جنة الشعر
 
سَل جَنة الشعر ما أَلـوى   بدوحتهـا  ***      حَتّى خَلَت مِن ظلال الحُسن وَالطيبِ
وَمَن تَصَدّى يَردُّ السَيـلَ    مُزدَحِمـاً  ***      لَما تَحَـدَّر مِـن شُـمِّ   الأَهاضيـبِ
وَمَن أَغار عَلى تلكَ الخِيام   ضُحـىً  ***      يبيح تَقويضها مِـن بَعـد    تَطنيـبِ
هِـيَ المَنيـة مـا تَنفـكّ   سالِـبَـةً   ***     فَما تُغـادر حَيّـاً غَيـر    مَسلـوبِ
حَقُ العُروبة أَن تَأسـى  لِشاعرهـا  ***      وَتُـذرف الدَمـع مَنهَـلّاً بِمَسكـوبِ
وَتُرسل الزَفرة الحَـرّى    مصدّعـة   ***     ضُلوع كُل عَميد القَلـب    مَكـروبِ
مَن للقريض عَريقاً فـي    عُروبتـه   ***     يَأتي بسحرين مِن مَعنى    وَتَركيـبِ
وَمِن لغرّ القَوافـي وَهِـيَ   مُشرِقَـة  ***      كَأَوجـه البَـدَويـات   الرَعابـيـب
أَبا المَكارم قُم في الحَفـل   مُرتَجِـلاً   ***     مُهذَّباتـك لَـم تصقـل    بِتَهـذيـبِ
وَأَضـرِم النـارَ إِن القَـومَ   هامِـدة    ***    قُلوبُهُـم ذلَّ قَلـبٌ غَيـر   مَشبـوبِ
وَاِنفخ إِباءَك فـي آنافهـم    غَضَبـاً  ***      فَقَـد تُحَـرِّكُ أَصنـامَ    المَحاريـبِ
تَمكن الذلّ مِن قَومـي فَـلا عَجَـب    ***    أَلّا يُبـالـوا بِتَقـريـع    وَتَأنـيـبِ
ما أَشرَفَ العُذرَ لَو أَن الوَغى   نثرت  ***      أَشلاءَهم بَينَ مَطعـون   وَمَضـروبِ
لَكن دَهتهم أَساليـب العـداة    وَهُـم    ***    ساهون لاهون عَن تِلكَ    الأَساليـبِ
وَيَقنـعـون بِمـبـذولٍ   يـلـوِّحُـهُ    ***    مُستعمِروهـم بِتبعـيـد وَتَقـريـبِ
كَأَنَّهُـم لَـم يُشيَّـد مَجـد   أَولـهـم     ***   عَلى السُيوف وَأَطـرافِ  الأَنابيـبِ
يا رائِداً كُـلَّ أَرض أَهلهـا   عـربٌ    ***    يَجتازها نِضو تَصعيـد  وَتَصويـبِ
وَمُنشِـداً عِندهـم علمـاً   وَمَعرِفَـةً  ***      بِحالهـم بَـيـنَ إِدلاج    وَتَـأويـبِ
هَل جئتَ مِنهُم أُناساً عَيشَهُم    رغـدٌ   ***     أَم هَل نَزَلَت بِقطر غَيـر    مَنكـوبِ
أَم أَيّ راعٍ بِـلا ذئـبٍ  يُـجـاوره    ***    إِن لَم تَجد راعياً شَراً مِـن   الذيـبِ
تَبّـوأَ الكاظِمـيُّ الخلـدَ    مَنـزِلَـةً     ***   يَلقى مِن اللَه فيهـا خَيـرَ   تَرحيـبِ
أَبا المَكارم أَشرِف مِن علاك    وَقُـل    ***    أَرى فلسطين أَم دُنيـا    الأَعاجيـبِ
وَاِنظُر إِلَينا وَسرِّح في الحمى   بَصَراً    ***    عَن الهُدى لَم يَكُن يَوماً    بِمَحجـوبِ
تَجد قَوياً وَفي وَعـدَ الدَخيـل   وَلَـم    ***    يَكُن لَنـا مِنـهُ إِلّا وَعـد   عَرقـوبِ
وَمَرَّ سَبع وَعشر فـي البِـلاد    لَـهُ   ***     وَحكمه مَـزج تَرهيـب   وَتَرغيـبِ
قَد تَنتَهي هَـذِهِ الدُنيـا وَفـي  يَـدِهِ      ***  مَصيرنا رَهن تَدريـب    وَتَجريـبِ
حال أَرى شَرَّها في الناس   مُنتَشِـراً   ***     وَخَيرَهـا لِلمَطايـا   وَالمَحاسـيـبِ
هَل في فَلسطين بَعدَ البُؤس مِن   دعةٍ    ***    أَم لِلزَمـان اِبتِسـام بَعـدَ   تَقطيـبِ
كَم حَققَ العَزم والاعجال مِن    أَمَـلٍ   ***     وَخـابَ قَصـد بِإمهـالٍ    وَتَقليـبِ