المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصورة الغنائية - عواد


غازي الضبع
24/08/2007, 21h21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة والاخوات الكرام
اسمحوا لي أن أدعوكم لنتجمع حول مائدة جديدة
مائدة توجد بها وجبة كاملة متكاملة
توجد بها فواتح شهية ، بروتينات ، فيتامينات ، نشويات وحلويات
إنها الصورة الغنائية الجميلة عـــواد (http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=2156&highlight=%DA%E6%C7%CF)
طبعا الصور الغنائية مجال كبير جدا للحديث والتحاور
وروادها مجال أكبر وأكبر ..
وقد لمع فيها أسماء كبيرة سواء في التأليف مثل زين العابدين عبد الله وعبد الفتاح مصطفى ومحمد متولي وإبراهيم رجب ..
وفي الألحان محمود الشريف وأحمد صدقي وسيد اسماعيل ..
وفي الإخراج طبعا كان أنور المشري وبابا شارو ومحمود السباع ..
وفي الغناء محمد قنديل وكارم محمود وحورية حسن وعبد المطلب
وفي التمثيل برع صلاح منصور ورفيعة الشال ... .. وغيرهم الكثير والكثير التي كانت الصور الغنائية فاتحة خير عليهم .
وفي وجبتنا اليوم صورة غنائية حالها مثل أغلب حال الصور الغنائية حيث تحمل لنا عِبرة وموعظة
وهي سمة أغلب الصور الغنائية والتي نفتقدها بالطبع في عصرنا الحالي ..
وقد كوّن وأعد وجبتنا اليوم كل من :
مرسي جميل عزيز في التأليف
والموسيقار كمال الطويل في التلحين
وكلا من سيد إسماعيل وسعاد مكاوي في الغناء
وأنور المشري في الإخراج
ولهذا فهي وجبة دسمة قوية غنية بكل عناصر التغذية الروحية السمعية
...
أرجوا من الجميع أن يسمعها ويتأملها من جميع جوانبها .
الدراما والطرب في نفس الوقت ..
...
والرجاء من الأخ الألاتي والدكتور أنس والدكتور راضي والأستاذ صلاح السويفي والدكتور جبر وجميع الأعضاء المحترمين الكرام .. أن يفيدونا بتعليقاتهم وردودهم وشرحهم وإيضاحهم ..
...
وللحديث بقية ..

غازي الضبع
28/08/2007, 20h29
عندما قابلت عمنا كبير الآلاتية ..
قولت له : إيه يا عم .. إنت لسه ماردتش ليه على عـــــواد ..
قاللي .. بقى جاي تعزمنا على صورة غنائية يا مفتري ..
استنى عليا شوية عشان دي عايزة مجهود كبير ..
.. أنا من رأيي نتكلم عليها واحدة واحدة ..
عشان نسهل الموضوع شوية ..
وبعدين نناقشها كلها .. ومن جميع أركانها ..
القصة .. الحوار .. الإخراج ..الآداء والتمثيل .. الألحان .. كلمات أغانيها ..
وهكذا ..
وعلى فكرة مدام هامو إن شاء الله هاتنورنا هنا .. وهاتحكي عن هذه الصورة الغنائية الجميلة .. عـــــواد

تحياتي للجميع

الألآتى
29/08/2007, 02h31
ماشى ياعم غازى .. من عنيا ..

كما جرت العادة .. فإن تحليلى يأتى فى النهاية .. بعد تحليلات وذكريات الأخوة الأعزاء ..

ولكنى سأفتح شهيتكم بجزء صغير جداً ولكنه يدل على عبقرية كمال الطويل ..

هل تعرفون المقطع الذى يقول ( عواد باع أرضه ياولاد ... شوفوا طوله وعرضه ياولاد ) إلى نهاية المقطع ..

المفاجأة الجميلة فى هذا المقطع .. أن اللحن على حرف واحد .. نغمة واحدة .. هى نغمة الصول ( النوا )

كل المقطع بدون إستثناء على هذه النغمة فقط .. ليس هناك غيرها .. يعنى يقول

صول صول صول صول صول ياولاد ... صول صول صول صول صول ياولاد

شوفتوا العبقرية التلحينية .. عرفتوا سبب إنتشار هذا المقطع بالذات .. عرفتوا سبب ثباته فى أذهاننا ..

وستكون هناك مفاجأت أخرى عند التحليل بإذن الله ..

سمعجى
29/08/2007, 03h59
أستاذ غازى ..
و نعم الاختيار ..يا سلام على الوجبة الفنية ( الدسمة )

و فعلا الصور الغنائية لها عناصر فنية متعددة ..
فمن أداء تمثيلى صوتى ، الى بنية درامية ، الى غناء بعناصره الثلاثة ( أداء و كلمة و لحن ) ، الى اخراج يصهر كل تلك العناصر
لتصير وحدة متكاملة ..

و الصور الغنائية الاذاعية كنز يحوى دررا ( شديدة الندرة )
و يجدر بمؤسسة ( سماعى ) تدشين ما يمكن أن نسميه
( محمية طبيعية )
لتلك الصور الغنائية التى تمثل تراثا وجدانيا وجب احياؤه فى ضمائرنا و ضمائر أولانا ، لما فيها من عظة و عبرة و متعة فنية..

غازي الضبع
05/09/2007, 01h41
أستاذ سمعجي
والله حضرتك من أكبر المكاسب التي كسبتها من منتدى سماعي
ربنا يبارك فيك ، وفي بلاغتك ، ورُقيك في التعبير والتحدث
....
بالنسبة للصور الغنائية فهي كما تفضلت حضرتك بوصفها بوجبة دسمة
ولا يصح أي إضافات أو كلام بعد كلامك ..
....
ولكن ما أطلبه من دولة كرمكم هو تحدثك عن عناصر تكوين هذه الوجبة
والحبكة الدرامية ، وكيفية تطعيمها بالأغاني التي تثري الأحداث دون الإخلال بها لو صح التعبير
....
وهل كان لحضرتك أي تجارب تأليفية لمثل هذه الصور الغنائية ؟..
....
وسؤال أخير ..
....
ما هي أفضل الصور الغنائية التي تفضلها أو التي لها أي ذكرى مع حضرتك ؟
.....

تحياتي واحترامي

سمعجى
05/09/2007, 07h41
عــوّاد
الأخ العزيز غازى ..


أشكرك على حسن ظنك بى ..
و اعتقادى أن هناك من هو أقدر على تحليل عناصر هذا العمل المتميز ، و الذى أصبح يمثل تراثا مستقرا فى ضمائرنا ، و يستثير حنينا شجيا الى زمن انقضى !!
اعتقد أن استحضار الحالة النفسية للمتلقى ( القديم ) ، هو ضرورة للتشبع الوجدانى بالصورة الاذاعية .. فهى ( صورة ) تنفذ من المذياع الى سمع المتلقى ، ثم الى خياله مباشرة ، فيرسمها الخيال كيفما يشاء .. فالمستمع هنا يشارك ( شاء أو لم يشأ ) فى تصور ( الدراما الاذاعية ) .. بينما العمل المرئى ، يقدم رؤية محددة الملامح و المشاهد ، فتستقبلها ( العين ) استقبالا سلبيا
يتدخل فيها الخيال بقدر ضئيل

و دور المخرج للصورة الاذاعية هو فى المقام الأول شحذ خيال المستمع ، فلا يكتفى المخرج هنا بالسرد أو مناوبة الحوار فى أداء تمثيلى ..
بل يدعمه ( كما فعل أنورالمشرى فى عوّاد ) بأصوات خراف تثغو داخل البيوت ، و هديل طيور تتردد فى اتساع الحقول حين يكون المشهد (خارجيا ) ، و أصوات جموع متناثرة تنطلق فى صدى مكتوم حين يكون المشهد ( الصوتى ) داخل مقهى .. تلك مؤثرات صوتية تجعل العمل حيا و حيويا و شاحذا للخيال

و الصورة الغنائية ( عوّاد ) ذات الصيت و الشهرة فى عالم الدراما الاذاعية ، تدور فى أجواء ريفية محضة

و باستحضار الواقع الاجتماعى الذى عاصرته تلك ( الصورة ) ، فلن يخفى علينا أن عوّاد كُتبت ربما بتوجيه غير مباشر ، أو بتكليف من المؤسسة الاعلامية ، لتخدم توجهات مبادىء اجتماعية ، و التى تدعو الفلاح ( الصغير ) الى التمسك بالأرض التى تعد رمزا واضحا للانتماء ، والحض على الجد و الاجتهاد فى رعايتها و عدم التفريط فيها مهما كانت المغريات..
.
و مهما كان الدافع ( الخارجى ) وراء العمل ، و رغم ( شبهة ) التوجيه ، الا أن المناخ الفنى السائد فى ذلك الوقت ، لم يكن ليسمح بتمرير عمل فنى ضعيف ، و يكفى أن نتأمل الأسماء المشرقة للقائمين على ( عوّاد ) ..

سمعجى
05/09/2007, 07h44
و هنا نتحدث عن مرسى جميل عزيز الشاعر المتفرد الرقيق و الذى يطلقون عليه ( ابتسارا ) شاعر الألف أغنية ،وهو صاحب القامة الطولى فى كتابة الأغنية المفعمة بالصور و المشاهد ، ، و الموحية بالمواقف الدرامية ، بدءا من ( الحلوة داير شباكها / يا مزوق يا ورد ف عود / يامة القمر ع الباب / لعبة الأيام .. و انتهاءا ب : فات الميعاد / ألف ليلة و ليلة / من غير ليه ) ..

و باعتبار شاعرنا من أصول ريفية ، و ملم بلهجة الشراقوة ، و التى لا تختلف كثيرا عن اللهجات الريفية فى محافظات وجه بحرى ، فقد صاغ ( عواد ) بلهجة مطابقة تماما للمنطوق الريفى ، حتى بتفاصيلها الصغيرة التى كثيرا ما يفشل فى رصدها مخرجون و فنانون..

( نذكر فى هذا الصدد وصيفة فى فيلم الأرض من اخراج يوسف شاهين ، و التى كانت تتكلم بلهجة قاهرية !)

و لنستمع معا الى تلك الأمثلة من ( عوّاد )

مالك كدا زى اللى ماتَت له جاموسهِ

( بنصب التاء الأولى فى ماتت ، و جر الهاء فى جاموسه ).. .

دى غنوة قدمت قوى يا سليم ،

و التى نطقت على الشاكلة : ( دى غينوا جدمِت جاوى يا سليم ) ..

و استمعوا اللى تلك الجمل ، ليدرك من عاشر أهل الريف أو تعرف على لهجتهم ، أو
كان منهم ، أن المؤلف قد ضاهى اللهجة تماما ، ساعده فى ذلك الأداء العبقرى لصلاح منصور:


آدى الرقص و المغنى .. آدى الحظ


كانت سَتراك و مقوّتاك


هو تحقيق ؟! ..هو انى أول واحد باع أرضه ؟!


البَتر عُقبه وِحش يا بن عمى


بالاضافة الى اختياره لأسماء أبطال العمل ، والتى تنتشر فى الريف ( عواد / محضية / سليم / حمدان / وهيبة ....) ، و تلك مصداقية فى تجسيد الدراما

بينما نجد أن الغالبية العظمى ممن يتصدى للّهجة ( الصعيدية ) بالذات فى الدراما المرئية أو المسموعة ،يلجأون الى استعارة اللهجة ، أو استدعاءها بذهنية فانتازية ، فتخرج ممسوخة و مستولدة و سخيفة ، مما يفقد العمل مصداقيته ، بل و يدعو للسخرية !

سمعجى
05/09/2007, 07h51
أما الأغانى ، فقد تضافرت مع النسيج الدرامى متممة له ، كما فى الموقف الذى تلا بيع عواد لأرضه ، حين سرى الخبر فى القرية كلها ، و تردد صدى متلاحق لأصوات أطفال و نساء و رجال قائلين :


عواد باع أرضه ..


فاذا بهذا النداء ( النثرى ) يتحول الى ترديدات مغناة ، لتتحول الى أغنية ( عواد باع أرضه ) بانسيابية و تلقائية ..
و يلاحظ فى تلك الصورة الغنائية ، أن الأغنية أو الهتاف المموسق ( عواد باع أرضه ) قد سرق الأضواء من العمل الدرامى نفسه ، فأصبحت الأغنية هى البطل ، ؤو اذا كان الأستاذ محمد الآلاتى قد أشار الى أن اللحن بناه كمال الطويل على حرف واحد ( الصول ) أى ( النوا ) .. فانتأمل ماذا فعل مرسى جميل بموسيقى الكلمات التى ربما دفعت الطويل للتوقيع على حرف واحد ..

يقول : عواد باع أرضه .... يا ولاد
شوفوا طوله و عرضه .... يا ولاد

جاء هذيان المقطعان على الوزن التفعيلى ( فعْلنْ فعْلنْ ُتنْ .... فعْلانْ )
و هو نفسه ( فعْلنْ فعْلاتُن ... مفْعولْ )

أى أنه اعتمد على مايسمى فى موسيقى الشعر بالسبب الخفيف ، أو
الحركة التى يعقبها سكون
فنجدها مقطعة حسب النطق كالتالى :

عو/ ود / بع / أر / ضو ............ يو / لا
شو/ فو / طو / لو / عر / ضو...... يو / لا
يو / لد / غن / نو / لو ...............يو / لا


و تلك آلية ايقاعية نلاحظها فى الهتاف أو الأناشيد ، و التى تشعل الحماس و تجذب الأذن بايقاعها الواضح و الذى يتناوب الوقفات بطريقة متساوية مع الحركة ....
فهى تشبه دق الطبول ، و لتقريب المفهوم الصوتى ، فالايقاع هنا يشبه :

بُم بُم بُم بُم بُم .....بُم بُم

و أذكركم بمثل تقريبى لهذا الايقاع ، كان يردده الأطفال :


يا وابور يا مولع ..... شد الفحم
و انا اقوللك ولع ...... شد الفحم

فهو أيضا على وزن بحر المتدارك
( سبب خفيف + سبب خفيف )
أو ( سبب ثقيل + سبب خفيف )

الشاعر هنا يدرك البعد الايقاعى لما يكتب ، فهو ( دراميا ) هتاف ساخر و فاضح ، و يدعو أهل القرية للتجمع و المشاركة فى الشماتة و السخرية ..

سمعجى
05/09/2007, 07h54
أما الحبكة الدرامية ، فقد بدت فى شكل بسيط للغاية ، مثل بساطة مفهومى الخير و الشر و الصراع بينهما ، و لبساطة الحبكة فى ( عواد ) مبررها ، فتلك الصورة هى رسالة واضحة ، وتحمل عظة و عِبرة مباشرة ، و هى فى الأصل موجهة لمستمع بسيط ، و الهدف هو تأكيد فكرة الانتماء و عدم التفريط فى تراث السلف ، و الجد و الاجتهاد فى الحياة و عدم الاصغاء لهوى النفس ..

فعواد يبيع أرضه لأنه يحب المغنى و الفرفشة و ساعة الحظ ، بينما الأرض تحتاج الى بذل العرق و الشقى .. و الغازية ( المتنقلة من قرية الى أخرى ) ليس لها جذور أو انتماء ، فتستميل صاحبنا و تحرضه على التخلى عن أرضه ، و مرافقتها فى الترحال من بلد الى أخرى ..

و يمثل سليم ابن عم عواد ( صوت الضمير ) و الناصح لأمين ، و الذى يفشل فى اثناء عواد عن قراره ببيع الأرض .. تلك عناصر درامية مباشرة تنتهى نهاية مشرقة بعودة عواد الى أرضه فى مفاجأة ( بدت ساذجة ) و لكنها ترضى نزعة ( الخير ) عند المستمع ، وذلك بعد أن أنفق ثمن الأرض على الأنس و الفرفشة بدافع من الغازية ، و بعد أن عمل كعامل ترحيلة مع الأنفار حاملا فأسا و مقطفا ليحصل قوت يومه ..

الأغانى :

و فى اعتماد على الجملة الشعرية البسيطة ، و التى تتكون من كلمتين أو ثلاثة ، تترى الأغنيات فى موقعها الدرامى ، لتؤكد أولاها على فكرة التمسك بالأرض :

الأرض أرضنا .. عن ابونا و جدنا
و بكرة ولا بعده .. لعيالنا بعدنا
المية الحلوة جاية
للساقية و الأناية ( القناية )
ع الود و المحبة
تحكى و تقول كفاية

أما الأغنيتان اللتان غنتهما سعاد مكاوى ( الغازية غناءا ) و هما : رمشه ندهلى ، يا بو سنة لولى ، فألقيهما على عاتق أستاذنا الآلاتى ..
و الصورة الغنائية ( عوّاد ) مستقرة فى الوجدان ، و تمثل تراثا فنيا قيّما لقدرته على مداعبة خيالنا قبل عقولنا ، و ربما أضيفَ لعناصره البسيطة ( الطيبة ) عنصرا آخر لم يكن فى حسبان مبدعيه ، ألا وهو عنصر ( الزمن ) ، ففى حاضرنا هذا ، أصبح مثل هذا العمل بمثابة أيكة وجدانية نهرب الى بساطتها و عذوبتها من واقع مصطنع !

الألآتى
05/09/2007, 09h05
كتير كتير يابو كمال ...

قرأت تحليلك الرائع .. قرأت ده إيه .. عشت تحليلك الرائع بكل جوارحى .. إستعدت كل ذكرياتى عن عواد .. وجبة دسمة مفعمة بكل التوابل .. ثوب موشى ومطعم بالجواهر واللألئ ..

عشت عواد كما لو أننى لم أسمعه من قبل بفضل تحليلك وشرحك .. وخصوصاً أننى أعشق واحد إسمه ( مرسى جميل عزيز ) ..

فتحت نفسى لتحليل العمل موسيقياً .. سأعمل بمشيئة الله من الأن فى التحليل .. والله الموفق ..

غازي الضبع
06/09/2007, 11h17
الله الله الله
يا أستاذ سمعجي
:icon_roll:icon_roll:icon_roll
الله يفتح عليك يا أستاذنا
أبدعت في وصفك وتحليلك الفني لتلك الصورة الغنائية الجميلة
فعلا ( عواد ) كعمل فني هنا في دعوة موسيقية محظوظ جدا
لإنه نال ما لم يناله أي عمل آخر
الوصف الفني للعمل الدرامي والأدبي من قبل الشاعر والأديب الكبير سمعجي
ثم إن شاء الله تحليل عمنا محمد الآلاتي للجانب الموسيقي من هذا العمل .
أي اجتمع كلا من :
سمعجي ، والألاتي
في تحليل عمل فني واحد ..
ولذا فاسمحوا لي يا سادة أن أطلق على هذا العمل المحظوظ لقب لقاء سحاب دعوة موسيقية على أغنية

غازي الضبع
13/09/2007, 08h02
يا جماعة ..
أنا أعيد دعوتي مرة أخرى لكم وهذه المرة أدعوكم للإستماع لتحليل الأديب الكبير الأستاذ كمال عبد الرحمن ( سمعجي ) ..
تحليل فوق الممتاز ..
وعم محمد الألاتي المفروض إنه بيحلل الأغنية دلوقتي ..
بس مش عارف إتأخر ليه ؟
الظاهر المعمل اللي بيحلل فيه بعيد :mdr:


...............

الألآتى
19/10/2007, 04h13
إخوانى الأعزاء

كل عام والجميع بخير ..

ذهب شهر رمضان الكريم .. نسأل الله أن يعيده علينا بكل خير .. ورجعنا للشقا تانى ..

رجعت لقيت الشغل كتير .. اللهم صلى على النبى ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ..

قلت فى نفسى تبدأ منين ياواد يابو حميد يابتاع المزيكا .. قلت أحسن حاجه أبدأ بوجبة دسمة .. عمل بقاله كتير مركون لحد ماريحته طلعت ..

الصورة الغنائية ( عواد ) ..

بسم الله نبدأ فى التحليل الموسيقى ..

أوبريت عواد يعتبر من أعمال كمال الطويل المتميزة .. والتى تتجلى فيها طبيعته الشيك .. فنحن نسميه الملحن الشيك ..

ملحن شرقى لا شك .. ولكن تتميز ألحانه بالشياكة والبساطة معاً .. لايحب الفذلكة ولا إستعراض العضلات .. وعندما نتوغل داخل الأوبريت سنتأكد من ذلك ..

الكلمات لمؤلف الألف أغنية : مرسى جميل عزيز

الألحان : كمال الطويل

الغناء : سعاد مكاوى وسيد إسماعيل .

لقد أفاض الزملاء الأعزاء فى تحليل وشرح الأوبريت وتفنيد القصة وبناءها الدرامى ..

وعليا الأن أن أفندها موسيقياً ..

إختار كمال الطويل مقام الراست ليبدأ به العمل .. فأعطانا جملة غاية فى البساطة والجمال معاً .. وهى الجملة التى يتخللها كلام المذيع فى أول الأوبريت .. جملة من أربع نغمات أو درجات صوتية ( سى ، دو ، رى ، مى ) فقط ..

ونسمع بعدها الجملة الرئيسية للعمل ( عواد باع أرضه ياولاد .. شوفوا طوله وعرضه ياولاد ) .. إلى أخره ..

هذه الجملة اللحنية التى أعتبرها إعجازاً فى التلحين .. جملة تتكون من نغمة واحدة هى ( الصول ) أو ( النوا ) ..

نغمة واحدة فقط .. من غير كمال الطويل الذى يلحن ( عواد باع أرضه ياولاد .. شوفوا طوله وعرضه ياولاد .. ياولاد غنوا له ياولاد .. على عرضه وطوله ياولاد ) من حرف واحد .. نغمة واحدة .. درجة صوتية واحدة .. والمذهل أننا لا نشعر بالملل ..

واضح طبعاً أن المسألة مقصودة .. لكى تترسب الجملة فى أذهان الناس ويرددونها سريعاً .. وهذا ماحدث .. إشتهرت هذه الجملة شهرة مدوية برغم بساطتها ..

ثم نأتى للجملة التالية ( ياأرضنا ياجنة .. مفروشة ورد وحنة ) من مقام النوا أثر .. جملة بسيطة أيضاً .. ليس فيها أى تعقيد ..

ويؤدى هذه الجملة ( محى الدين الخضرى ) وهو أحد أفراد الكورال .. ولمن لا يعرف محى الدين الخضرى .. هو الذى يرد على المطربة فى أغنية ( ياحضرة العمدة إبنك حميدة حدفنى بإستفنديه ) ..

ثم نأتى ل ( الأرض أرضنا .. على أبونا وجدنا ) ويغنيها سيد إسماعيل .. من مقام الهزام .. وينتقل لمقام الحجاز عند ( الميه الحلوة جايه .. فى الساقية والقنايه ) .. وهو مقام مجاور للهزام .. ويعود للهزام مرة أخرى عند ( عارفينها كلنا ) .. يعنى مافيش مشكلة ولا إستعراض عضلات ..

وجدير بالذكر أن الإيقاع المستخدم فى العمل هو إيقاع المقسوم .. نفس الحكاية .. إيقاع واحد وبسيط .. رباعى الزمن .. كل الناس تعرفه وتتمايل عليه ..

وتدخل سعاد مكاوى بصوتها الناعم الحنون لتغنى ( رمشه ندهلى الأسمر رمشه ندهلى .. نسانى أهلى الأسمر نسانى أهلى )

من مقام الهزام أيضاً .. ونسمع الجملة الموسيقية من ألة ( السلامية ) وهى من عائلة الناى .. ألة تعطى إحساساً بالشجن والحزن .. الجزء الذى تغنيه سعاد مكاوى كله من مقام الهزام .. لقد إتفقنا على البساطة ..

ويعقبها سيد إسماعيل ليغنى ( خلخاله غنوه .. له رنه حلوة ) من مقام الحجاز .. ليعود بنا للهزام مرة أخرى ليسلم سعاد مكاوى لتنهى الأغنية .. نفس إيقاع المقسوم .. الذى يلازمنا طوال العمل ..

هيه .. تعبتوا ولا إيه ؟ .. لسه بدرى .. ده أوبريت مش أغنية واحدة وإقلب ..

الألآتى
19/10/2007, 04h14
ونأتى الأن للحدث الجديد .. للإنقلاب الذى أحدثه كمال الطويل .. يظهر من كثرة كلامنا عن بساطة اللحن جعل كمال الطويل يفاجئنا بتحويلة جميلة ليثبت أنه ملحن بجد ويمتلك قدرة على التخطيط ..

الأغنية التالية هى ( يابو سنة لولى أمانه .. ماتفرح عذولى أمانه ) ..

فقد إختار لها مقام ( راحة الأرواح ) .. ومافيش مشكلة .. هو مقام الهزام نفسه .. ولكن من درجة أخرى هى درجة ( السى ) قرار .. الراجل عارف هو بيعمل إيه .. عايز يريح صوت سعاد مكاوى ويخليها تغنى وهى مستريحه لكى تعطى أحسن ماعندها ..

وينتقل لبياتى ( الدوكا ) عند ( ياحلو الشمايل طلة يابو عيون كحايل ) ويعود لراحة الأرواح سريعاً جداً .. وخلاص ..

وتتكرر ( عواد باع أرضه ياولاد ) .. وأيضاً ( ياأرضنا ياجنة .. مفروشة ورد وحنة ) التى يغنيها ( محى الدين الخضرى بمصاحبة صوت نسائى من أفراد الكورال أيضاً ( لا أعرف إسمها بصراحة ) ..

ونأتى الأن لأغنية ( يامهون هون يامهون ) التى يغنيها سيد إسماعيل أثناء عمل الفلاحين فى التراحيل ..

الأغنية من مقام البياتى .. من درجة الرى ( الدوكا ) .. كلها بياتى .. لا توجد تحويلات تُذكر .. أللهم إلا فى التبديل بين درجتى السى نصف بيمول والسى بيمول .. حاجه بسيطة جداً .. زى شكة الدبوس .. لكنها تعطى إثراء للجملة اللحنية وتنوع مطلوب ..

وهنا كسر كمال الطويل القاعدة الرتمية .. فلقد إستخدم لأول مرة إيقاع ( الواحدة الكبيرة بدلاً من المقسوم ) وبسرعة بطيئة .. نظراً لطبيعة الجملة اللحنية ..

ونعود مرة أخرى لأغنية ( الأرض أرضنا .. عن أبونا وجدنا ) لينتهى العمل بنفس الجملة الموسيقية التى بدأ بها من مقام الراست ..

نتوقف هنا لحظات لنشاهد العمل من الخارج .. وإحنا واقفين بعيد يعنى .. علشان نشوف كويس ..

برغم إتفاقنا على بساطة اللحن .. لكنه فى نفس الوقت متنوع ودسم وأعطانا كمال الطويل جرعة ثمينة وسمينة ..

فلقد إستخدم العديد من المقامات الشرقية ( الراست ، الهزام ، البياتى ، الحجاز ، النوا أثر ، راحة الأرواح ) عايزين إيه أكتر من كده .. ونجح كمال الطويل فى أن يجعلنا نردد ( عواد باع أرضه ) ونحفظها عن ظهر قلب ..

عمل جميل جميل .. أرجو أن تستمتعوا به ..

غازي الضبع
24/10/2007, 10h37
طبعا العمل جميل جدا
وانت كمان جميل جميل يا عم محمد يا آلاتي
وطبعا عمنا وأستاذنا الأديب الكبير كمال عبد الرحمن الذي أمتعنا بالتحليل الفني للنص وللرواية أو الصورة الغنائية الجميلة .
وكما قلت من قبل أنها الأحسن حظاً لإنها حظت بأكبر اثنين محللين فنيين للأعمال الابداعية الفنية.

وإن كان لي استفسار عند حضرتك يا أ. محمد
وهو أن حضرتك ذكرت مقام راحة الأرواح وقلت أنه هو مقام الهزام نفسه ... ممكن المزيد من التفسير
وضرب أمثلة على هذا المقام.


خالص إعجابي وتحياتي واحترامي ومحبتي لكما

سمعجى
24/10/2007, 12h56
الله عليك يا أستاذنا يا كبير
الواحد منا مجرد ( مستهلك ) للجمال
لكن أسرار الجمال عندك
أهو كدا الواحد ( يمزمز ) عوَّاد وهو فاهم
أما تحليلاتك فهى ( راحة الأرواح ) من مقام ( ع العين و الراس ) .. سمعت عنه ؟

abuhany
24/10/2007, 14h19
لن أخوض في الموسيقى لكن ألا ترون أن هذا البرنامج يحمل من صور السذاجة وضعف الشخصية قدرا غير عادي ؟ أين الريفي الذي يفعل ما فعله عواد ؟ الريفي لا يفرط في قبضة طين من أرضه . القصة استهلكتها السينما في أخريات الأربعينيات وأوائل الخمسينيات عندما كان القطن يسيل ذهبا في بيوت العمد ثم يمضي العمدة فيبعثر المال ( فقط ) في البورصة أو في الكباريهات ، جاء مرسي جميل ليحاكي أو ينسخ صورة مصغرة من العمدة لكنه غالى فيها بأن جعل الفلاح الصغير يفرط في ( أرضه ) ويسيل لعابه وراء الغازية ( راقصة الكباريه المتجولة ) . كلام فيه سذاجة غير واقعية !!

الألآتى
24/10/2007, 15h00
وإن كان لي استفسار عند حضرتك يا أ. محمد
وهو أن حضرتك ذكرت مقام راحة الأرواح وقلت أنه هو مقام الهزام نفسه ... ممكن المزيد من التفسير
وضرب أمثلة على هذا المقام.
إحنا يظهر حانحول الموضوع إلى دروس فى علم النغم ..
لكن ولا يهمك ياغازى ياحبى .. إسأل زى مانت عاوز ..
ياسيدى .. مقام راحة الأرواح .. مثال على تشعب مقامات الموسيقى العربية .. وهذا ماأدى لنفور الكثير من دراستها .. فالمقامات عديدة وأسماء النغمات كثيرة جداً ..
وفى الحقيقة أن المسألة أبسط مما تتصورون ..
الحكاية إن المقامات الأصلية قليلة ومعدودة .. ولكن المقامات المتفرعة منها كثيرة ..
لذا لجأ الباحثين فى الموسيقى العربية لتنظيم المسألة بعض الشئ .. فقسموا المقامات إلى عائلات وفصائل .. ويتفرع منها مقامات تابعة لها ..
مثلاً : عائلة السيكا .. وهى المقامات التى تبدأ من الدرجة الثالثة لمقام الراست .. وبالتحديد درجة ( المى ) سيكا .. أى تحتوى على ربع تون .. ومن هذه المقامات مقام السيكا ومقام الهزام ..
فإذا إنتقلت درجة ركوز مقام الهزام من ( المى ) إلى ( السى ) يصبح إسم المقام ( راحة الأرواح )
وإذا إنتقلت درجة ركوز مقام السيكا من ( المى ) إلى ( السى ) يصبح إسم المقام ( العراق )
لماذا جاءت هذه التسميات المختلفة برغم توحيد الأبعاد وعدم إختلافها .. هذا يرجع لطعم السلم الموسيقى فى الأذن .. فمبتكر إسم ( راحة الأرواح ) وجد أن سلم المقام من هذه الدرجة مريح للنفس .. لذا سماه ( راحة الأرواح ) .. وليست كل التسميات جاءت حسب هذه الطريقة .. فنجد أسماء تعود لبلد من البلدان مثل ( العراق ، العجم ، ) وهناك أسماء فارسية مثل الشاهيناز والفرح فزا .. وكلها تعنى معانى مختلفة ..
والشرح يطول فى معانى أسماء المقامات والدرجات النغمية ..
أى خدمة ياأستاذ ..

الألآتى
24/10/2007, 15h02
الله عليك يا أستاذنا يا كبير
الواحد منا مجرد ( مستهلك ) للجمال
لكن أسرار الجمال عندك
أهو كدا الواحد ( يمزمز ) عوَّاد وهو فاهم
أما تحليلاتك فهى ( راحة الأرواح ) من مقام ( ع العين و الراس ) .. سمعت عنه ؟

أنا فى الحقيقة ماسمعتش عنه .. لكن مش غريبه عليك ياعم كمال إنك تبتكر مقام جديد .. إنت قدها وقدود ..

سمعجى
24/10/2007, 15h59
أهو المقام دا يا ابو حسام
هو مقامك عندى

الألآتى
24/10/2007, 17h22
أهو المقام دا يا ابو حسام
هو مقامك عندى

ربنا يجعل أيامك كلها حب وخير ياأستاذ كمال .. وكل واحد فيكم مقامه كبير عندى ..

غازي الضبع
25/10/2007, 08h01
لن أخوض في الموسيقى لكن ألا ترون أن هذا البرنامج يحمل من صور السذاجة وضعف الشخصية قدرا غير عادي ؟ أين الريفي الذي يفعل ما فعله عواد ؟ الريفي لا يفرط في قبضة طين من أرضه . القصة استهلكتها السينما في أخريات الأربعينيات وأوائل الخمسينيات عندما كان القطن يسيل ذهبا في بيوت العمد ثم يمضي العمدة فيبعثر المال ( فقط ) في البورصة أو في الكباريهات ، جاء مرسي جميل ليحاكي أو ينسخ صورة مصغرة من العمدة لكنه غالى فيها بأن جعل الفلاح الصغير يفرط في ( أرضه ) ويسيل لعابه وراء الغازية ( راقصة الكباريه المتجولة ) . كلام فيه سذاجة غير واقعية !!
ألف شكر الأستاذ أبو هاني على هذه المداخلة الظريفة
وطبعا عندك حق ..
لكن ألا ترى معي أن لكل قاعدة شواذ تؤكد هذه القاعدة
ونحن لا نستطيع أن نقول كل الفلاحين لا يفرطون في أرضهم
ولكن المنطق يقول أغلب الفلاحين لا يفرطون في أرضهم
وبالتالي فإن هناك فئة قليلة يفعلون ذلك ويفرطون في أرضهم وينساقوا وراء رغباتهم وشهواتهم
ومن هنا كانت رؤية مرسي جميل عزيز ببناء هذه الرواية على هذا المثال أو على هذه الفئة القليلة
هذا رأيي الشخصي .. وفي انتظار آراء الجميع

غازي الضبع
25/10/2007, 08h03
أهو المقام دا يا ابو حسام
هو مقامك عندى
يا عيني عليك يا أ. كمال يا جميل
يابو لسان بينقط ماورد

غازي الضبع
25/10/2007, 08h08
[/color][/size][/font]

إحنا يظهر حانحول الموضوع إلى دروس فى علم النغم
..
لكن ولا يهمك ياغازى ياحبى .. إسأل زى مانت عاوز

..

أى خدمة ياأستاذ

..


صدقني يا عم محمد أنا احترت أسميك إيه
كبير الآلاتية
ولا
الموسيقار
ولا
الأستاذ
ولا
....
ولا
....


حيرتني وياك يا جميل

الألآتى
25/10/2007, 11h56
صدقني يا عم محمد أنا احترت أسميك إيه
كبير الآلاتية
ولا
الموسيقار
ولا
الأستاذ
ولا
....
ولا
....


حيرتني وياك يا جميل

[/center]

بالراحة عليا أحسن .. أفرقع .

مجدى على
18/05/2010, 00h32
ليسمح لى الأستاذ الآلاتى والأستاذ سمعجى و الأستاذ غازى بعد مضى نحو ثلاث سنوات على هذة التحليلات الرائعة أن أضيف شيئا عن (عواد) لأن لها مكانة كبيرة عندى فقد تربينا عليها صغارا و قامت بغرس قيمة الأنتماء للأرض (استمع لأبن عمه و هو يحمل قدرا من طين الأرض و يطلب منه أن يشمه ليتعرف على رائحة عرق الآباء و الأجداد)ليس هناك عيب يا استاذ سمعجى أن يكون هناك توجيه ما دام كان حميدا.شباب مصر حارب عام 1973 وليس فى ذهنه الا شىء واحد ،يجب أن نسترد أرضنا بأى شكل لأن الأرض كما قالو مثل العرض .