يتطرق ناجي الحبشي في الملف الثالث إلى مسألة التطوّر والتعمّق في الأنماط الموسيقية التي تختلف عما هو متداول بالموسيقى الخفيفة والتي يتعاطى معها المتلقي بشيء من السطحيّة، إذ بإمكانه الإستماع لأحد الأغاني وهو منشغل بالحديث وغير ذلك بخلاف "الموسيقى العالمية" التي تستدعي التركيز التام والتفاعل معها بكل الجوارح. وهنا يستعمل الفنان هذا المصطلح وهو مثار جدل بين الباحثين الموسيقيين، إذ أن الموسيقى لغة محلّية والأنظمة الموسيقية متعددة ومع أن بها كثير من مواطن الإلتقاء فبها كذلك إختلافات جذريّة لا يُمكن التغاضي عنها. ولعلّه يقصد بعالميّة الموسيقى رواج تقنيات الموسيقى الأوروبية وتبني العديد من موسيقيي مختلف الأقطار لهذه التقنيات وذلك لأسباب عدّة منها هيمنة العالم الغربي على العديد من الثّقافات مما فرض حركة المثاقفة هذه عليها، كذلك التطور الكبير الذي شهدته هذه الموسيقى مما دفع الكثيرين إلى محاولة إنشاء توجّهات قومية في هذا النمط السمفوني والذي من ابرز سماته التعدّدية الصوتية وتقنيات التّوزيع الآلي وإستغلال أجراس مختلف آلات الأركستر السمفوني، وهذه الظاهرة إن لم تكتسح كل الممارسات في عالمنا العربي إلا أنها أثرت في حدّها الأدنى على محاكات تركيبة الفرق الكبيرة بعد أن كانت ظاهرة التخت العربي أو الجالغي البغدادي أوالجوق المغاربي محدود الآلات هو السائد ...