المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قفشات السـت - اهرام الجمعة 6 يناير 2012


misrayon
08/11/2013, 19h42
مثلما كانت سيدة الغناء العربى، كانت سيدة القفشة الحراقة! مثلما كانت كوكب الشرق، كانت كوكب النكتة الساخنة. عرفناها جميعاً أسطورة للطرب، ولحناً للخلود، ووسادة ناعمة نخبئ فى طياتها أسرارنا فى العشق وارتباكنا فى الغرام، لكننا لم نعرف الوجه الساخر لها، والجانب الضاحك فى سيرتها، فالهرم الكلثومى الذى تم تشييده من لبنات المهابة والجدية والوقار، كان يخفى فى أعماقه خفة ظل لا حدود لها، وروحاً مرحة لا تكف عن التعليق، ومصنعاً للبهجة لا تنطفئ محركاته. فى ذكرى ميلاد أم كلثوم - ولدت فى 30 ديسمبر 1898 - تنقب صفحة «الساخر» فى إفيهاتها اللاذعة التى وجدنا فيها أداة كلثومية لإدارة جيش من الرجال المخلصين. ونبحث فى مداعباتها الكوميدية التى وجدنا فيها أداة لردع المتجاوزين أو طريقة للتبسط مع المبتدئين.
«الساخر» كان لها جار ثقيل فى ظله، بارع فى فرض نفسه عليها، يتفنن فى البحث عن مفاجأة يتحفها بها، فمرة "يطب" عليها ليرتشف معها قهوة الصباح، وأخرى ليحتسى شاى الخامسة مساء، وذات يوم وبينما كان يؤانسها بطلعته البهية، إذا بمجموعة من الضيوف تصل إلى المنزل وتبدأ ثومة فى تعريف جميع الأطراف بعضهم ببعض: أستاذ فلان. أستاذ علان. وحين جاء الدور على هذا الجار قالت:
وده بقى جرثومة (أى جار ثومة)

misrayon
08/11/2013, 19h42
ذات مرة كانت الست أم كلثوم "واخدة على خاطرها حبتين" من الكاتب الصحافى الشهير محمد التابعى – الفتى المدلل للصحافة المصرية آنذاك – الذى رآها خارجة من بيتها فأسرع نحوها.
وقال لها وكأنه أراد أن يصالحها: حضرتك رايحة على فين؟
قالت له: حدايق القبة.
قال لها: كويس قوى عشان تخدينى فى طريقك.
قالت له: بقولك حدايق القبة. حدايق القبة. موش حدايق نفسى.

misrayon
08/11/2013, 19h43
عندما عادت من رحلتها الخارجية لإقامة حفلات وجمع تبرعات للمجهود الحربى، كان بالطائرة التى اقلتها مضيفة خفيفة الدم دخلت قلبها منذ بداية الرحلة وعندما وصلت المطار وفى أثناء نزولها صافحت المضيفة بحرارة وكان أحد أصدقائها فى استقبالها بالمطار. فعلق قائلاً:
- إنتى لازم تعرفى المضيفة دى من زمان.؟
أجابت بمرح:
- أبداً والله. دى معرفة طيارى.

misrayon
08/11/2013, 19h44
ذات مرة غنت فى إحدى حفلاتها الساهرة، وبعد الوصلة الأولى نهض المدعوون إلى البوفيه، وكذلك أم كلثوم التى كان يمشى بجانبها الشاعران العظيمان أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، وكان كلاهما قد أصبح شيخاً وقد تقوس ظهره، فابتسمت وقالت لهما:
أنا دلوقتى بين قوسين.

misrayon
08/11/2013, 19h45
كان لأحد الموسيقيين فى فرقتها عدد من الزوجات المطلقات يدفع لهن نفقات شهرية، وذات يوم زارها وأخذ يشكو لها من فداحة تقدير مصلحة الضرائب لأرباحه، فقالت له:
ما تتظلم يا أخى. وتقول لهم إنك بتدفع للضراير.

misrayon
08/11/2013, 19h46
طبعاً لم يكن عند الست أى وقت للحوارات الصحافية، ورغم هذا دخل عليها فى يوم من الأيام صحافى شاب يمَّنى نفسه بخبطة العمر فى الوقت الذى كانت فيه ثومة ترفض إجراء حوارات مع نجوم صاحبة الجلالة.
المهم أن صديقنا الشاب هذا وقف أمامها بكل ثقة ومد يده ليصافحها، وكانت الست واقفة ولفت نظرها أنه قصير جداً إلى درجة أن فرق الطول بينهما كان شاسعاً؛ فلم تستطع أن تقاوم الضحك، وهى تقول له: إنت بالذات. الواحد لازم يقعد لك يا سيدى!

misrayon
08/11/2013, 19h47
أثناء تلحين أغنية "ظلمنا الحب" (كلمات عبدالوهاب محمد، ألحان بليغ حمدى) اشترى بليغ سيارة صغيرة وأخذ صديقه الشاعر وذهبا إلى الست لتسمع آخر ما وصل إليه بليغ، وفى أثناء الجلسة لاحظت أم كلثوم أن بليغ يلعب بميدالية المفاتيح بشكل لافت، وقد علت وجهه علامات الابتهاج، فبادرته قائلة: "مالك يا بليغ؟"، قال: "مش أنا اشتريت عربية؟" قالت له: "ألف مبروك، هى فين؟"، فأشار لها قائلاً: "تحت"، فنظرت أم كلثوم من النافذة (وكانوا فى الدور الثانى) فوجدت السيارة صغيرة إلى درجة لافتة، فمالت على بليغ قائلة: حلوة قوى يا ابنى. ما طلّعتهاش معاك ليه!

misrayon
08/11/2013, 19h48
أخذ أحد معارفها من الأثرياء يتحدث عن سيارته (البونتياك) الفاخرة، فقال إنه ورثها عن أبيه بعد وفاته، وكان أبوه قد ورثها بدوره عن عمه الذى توفى بعد شرائها بشهر واحد فعلقت أم كلثوم ضاحكة:
عربيتك دى زى الدنيا تمام.
فسألها: ليه؟ أجابته: كل من عليها فان.

misrayon
08/11/2013, 19h49
عندما عادت عام 1950 من رحلة علاج فى إنجلترا، أقام لها محافظ الإسكندرية مرتضى المراغى حفل تكريم بمناسبة عودتها معافاة.
وفى الحفل توالى الشعراء على إلقاء قصائد المديح لها، حتى جاء دور الشاعر فضل إسماعيل وبدأ يلقى قصيدته، ولم يكد يكمل الشطر الأول حتى انقطع التيار الكهربائى وساد المكان ظلام دامس وصمت مطبق، فأرادت أم كلثوم إخراج الناس من هذه الحالة، فصاحت بالشاعر: يا أستاذ. دى قصيدة ولا غارة جوية؟
وحين هدأ الضحك، صمم الشاعر على متابعة قصيدته رغم الظلام وتابع إنشاد البيت الأول فصاحت أم كلثوم ثانية: موش عارفة أسمع وأنا فى العتمة دى. فأحضر أحدهم شمعة وأشعلها، وقربها من الشاعر ليقرأ على ضوئها وبعد قليل عاد التيار الكهربائى وتابع الشاعر إلقاء قصيدته إلى أن وصل إلى البيت الذى يقول: أقسمت أنك فى قلبى وفى خلدى، وفى جنانى، فهل آمنت بالقسم؟ فأجابته أم كلثوم على الفور: الحمد لل أنك ما قولتش (بيتى) كمان، وإلا كان يومك أسود.

misrayon
08/11/2013, 19h50
لم ينج أحد من مقالب أم كلثوم حتى الكاتب الصحافى الكبير مصطفى أمين بكل حنكته، ففى عام 1953م سافرا إلى واشنطن وهناك دعا مصطفى أمين أم كلثوم إلى مطعم فاخر لتناول العشاء، ووجدت أم كلثوم الفرصة مناسبة لترتب مقلباً فى مصطفى أمين، فأخذت تضع إصبعها فى القائمة على أصناف الطعام غالية الثمن ومجاملة لها اختار هو نفس الأطعمة التى طلبتها، وفى نهاية العشاء جاءت فاتورة الحساب وحملقت أم كلثوم فى وجه مصطفى أمين لترى الارتباك على وجهه، وأراد أن يحرمها من الشماتة فتمالك نفسه ولم يبد أى انفعال وتظاهر وكأن المبلغ المطلوب بسيط جداً، ومد يده ليخرج حافظة النقود من جيبه، فإذا بها تعود خاوية، وبحث فى كل الجيوب، لكنه لم يجد أى أثر للحافظة، وكانت أم كلثوم تراقب حيرته وتعاسته بسعادة لا حد لها، وبين كل لحظة وأخرى تعلق بنكتة على المفلس الذى دعا ضيوفه على العشاء، وقال لأم كلثوم: يظهر أنى نسيت محفظتى فى الفندق ورجاها أن تبقى فى المطعم حتى يذهب إلى الفندق ويعود بالمحفظة، لكنها رفضت الانتظار خشية ألا يعود وتشرب المقلب. وطلب منها أن تسلفه ثمن العشاء ففتحت حقيبتها وأغلقتها مدعية أنها نسيت نقودها فى الفندق، فقال لها: معنى كده أن مدير المطعم هيأخذنا إلى نقطة البوليس وهيحطنا فى السجن حتى يأتى من يدفع الحساب. وضحكت أم كلثوم وهى تتحدث عن العناوين الكبيرة التى ستنتشر فى صحف مصر عن القبض على أم كلثوم ومصطفى أمين لأنهما حاولا أن ينصبا على مطعم كبير فى واشنطن. وفجأة هبط من السماء ملاك أبيض، فقد دخل إلى المطعم أبورزق صاحب أكبر محل للأزياء فى واشنطن، وما كاد يرى أم كلثوم ومصطفى أمين حتىَّ أصر على دفع الحساب، وكانت أم كلثوم ترفض بشدة أن يدفع الحساب، ومصطفى أمين يقول له: وماله ادفع يا أيوب بك مافيش فرق بينا.
ودفع أبو رزق الحساب ونجا مصطفى أمين من مقلب ساخن.

misrayon
08/11/2013, 19h51
ولأنها أم كلثوم صاحبة البراح الإنسانى، والمصباح الذى يهتدى به كل المحيطين بها، ستجد أغرب سبب لزيارة منزلها، كما حدث مع أحد عازفى فرقتها الذى زارها لا لشئ سوى أن يعرف رأيها فى بدلته الجديدة ويحصل منها على شهادة الأناقة المعتمدة. سألها: إيه رأيك يا ستنا؟ فقالت له: كويسة. ويبدو أن هذه الإجابة لم تكن مشبعة له وعاد يسألها مرة أخرى: لكن مش شايفة إنها واسعة ومفتوحة شوية؟ فقالت له: معلش. ربنا يضيقها عليك!

misrayon
08/11/2013, 19h52
فى عام 1952 أحيت أم كلثوم حفلة كبيرة فى سرادق ضخم أقيم فى الإسكندرية واحتشد فيه خمسون ألفاً من الجمهور. وكانت الحفلة فى إحدى أمسيات رمضان، ومثلما حفلت الأمسية بالغناء والطرب، حفلت أيضاً بالطرائف والتعليقات الساخرة.
وفى نهاية الحفلة ذهب إليها اللواء وحيد شوقى بك، مسؤول الأمن بالمحافظة آنذاك، وقال لها معجباً: لقد أسكرتِ الناس.
فأجابت مازحة: أقل واجب. طالما أنت مانع عنهم الحشيش والكيف!

misrayon
08/11/2013, 19h53
كانت ذاهبة ذات مرة إلى دار الإذاعة القديمة بشارع الشريفين، وفى أثناء طلوعها سلم المبنى صادفت الشاعر أحمد رامى الذى كان نازلاً.
توقف رامى وأخذ يد أم كلثوم بين يديه وظل يرحب بها قائلاً: إزيك يا روحى؟ إيه أخبارك يا روحى؟ إنتى طالعة تعملى إيه يا روحى؟
ولما كانت أم كلثوم فى عجلة من أمرها فقد تدخل ابن شقيقها إبراهيم الدسوقى، الذى كان يرافقا وقال لأحمد رامى:
جرى إيه يا أستاذ رامى. أنت مش نازل؟! فردت أم كلثوم بسرعة بديهية قائلة:
وهو معقولة ينزل وروحه طالعة؟!

misrayon
08/11/2013, 19h53
فى إحدى حفلاتها كان ألفونس نيقولا نقيب محاميى دمياط يجلس فى منتصف الصف الأول أمام المسرح، وفُتح الستار، ووقفت الست أمام التخت تحيى الجمهور ووقف الأستاذ مقترباً من المسرح يصفق، وكانت الأنوار الكاشفة تضئ أم كلثوم وتلقى ظلالها على الأستاذ ألفونس الذى وقف بشعره الأبيض ووجهه «الأحمر» يصفق بحرارة شديدة، وقد كف الجمهور عن التصفيق، وبالرغم أن التخت بدأ يعزف مقدمة اللحن إلا أن الأستاذ الفونس كان هو الوحيد الواقف،فأرادت أن تعيده أم كلثوم إلى كرسيه قبل بداية الغناء فنظرت إليه باسمه وقالت له: (اقعد يا أحمر محامى) وهنا ضجت الصالة كلها بالضحك!

misrayon
08/11/2013, 19h54
وكانت لها طريقتها المتميزة فى السخرية من "حال الرجالة المايل"، فذات مرة أثناء سفره بصحبتها فى القطار. أخرج الموسيقار محمد القصبجى قلماً أسود وأخذ يصبغ شاربه.
تأملته أم كلثوم وقد أخذتها المفاجأة، ولكنها سرعان ما قالت بسرعة بديهتها المعهودة: شوفوا الراجل رجع شباب بجرة قلم!

misrayon
08/11/2013, 19h55
فى إحدى حفلاتها كان بين الجمهور رجل أعور (بعين واحدة) ووصل إلى قمة نشوته من الطرب الكلثومى، فوقف وصاح:
يا روحى أم كلثوم. يا عنيا الاتنين.
فضحكت وقالت: لا. كفاية عين واحدة.

misrayon
08/11/2013, 19h55
ذات مرة قابلت سعاد محمد المطربة العظيمة وكانت طالعة سلم الإذاعة وهى حامل، سلمت عليها الست وقالت لها:
أنت ضرورى طالعة "توضعى" لحن جديد، كفاية عليك كده النهاردة.

misrayon
08/11/2013, 19h56
وكانت الست تسمع تلاوات القرآن الكريم وترصد الملاحظات عليها، مرة استمعت إلى أحد المقرئين يتلو آيات عن جهنم وعذاب النار بنغمات تطريبية راقصة فقالت ناقدة: الله! دى جهنم حلوة أوى!.

misrayon
08/11/2013, 20h04
ذات مرة أصرت أم كلثوم, علي أن تذهب مع بيرم التونسي إلي بيته للتعرف علي زوجته, التي كان بيرم يقول عنها للست إنها لا تكره شيئا قدر كرهها للشعر, فهي دائما تلومه علي مهنته التي لم تحصد منها غير الفقر, فما إن وصل السائق بهما إلي شارع السيد البراني, حتي صاح أحد أولاد البلد الذين كانوا يجلسون في مقهي لوكس: أم كلثوم يا جدعان.. وهنا اندفع كل الجالسين علي المقهي نحو السيارة, وبدأت الزفة المحرجة, فمنهم من طالبها بصوت مرتفع النبرات أن تغني يا ظالمني.. ومنهم من يقول لها والنبي يا ست الآهات.. ومنهم من يصر علي مصافحة الست يدا بيد.. وخشيت أم كلثوم أن تتطور الأمور إلي أكثر من هذا, فما كان منها إلا أن طلبت من السائق أن يستدير بسيارته ويعود بها إلي بيتها وهي تقول لبيرم: ده مقلب تشربهولي يا بيرم.. أنت عايز الناس تقطعني زي ما مراتك بتقطع أشعارك وتمسح بيها القزاز؟!. وحدث ذات يوم بعد ظهور فيلم سلامة الذي لعبت بطولته أم كلثوم أمام يحيي شاهين, وكتب له بيرم الحوار البدوي والأغاني أن ذهب إلي نقابة الصحافيين في المساء كعادته.. وجلس مع أصدقائه الذين كان من بينهم رسام الكاريكاتير رخا والصحافي محمد علي غريب.. وفجأة لاحظوا انسحابه ليتحدث في التليفون, ويعود إليهم وهو في حالة انتشاء كما لو كان قد أدي عملا جليلا.. ثم تغيرت الصورة عندما عاد واجما, ذات ليلة وظل جالسا في صمت لا ينطق بحرف واحد, حتي لاحظ عليه رسام الكاريكاتير رخا هذا الوجوم فسأله: مالك متضايق يا بيرم؟
وهنا انفجر بيرم في عصبية قائلا: يا سيدي.. مقالب الست مش عايزة تنتهي.
وقال له رخا: مقالب الست مين.. مراتك؟! ورد بيرم في تهكم: يا محترم هوه فيه ست بتعمل مقالب غيرها؟! وبدأ بيرم يروي قصة المقلب الساخن الذي شربه..
بينما كان يجلس معهم في النقابة منذ أسبوعين, استدعاه عامل التليفون, ليرد علي مكالمة لصوت نسائي رقيق.. وجاء علي الخط صوت سيدة تركية, لها نبرات حزينة لدرجة أنني أحسست في أثناء كلامها أن الدموع تكاد تذرف من عينيها. بدأت المكالمة بقولها: مش حضرتك بيرم التونسي الملحناتي بتاع أم كلثوم؟ لا يافندم أنا بيرم التونسي المؤلفاتي بتاع الست.. أنا أكتب الأغاني والمطربين يغنون والملحنين يعملون الموسيقي. آه فهمت.. طيب يا أستاذ أنا واقعة في عرضك وطولك.. عندي مشكلة فظيعة بس توعدني أن تساعدني فيها وبدون ما تتضايق.
وطلبت منه السيدة المصابة مساعدته في التخفيف عن ابنتها بمرض عصبي وتعشق أغنية غني لي شوي شوي ولأن الفتاة في حالة خطرة, فلا بد أن يغني لها الآن. وأخذ بيرم يغني للفتاة المريضة طوال أسبوعين بلا انقطاع إلي أن اكتشف أن هذه الأم لم تكن سوي أم كلثوم نفسها التي قامت أيضا بتقليد الأم وابنتها.. فقد أبدعت في تقليد صوت الأم التركية الحزينة, وأيضا صوت ابنتها المجنونة.