السلام الوطني العراقي
القسم الثاني
بعد الذي حصل في العراق من تغيير في نظام الحكم فيه، هبَّت فصائل الشعب هناك مندفعةً ومتدافعة لطرح البدائل على كافة أصعدة الحياة: وشمل ذلك رموز سيادة البلد، كما أسلفنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع، متمثلةً في العَلَم والنشيد الوطني (المعروف بالسلام الوطني).
ومن بين ما طُرحَ على الساحة، نشيد (موطني) باعتباره، كما أسلفنا، من بين أبرز الأناشيد الوطنية والقومية التي تغنَّت بها حناجر الشعب إبّان إستقلال العراق وتأسيس دولته الدستورية مطلع القرن العشرين المنصرم.
نبذة عن الأناشيد الوطنية في العراق
لعلّي هنا أستدرك لأدير دفَّة الموضوع إلى سالف الأيام عند تأسيس الدولة في العراق الحديث، المملكة العراقية في العام 1921، كي نأخذ منها قبسَ ضوءٍ نمنح من خلاله القاريء فرصة التعرف إلى نشيد موطني.
إنتشرت الأناشيد (القومية) في بلاد الهلال الخصيب الذي يشمل بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) والعراق، فصار النشيد بمثابة جسرٍ يربط بين هذه شعوب هذه البلدان، لتدفع في النفوس حميَّة التحرر لنيل إستقلال البلد من السيطرة الأجنبية السائدة آنذاك.