اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل محمد
ه ذة القصيدة قرأتها فى جريدة ألأهرام فى يوم جمعة فى صفحة الأدب فى اواخر الستينيات أو أوائل السبعينيات ، قرأتها لمرة أو مرتين والتصقت بذاكرتى ليومنا هذا ، وأنا لست من حفظة الشعر وذاكرتى تضعف باطراد والشاعر المذكور ليس من شعرائى المقربين ، وسأكتبها لكم الآن من الذاكرة بأمانة واللة ولا تفسير عندى .
عندى رجاء ، لو حد من جهابزة المنتدى يكبر الخط ويلونة ويشكلة وأقترح كبير نحاة المنتدى الأخ الحميل أبو هانى ولو انى عارف انها غالبا لن تعجبة .
تسألنى :
ما بال حديقتنا كفت هذا العام عن الاثمار ؟
والظل ارتد واضحى مثل النجم السيار
قاص وقريب
تسألنى ..حسنا ساجيب
ذلك أنا صلينا من غير وضوء
وكذبنا ..
حتى صارت أعيننا دون جفون
حتى لما رحنا نسعى للحج
صرنا نخدع ملاح الزورق
حتى لانعطية الدينار
تسألنى :
مابال حديقتنا كفت هذا العام عن الاثمار
ذلك شىء لا يدهشنى
حتى لو أنبتت الأحجار
********
ألخفاش تدلى من بين الأغصان
والأحزان
فى داخلنا ..تتلوى كالثعبان
وامتلأت أدراج الأسرار
ان نكتم ..ينشق الصدر
او ننطق..ينفتح القبر
وعلينا أن نختار
*********
جدى كان كريما وعظيما
وهابا يعطى دون سؤال
جاء أبى..
فانخفضت أقيسة الجود
أصبح لا يعطى الا من يسأل
وأنا.. جئت الكون عجوزا وقيما
سألونى
فهززت الكتفين..
ومضيت اثرثر بالكلمات المختنقات
عن أطفال ولدوا بعيون للخلف
ونساء مدت ساقيها فى الطرقات
بحثا عن ليلتهن الأولى بعد الألف
لم يسأمن التكرار
*****
تسألنى ..
وأنا أسأل ..مابالك تسأل
وكأنك تجهل ..أن الشوك حصاد الشوك
وكأنك تجهل ..أن الدمعة بنت الأحزان
فليرحمنا الرحمن
|
أخي عادل محمد
مساء الورد
هذا انتقاء ممتاز لقصيدة محلقة حقا
للشاعر كمال عمار
لأنها تلقي الضوء تراكمات سوسيولوجية
أدت إلى تغيرات سلبية في المفاهيم والقيم والرؤى
وكذلك في الأهداف ..والتطلعات
فإذا كان الجد كريما ...
فلأن العصر الذي عاش فيه كان أكثر نظافة وبراءة والتزاما
بالقيم ..وحفاظا على المبادىء
وإذا كنا نتكلم عن مصر
فذلك العصر ..هو عصر نضال الشعب المصري ...ضد
الإستعمار وقوى الرجعية ..
وهو التوقيت الذي شهدت مصر فيه ..تتويج نضالها بطرد الإنجليز من مصر
وبروز ثورة 23 يوليو ...وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر
وامتداد أثر هذه الثورة على معظم الشعوب العربية وشعوب أفريقيا
واستلهام قادة حركات التحرير الوطنية لتجربة عبد الناصر ومصر
ومنهم جيفارا ...وأحمد بن بلا ..وباتريس لومومبا ...وغيرهم الكثير
كذلك امتداد المد القومي ...إلى كافة أقطار الوطن العربي..وانضواء أغلبية الشعب العربي
تحت حلم الوحدة العربية والتحرر...والعدالة الإجتماعية
إلى أن تكالبت قوى الرجعية والإستعمار...وعادت بتآمر سافر مع اسرائيل
لتجهض هذه التجربة ..مع هزيمة 1967
وأثرها المدمر على تطور الأمور بعد ذلك
ويجىء عصر الأب
وهنا الطامة الكبرى
أنه عصر كامب ديفيد ..الذي سلخ مصر عن امتدادها العربي والإفريقي..
وتفرد بكل قطر عربي ...ليحيك مؤامرات الصلح التي هي في الحقيقة
استسلام للهيمنة الأمريكية ولا تمت للصلح بأية صلة
وهنا انهارت القيم وتفكك نسيج المجتمع ..مع عصر الإنفتاح الإقتصادي
وغياب ..كل قوانين العدالة الإجتماعية ...
مما دمر الطبقة الوسطى ..النتي لم يعد لها وجود فعلي
فانقسم المجتمع من جديد إلى طبقتين
أقلية غنية وأكثرية ساحقة فقيرة
ثم يأتي عصر الإبن ..
وياليته لم يأت ...
فهذا عصر ..تحول الخيانة إلى وجهة نظر ....
وبروز ما يسمى بالعولمة ..
وغزو العراق ..وانقسام لبنان ...
وهو عصر لم تشر إليه القصيدة..ولكنها استشرفته
ولم تخطىء في رصدها ..لمسار الأمور وحتمية وصولها إلى ما وصلت إليه
ذلك أن النتائج ترتبط بالمقدمات ارتباطا عضويا
أخي عادل
لن أكون مبالغا إذا قلت أننا ...لم نعد نجد هذا النوع من القصائد الآن
فكلٌ يغني على ليلاه ....
وعلى رأي إخواننا الشاميين ( حارة كل مين إيده إله )
تحياتي
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع
مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم