المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على عودى لحن عبقرى للسنباطى


karawan19
05/06/2008, 23h50
أخوانى الأعزاء
نحن نسمع ألحان رياض السنباطى وهى دائما رائعة وهو يستخدم قدراته الفائقة فى التعبير ويعيد صياغة الكلمات بتحويلها الى جمل موسيقية شرقية وجديدة الى جانب استخدامه ربما الغير مسبوف للمقامات والتنقل بين المقامات بصورة فريدة ولكن اسمحوا لى أن أعرض عليكم هذا اللحن الذى يغنيه بصوته ألا وهو لحن "على عودى" وقد استمعت اليه مئات المرات وفى كل مرة أتأمل فى الجمل الموسيقية التى صاغها بطريقة رومانسية تعبيرية أجد فيها جديدا والمقدمة الموسيقية المتنوعة الرائعة وأعتقد أن لحن على عودى هو خلاصة ألحان السنباطى جميعا وهو يحتاج عند سماعه الى أن يفرغ الأنسان عقلة كى يفكر فى اللحن وفى القدرة المعجزة على التعبير والتنقلات فضلا عن الترجمة الخطيرة للكلمات الممتازة كما وأنه يحتاج الى أن يتخلص من كل عواطفه تمهيدا لأستقبال المعانى التى تستدعى كل الأحاسيس البشرية الراقية – وقد أداها السنباطى بصوته وكانت نبرات صوته ونطقه للحروف أصدق تعبيرا وأداء وحساسية للمعنى – انه يصف كيف تنطلق أحاسيسه فى نومه ويقظته وكيف يصف الشفاه النائمة التى تنطلق منها الكلمات وكيف تكون النظرة بلسما والشعر والخصر النحيل الى آخره ...كل هذا عندما يجلس مع عوده وهو عود ليس ككل العيدان أو ربما تكون الأعواد - أدعوكم الى استماع هذا اللحن الخالد بكل العقل والفكر والوجدان – وأدعو صديقى الحبيب الأستاذ محمد الآلاتى كي يفكر معنا فى هذا اللحن العبقرى ولكنى أتمنى عليه ألا يكون تحليله هو تحليل للمقامات المستخدمة فحسب ولكن أتمنى أن يفسر كل جملة لحنية ودلالة استخدام المقام فيها فى هذا اللحن الذى نمر عليه مرور الكرام.

MOHAMED ALY
06/06/2008, 02h56
على عودى أنام و أصحى
و ليالى العمر دى شهودى

عمل عبقرى ..للاستاذ رياض السنباطى لحنا و شدوا ... و للشاعر حسين السيد ابداعا و نحتا للمعانى و المشاعر و الكلمات .
هذه الاغنية استوقفتنى كثيرا على مدار عمرى ..بهذا الشجن ..و الطرب .. و الاحساس ... اغنية فيلسوفة .. صوفية .. تعبيرية .. حقا ..ما اشق مهمة الاستاذ / محمد الالاتى .

الألآتى
07/06/2008, 01h26
بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( على عودى )

كلمات : حسين السيد

ألحان وغناء : رياض السنباطى

بداية .. أحب أن أشكر أستاذى الدكتور ثروت غنيم .. لإختياره هذه الدرة الثمينة من محلات رياض السنباطى الكبرى للمجوهرات ..

فى الحقيقة .. لقد فكرت بالفعل أن أخرج عن المألوف فى تحليلى لهذه الأغنية .. ليس لأن الدكتور ثروت طلب ذلك فحسب .. ولكن لأنها تستحق بالفعل أن يصاغ لها تحليل خاص .. ولأن المسألة لا تقف عند التحويلات المقامية فقط .. ولكنها تتعدى ذلك بكثير ..

من بداية العمل .. يتضح أسلوب السنباطى المحبب والمميز فى تفخيم وتضخيم المقدمات الموسيقية لأعماله ..

وبالرغم من أن هذا العمل تم إنتاجه فى سنة 1952 أو ربما قبل ذلك .. فإن السنباطى إستخدم كل المتاح من ألآت الأوركسترا .. وخاصة الوتريات ..

إختار السنباطى مقام النهاوند ليبدأ منه لحنه ..

نسمع فى بداية العمل عزف منفرد من آلة الكمان ( صولو ) .. ثم حوار جميل من القانون بمصاحبة الوتريات ..

ومع دخول الإيقاع ( ثنائى الميزان ) نشعر بهجوم الوتريات بعرضها الكامل .. وبعدها يصمت الإيقاع .. ليستمر السنباطى فى مقدمته .. دون أى إنتباه للزمن أو لمساحة العمل ككل ..

فالسنباطى يعمل دائماً وكأنه يضع كل مايعرفه من جمل موسيقية فى هذا العمل .. لا يدخر شيئاً لأعمال أخرى .. وعندما يبدأ فى عمل أخر .. نجد جمل جديدة .. وكأنه معين لا ينضب ..

نسمع أهات الكورال قبل الدخول فى الغناء .. وهذه سمة أخرى من سمات السنباطى فى أعماله ..

وإسمحوا لى أن أعرض عليكم كلمات الأغنية حتى نتابع سوياً تعبير السنباطى عن معانى الكلمات ..


على عودى أنام وأصحى .. وليالى العمر دى شهودى

عشقت الناس فى ألحانى .. وكان فى العشق ده خلودى

يطوف السحر فى عنيا .. فى وقت ركوعى وسجودى

دموع حارمها من عينى .. وأبدرها على عودى

***

ولما الدنيا ترميلى .. سلاح الشوق وتحكيلى

عرايس الفكر بتجيلى .. على الأوتار تغنيلى

أسيب الناس فى دنيتهم .. وأخد نغمى وألحانى

وأبات سهران فى حيرتهم .. أنا والعود ووجدانى

***

ويفوت عليا الجمال .. والقلب بيشاهد

ألوان تهز الجبال .. وتفتن العابد

شفايف نايمه وبتحلم .. وفوق منها الكلام صاحى

ونظرة عين فيها البلسم .. يقول للعين قومى إرتاحى

***

وشعر جميل نسيمه عليل .. وليله طويل على المشتاق

وخصر نحيل ساعة مايميل .. دموعى تسيل من الأشواق

أدارى العين بمنديلى .. وأخاف لاالشوق يناديلى

ساعتها عرايسى بتجيلى .. على الأوتار تغنيلى


إنتهت الكلمات ..

هل أطمع منكم أن تخبرونى .. ماذا يستطيع السنباطى أن يفعل فى مثل هذه الكلمات ..

لقد شحذ السنباطى كل أسلحته النغمية فى مواجهة هذا الإبداع الصادر من عمنا حسين السيد ..

وعبر عن الكلمات أحسن تعبير ..

أنظروا كيف بدأ بمقدمته الموسيقية الفخمة .. وكأننا سنستمع لقصيدة عصماء .. ولكنه يريد أن يشعرنا بأهمية الموضوع ..

بدأ الغناء من نفس المقام ( النهاوند ) .. ولكنه ينهى المذهب على مقام الراست .. تحويلة ونهاية مقصودة ..

أنظروا كيف يعبر عن الكلمات .. بدأ بالنهاوند .. ولكنه عندما وصل إلى ( دموع حارمها من عينى ) تحول للراست .. المقام الشرقى الأصيل .. وأبو المقامات الشرقية ..

لقد رأى أن النهاوند كمقام غربى لايصلح للتعبير عن الدموع والأهات .. فتحول للراست ليعبر كيفما شاء ..

صحيح أن بعض الملحنين إستخدموا النهاوند فى تلحين شطرات حزينة مثل ( تخونوه ، خسارة .. ألخ ) .. ولكن السنباطى بصفته ملحن شرقى يعشق الأصول .. يحب دائماً أن يستخدم المقامات حسب طبيعتها الأصيلة ..

يعود للنهاوند مرة أخرى فى بداية الكوبليه الأول ( ولما الدنيا ترميلى .. سلاح الشوق وتحكيلى ) ..

ولكنه سرعان مايتحول لمقام الحجاز عند ( عرايس الفكر بتجيلى ) وهو حجاز من نفس درجة النهاوند .. وسر هذه التحويلة .. أنه لايريد تغيير الطبقة الصوتية .. لا يريد أن يرفع صوته عالياً .. يريد أن يظل فى نفس الحالة المزاجية ..

ثم نأتى لمقام جديد وجميل .. هو مقام النيروز .. وهو مقام يجمع بين الراست والبياتى .. هل رأيتم شرقية أكثر من هذه ؟

إستخدم النيروز عند ( أسيب الناس فى دنيتهم ) ويعود للنهاوند ومنه للراست لينهى الكوبليه ..

أرجو أن تنتبهوا لما هو قادم ..

يغنى السنباطى ( يفوت عليا الجمال .. حتى يصل إلى .. وتفتن العابد ) ..

إستمعوا للموسيقى بعد ( تفتن العابد ) .. لقد إستعمل السنباطى طريقة السلالم الملونة ( كروماتيك ) .. ليعبر عن مرحلتان ..

المرحلة الأولى : ألوان تهز الجبال .. فإستخدم السلالم الملونة للتعبير عن الألوان الموجودة فى الكلمات

المرحلة الثانية : إستخدم نفس الجملة الموسيقية للتعبير عن الشطرة التالية ( شفايف نايمه وبتحلم ) إنه يعبر عن الحلم ..

تفكير نابع من خطة محكمة .. وليست مجرد دندنة أو جملة موسيقية لملء الفراغ اللحنى ..

ومن الراست للنهاوند للحجاز ونفس الترتيب الذى صادفناه فى الكوبليه الأول .. حتى نصل للنهاية مع الراست ..

لو حاولنا متابعة اللحن بعين متفحصة ودقيقة .. لوجدنا السنباطى يعبر عن كل كلمة أصدق تعبير .. لدرجة أنه أحياناً لا يستقر على مقام لأكثر من مازورة واحدة أو مازورتان .. والمازورة ياسادة هى أصغر وحدة فى الجملة الموسيقية أو اللحنية ..

أما عن السنباطى المطرب .. يتضح لنا أن السنباطى الملحن يعرف جيداً إمكانيات السنباطى المطرب .. ويعطيه الجمل اللحنية التى تناسبه تماماً ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..

وأرجو أن تعذرونى لأنى أكتب لكم هذا التحليل وأنا أعانى من ألآم الظهر اللعينة .. فإذا كان هناك تقصير أو إختصار فى التحليل فعذراً ..