومياء ) الشهير
أما تركيز الأخت منال على ( الشاعر المشهور ) الذي اعتبرته تصنيفا مميزا لنوع من الشعراء
أقول لعل الشهرة أحيانا ليست مقياسا حقيقيا لنضوج الإبداع
لأن الواقع الإجتماعي والثقافي والسياسي له دور كبير في هذه الشهرة
وأذكرك أخي بجوائز الدولة التقديرية في كثير من المجالات
كيف تمنح وماهي معاييرها هذا إن كانت لها معايير أصلا
أما شعراء النبط
فمن المؤكد أن كثيرا منهم يوظفون ما يسمونه شعرا للمدح الرخيص الممجوج
للمسؤلين والحكام أحيانا
وهؤلاء يستطيع الجمهور فرزهم بسهولة
لكن هناك نصوص من الشعر النبطي تعادل في بلاغتها وعمقها وجمال صورها الشعرية
الشعر الفصيح ذاته
والمديح الممجوج لا يقتصر على الشعر النبطي
بل يشمل الفصيح والشعبي على حد سواء
وبالطبع أردت أن أدلي بدلوي هنا حتى لا يذهب ذهن القارىء المتعجل للتعميم
كل الشكر أخي
وتحياتي
|
الشاعر الكبير و الناقِد المُنصِف
أستاذنا يوسف أبو سالم
أسعد الله أوقاتكم في كل حين
،
نعم ، أستاذنا ، الحق ما تفضلت به
لكني لم أقصد (و لا أملك حق) تصنيف الشعراء . سيّما و أنا ضد التصنيف ، كما المفاضلة . و لا أحسبهما (و أخواتهما) إلا تعسف و جور
فقط ، كنت أصف "شويعراً" بعينه - كما أشرت في ردّي على أختنا البديعة منال الأدب - و ما كنت لأفسر ذلك لولا أن تعليقها على القصيدة قد لامس نقاطاً - حاولت الإيجاز في الرد عليها - لم يكن لي إغفالها.
و لا أضيف لعلمكم ، أستاذنا ، بقولي : أنه ليس على الشاعر تقديم "نصٍ موازيٍ" لقصيدته ، كما يفعل أصدقاءُنا المحامون فيما يعرف بالمذكرة التفصيلية (!!) . لكن كما ترى ، فسماعي منحنا هذه الفرصة العجيبة للتواصل بين ما نتصوره نحن ، و ما يتصوره الرائعون من عشاق الشعر .
أتذكر الآن ما قاله الأستاذ إبراهيم أصلان عن رائعته "مالك الحزين" ، التي استغرقت كتابتها سبع سنوات . لقد أضاء شرارتها الأولى مشهد "الشيخ حسن" - الضرير- و هو يقتسم صندوق برتقال مع نادل المقهى بأحد الشوارع المفضيّة إلى ميدان الكيت كات . المشهد ، ربما ، لم يستغرق لحظات .
و مع الفارق ، فإن ذلك الذي وصفته (بتلك العجالة الشعرية) كان مشهده قد دفعني إلى الرغبة في التقيؤ (أعتذر).
ثم أن عدائي للتصنيف يمنعني - أيضاً- من التعميم ، كذلك. و إلا ، هل بوسعنا حذف تلك المنطقة (الشعر النبطي) من ثقافتنا ؟
لا يتسع المقام هنا للحديث عن فضل الشعر النبطي عليّ -شخصياً- حيث مَنَّ الله عليَّ بمجاورة أعيان شعراء النبط بواحة الذيد بالشارقة . مما منحني حظ حضور مجالسهم العامرة ، مع الشاعر الظريف ربيّع بن ياقوت و أميرهم حمد بو شهاب و فارسهم راشد بن طنّاف و المرحوم سلطان العويس .
كما أعجبني "فزّاع" - حمدان بن محمد بن راشد- بحلوِ بيانِه ، وهو يستخدم لغته الحضرية كوالده الكريم . و من السعودية أحب - من الألف إلى الياء - الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، الذي تدهشني تقدميته (..)
و دائماً ما أنظر إلى كواكبهم باعتبارها "الوارث الشرعي" لأولائك الـّذين أسسوا "ديوان العرب" ، الشِعر
أما عن "الشاعر المشهور" ، فقد كانت مجاملة من أختي منال تناسب رقتها السخية ،
و الرد على هذه "النقطة" يكون بمشيئة الله قصيدة "شاعر مغمور !" علـّها تقبل هديّتي.
و ما ساقني إلى هذا الإسهاب "الممل" إلا فرحي بتشريفك محاولاتي للبوح
فتقبل مودة تلميذ و احترام مُحِب
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم