البهلـــوان - قصيدة من العامية المصرية - شعر/ وليـــد البــلالـــى

[وليد البلالى]

البهلـــوان
----------

معرفش ليه دايماً بفكر ف الدموع
لما بشوف البهلوان .. لابس وشوشه
دايماً بشوف الحزن ساكن بين رتوشه
نفسى ف يوم أدخل ما بين الوش ..
للوش اللى جوه
وأعرف إيه هوه!
معرفش ليه دايماً بفكر ..
إن أصل الضحكة خنجر ف الضلوع
أو إن أصل الضحكة .. جوع
جوع للحياه من غير نقوش
دايماً بلاقى الحزن ألوان ف الرتوش
فوق الوشوش
و الأصل وش البهلوان



************


نرجع زمان
و نشوف حكاية البهلوان
يمكن نلاقى الحكمة ف الضحكة
و نعرف سرها
كان ياما كان



************


كان ياما كان ...
لما العيون كانت بتنزف م الهوان
كان يملى وشه بضحكته و يقول:
"قبر اللسان هوه الخرس
أوعك تخاف يوم م الكلام
خاف م الخرس"
كان صوت جرس
فارس بيهتف فوق فرس
و لا عمره خاف كرباج حرس .. و لا صولجان
كان بهلوان



************


كان بهلوان ..
يمشى يشخبط ع الحيطان
يرسم تاريخ الضحكة ..
أو أصل الزمان
يرسم وشوش للبهلوان
يرسم وشوش للبهلوان تصرخ تقول:

"موت م الكلام
أوعك تموت يوم م السكوت"
يرسم بيوت
يفُض غزل العنكبوت
"أكرم تموت ..
و أنت رافع كلمتك .. مع ضحكتك
فوق التابوت"
و الأصل ضحكة بهلوان



************


و نقول كمان ..
و الأرض سودة مشققة
كان سيل مطر
و إحنا بنبنى المدرسة .. كان الحجر
و الضحكة نور فوق ف السما
تمحى العمى
تبدر حبوب الحق ف قلوب البشر
تطرح وشوش للبهلوان
الضحكة تطرح بهلوان
و البهلوان .. يضحك كمان
يرسم جنين الضحكة ف جبين الزمان
يرسم كمان ..
يضحك كمان ..
و الأصل ضحكة بهلوان



************


و ف وسط طرطوره المرقع بالليالى
و بالسنين .. و البالونات
و بكل أحلام البنات
دار الزمان .. دار الزمان



************


دار الزمان و ف يوم كبرت
و سألت: "فين البهلوان؟"

ف الدنيا قالوا البهلوان
داير يشخبط ع الحيطان
يرسم تاريخ الضحكة فوق كل البيبان
و ف يوم ..
ف يوم لمحت البهلوان و جريت عليه
و لمحت دمعة ملألأة ف جبين عنيه
و سألته: "ليه؟"
كفِّن دموعه ف ضحكته
و لوِّن عنيه
و بكل أنواع النقوش
فوق الوشوش
جريت إيديه
و ضحك قوى ..
و الحزن رنة ف ضحكته تصرخ تقول:

"ما هو أصل حزن القلب .. ضحكة
و برضه جرح العمر .. ضحكة
الهم .. ضحكة
الدم .. ضحكة
و التراب المُر .. ضحكة
و الضحكة حزن ما ينتهيش
الضحكة طير فوق ف السما
بجناح و ريش
يرقص و هوه بيندبح ..
علشان يعيش ... و يموت بيضحك"



************

و فهمت سر البهلوان
و فهمت سر البهلوان ..
و فهمت برضه إزاى أعيش
جوه الزمان الوغد
و الليل الجبان



************


و لبست بدلة بهلوان
و مشيت أشخبط ع الحيطان
فوق البيبان
أكتب تاريخ كل اللى كان



************


و البهلوان ..
لملم عمره .. ف همه .. ف غمه ..
حطه ف خُرجُه
صبُّه ف دمه
شكِّل منه وش لبكره
وش بيضحك نفس الضحكة
وش بيضحك رغم الحزن
وش ..
بيضحك ..
نفس ..
الضحكة ..
وش ..
بيضحك ..
رغم الحزن
..........
..........
..........

رغم الحزن


الحمـــد للـــه

-----------------

[رائد عبد السلام]

قصيدة رائعة لشاعر متمكن من أدواته
أحسنت أخي وليد

تخرج مفرداتك محملة بصوت مصري أصيل
يعرف كيف يعبر عن الحالة

تماما كأصداء شعراؤنا الكبار الذين اجتذبهم
سحر هذه الشخصية وعلي رأسهم
والد الشعراء فؤاد حداد في قصيدته الخالدة الأراجوز
وأمير العامية صلاح جاهين في رباعيته:
بلياتـــــشو قال إيه بس فايدة جنوني
وخمس وقــــق مســــاحيق بيلونوني
والطبل والزمـــــــامير وكتر الجعير
إذا كان جنون زبوني زاد عن جنوني !!
عجبي

أحسنت ياشاعر وأهلاً بإبداعاتك

[MOHAMED ALY]

و ليتنا نلاقى مثل هذا البهلوان فى زمن الهوان .
أحسنت و ابدعت و اوجزت فأوفيت ... فداخل كل منا يسكن شئ من هذا البهلوان .... ولكن من له بلسان بيان مثل شاعرنا وليد البلالى .

[M O H A M E D]

مَن منا لا يتمنى أن يكون ذاك البهلوان ؟!
يبكي بداخله و على وجهه ابتسامة يواجه بها العالم ، بل و يصنع السعادة لمن حوله
يتعايش مع الحياة و ما فيها .. حتى يعيشها
قد يراه الناس على الهامش و لكنه دائماً البطل ، ببساطة لا ينقصها الذكاء يقول ما لا يقوله الآخرون ..
في ضحكة ..
في ابتسامة ..
في حركة ..
هو لا يتخفى خلف وجه مصطنع و لكن هذا الوجه قد صنعته له الحياة !..
و بين تلك الرتوش ذكريات و دروس و عِبر !

يا بهلوان ..
مين اللي عملك بهوان ؟
قلت : الحيـاة
قلت : الزمان
،،

الشاعر الجميل وليد البلالي ..
قصيدتك رائعة ، و وقت قراءتها تمنيت ألا أصل لنهايتها ..
لكن بكل تأكيد لديك ما لا يقل عنها جمالاً ..
و نحن في انتظار المزيد
فأهلاً بك ، و بأشعارك :emrose:

[وليد البلالى]

أولاً و قبل أى شىء ... اعتذارٌ واجب - لتأخر الرد - للأخوة/ رائد عبد السلام - محمد على (قناديلى) - محمد السلامونى ..
ظروف العمل يا أخوانى ليس أكثر ... أكرر اعتذارى.

ثانياً .. أرجو من الأخوة القائمين على المنتدى حذف الحرف الأحمر فى المقطع التالى من القصيدة (حيث لا تسمح قواعد المنتدى بتعديل المشاركات لحديثى الانضمام من الأعضاء) ..

نرجع زمان
و نشوف حكاية بالبهلوان
يمكن نلاقى الحكمة ف الضحكة
و نعرف سرها
كان ياما كان


(الصحيح/ و نشوف حكاية البهلوان) ..... مع امتنانى و شكرى.

[وليد البلالى]

قصيدة رائعة لشاعر متمكن من أدواته
أحسنت أخي وليد

تخرج مفرداتك محملة بصوت مصري أصيل
يعرف كيف يعبر عن الحالة

تماما كأصداء شعراؤنا الكبار الذين اجتذبهم
سحر هذه الشخصية وعلي رأسهم
والد الشعراء فؤاد حداد في قصيدته الخالدة الأراجوز
وأمير العامية صلاح جاهين في رباعيته:
بلياتـــــشو قال إيه بس فايدة جنوني
وخمس وقــــق مســــاحيق بيلونوني
والطبل والزمـــــــامير وكتر الجعير
إذا كان جنون زبوني زاد عن جنوني !!
عجبي


أحسنت ياشاعر وأهلاً بإبداعاتك



الأخ و الشاعر الجميل/ رائد عبد السلام ..

تحياتى و مصافحة أولى أعتز بها كثيراً :emrose:
أحمد الله - عز و جل - أن نالت قصيدتى المتواضعة ما نالت من استحسانك و رقيق كلماتك يا أخى.

الحقيقة أن "البهلوان" هى أول قصيدة عامية أكتبها فى حياتى و لا أكتمك سراً أنها الأحب إلى قلبى من بين كل ما كتبت (على تواضعه بالطبع).

مرورك من هنا يا صديقى جَميلٌ أحفظه لك بإذن الله ..

مودتى ...

أخوك

وليـــد

[وليد البلالى]

و ليتنا نلاقى مثل هذا البهلوان فى زمن الهوان .
أحسنت و ابدعت و اوجزت فأوفيت ... فداخل كل منا يسكن شئ من هذا البهلوان .... ولكن من له بلسان بيان مثل شاعرنا وليد البلالى .

الجميل/ قناديلى ..

و من له بقلبٍ شاعرٍ كقلبك يا أخى :emrose:

أرددها دائماً: "ما أروع أن يكتب من يشعر و أن يشعر من يقرأ" يا صديقى ...

تحياتى لك و .... عرفان لا ينتهى.

أخوك ..

وليـــد

[وليد البلالى]

مَن منا لا يتمنى أن يكون ذاك البهلوان ؟!
يبكي بداخله و على وجهه ابتسامة يواجه بها العالم ، بل و يصنع السعادة لمن حوله
يتعايش مع الحياة و ما فيها .. حتى يعيشها
قد يراه الناس على الهامش و لكنه دائماً البطل ، ببساطة لا ينقصها الذكاء يقول ما لا يقوله الآخرون ..
في ضحكة ..
في ابتسامة ..
في حركة ..
هو لا يتخفى خلف وجه مصطنع و لكن هذا الوجه قد صنعته له الحياة !..
و بين تلك الرتوش ذكريات و دروس و عِبر !

يا بهلوان ..
مين اللي عملك بهوان ؟
قلت : الحيـاة
قلت : الزمان
،،

الشاعر الجميل وليد البلالي ..
قصيدتك رائعة ، و وقت قراءتها تمنيت ألا أصل لنهايتها ..
لكن بكل تأكيد لديك ما لا يقل عنها جمالاً ..
و نحن في انتظار المزيد
فأهلاً بك ، و بأشعارك :emrose:

أخى/ محمد السلامونى ..

مصافحةٌ أولى أعتز بها ، و فضلٌ منك أن بدأت بها :emrose:

يسعدنى حقاً أن يكون هذا رأيك الكريم فى قصيدتى المتواضعة ...

الحقيقة أن البهلوان شخصية تشغل تفكيرى منذ أن كنت طفلاً صغيراً لا يعلم ما تخبأه له الحياة من غربةٍ أو تجارب.

و كما تفضلت أنت ... هو حالة من الحزن مخبؤة بين أضلاع قناع يضحك. و ربما يكمن السر حقاً فى تلك الدمعة السوداء التى يصر كل بهلوانات الأرض على رسمها تحت عيونهم فى تلك الأقنعة الضاحكة.

تحياتى يا صديقى و ..... مودة.

أخوك

وليـــد