الفنانه الشعبيه أمينة أم زايــد (أمينة مبارك عبدالله)
ورثــت الفـن عن خالتها عيده
تعتبر الفنانة الراحلة أمينة أم زايد احدى علامات الفن الشعبي البارزة في الكويت والخليج العربي، وكانت الى جانب الراحلة عودة المهنا أهم رائدتين لهذا الفن، تزامن ظهورها مع عودة المهنا وتنافستا من أجل تقديم الأفضل
وكما هي حال الراحلة عودة المهنا فان أمينة أم زايد من أسرة فنية ايضا، وتشير المصادر الى ان خالة أم زايد هي عيدة بنت نصير التي بدأت حياتها الفنية ضمن فرقة الجيماز الشعبية، ثم برزت وكونت فرقة خاصة بها نافست الفرق الموجودة آنذاك
وقد استفادت أمينة أم زايد من ارتباطها العائلي بعيدة، وتواجدها معها في فترة مبكرة من عمرها. تقول في حوار ذكره زميلنا صالح الغريب في السياسة العدد الصادر بتاريخ 28/7/1999 «كنت منذ صغري مولعة بالفن، وكثيرا ما هربت من الدراسة لأتابع فرق الفنون الشعبية، حيث كنت احفظ كل أغانيهم، وأنا صغيرة السن، وشجعني على ذلك ان عائلتي كانت صاحبة «فن وعدة»
وقد برزت موهبتها الفنية منذ الصغر فكانت تقلد المطربات الشعبيات، وتحفظ الأغاني الشعبية حتى اجادتها وتفوقت فيها وهي في سن مبكرة جدا
اسمها أمينة مبارك عبدالله، ارتبطت بخالتها عيدة بنت نصير، وكانت تتواجد معها في الاحتفالات والمناسبات التي تشارك فيها، باعتبارها عضوة في فرقة الجيماز، وتنقلت مع خالتها في العديد من الأفراح والمناسبات وعشقت الفن الشعبي، وعندما انفصلت خالتها عن فرقة الجيماز لخلافات بين الطرفين وقفت مع خالتها وانضمت الى فرقتها وعندما توفيت خالتها لم تجد بدا من اكمال المشوار ومواصلة العطاء وقيادة الفرقة. تقول في ذلك: «نصحني احبائي في ذلك الوقت ان أكون لنفسي عدة، وأتولى رئاسة فرقة خالتي عيدة بعد ان توفيت، وكانت فرقة عودة المهنا موجودة في ذلك الوقت ومشهورة، وكانت أمي عودة رئيسة الفرقة بعد وفاة رئيسة الفرقة سعادة البريكي
وهكذا تشابهت ظروف رئاسة أمينة للفرقة بظروف رئاسة عودة لفرقتها
كانت أمينة أم زايد تدرك انها أمام تحد صعب، فرئاسة فرقة يحتاج الى الكثير، يحتاج الى الاستعداد النفسي، والقدرة على القيادة، بل أيضا المنافسة القوية، خاصة ان فرقة عودة المهنا آنذاك كانت الأشهر، لم تقف أم زايد مكتوفة الأيدي، بل وضعت نصب عينها ان تنافس فرقة عودة، بعد ان تشكل عضوات فرقتها وتعيد بناءها من جديد، لا سيما ان وفاة خالتها شكلت بالنسبة اليها حالة من الحزن، وهكذا بدأت مشوارا جديدا من التحدي والعمل المثمر لقيادة فرقة جديدة
تقول في ذلك: «لم تكن فرقتي في بدايتها مشهورة بما فيه الكفاية، ولكني اشتهرت بعد ذلك بسرعة بفضل تكاتف وتعاون أفراد الفرقة وتشجيع الفنانين الشعبيين لنا وعلى رأسهم عودة المهنا»
هنا تسجل هذه الفنانة موقفا رائعا للفنانة الكبيرة عودة المهنا، فعلى رغم ان عودة المهنا صاحبة فرقة ويهمها بالدرجة الأولى النجاح والتميز، الا انها لم تتوان في تقديم الدعم والمؤازرة للآخرين، بل لم تتوان في دعم منافستها. تلك هي أخلاق ذلك الجيل الرائد الذي خلد اسمه وسجله بالذهب.
وهكذا واصلت أم زايد العمل ليل نهار من أجل ان يكون لفرقتها الجديدة شأن، وبذلت قصارى جهدها، وبفضل تكاتف الجميع وصل عدد أعضاء فرقتها في أوج تألقها الى 40 عضوة وهو أمر ليس باليسير.
وكما هي حال عودة المهنا وغيرها من المطربات الشعبيات تأثرت أمينة أم زايد بالفنانة الشعبية الكبيرة سعادة البريكي. وتميزت علاقتها مع نافستها عودة المهنا بالمتانة. تقول: «ان عودة المهنا أكثر من أخذت بيدي، صحيح اننا نعمل في فرقتين متنافستين، الا اننا كنا على قلب واحد في السراء والضراء
كان مجهودنا وهمنا المحافظة على التراث، وتقديمه بالشكل الجميل الذي يليق به في جميع المناسبات
المتابع لمسيرة الراحلة أمينة أم زايد الفنية يلحظ ذلك التشابه بينها وبين عودة المهنا، وربما ساهمت البيئة والتقارب الزمني في تواجدهما في ذلك التشابه، خاصة ان الاثنتين تأثرتا برائدة الغناء في الكويت سعادة البريكي، ثم عملتا مع فرقتين نسائيتين مهمتين تدير كل منهما «قريبة» لهما
وكما هي حال مشاركة عودة المهنا في اعمال فنية وسينمائية تمثل تقاليد الزواج والأفراح، فإن أمينة أم زايد كانت لها مشاركتان متميزتان الأولى في فيلم «بس يا بحر» مع المخرج المتميز خالد الصديق، وهو الفيلم الذي اثار ضجة كبيرة وحصد عشرات الجوائز من مهرجانات عربية وعالمية جسدت أم زايد وفرقتها واحداً من اجمل مشاهد الفيلم بمصاحبة الاغنية الشهيرة «توب توب يا بحر»
ويبدو ان نجاح الفيلم والشهرة التي حققها دفعت بأم زايد إلى المشاركة في الفيلم الكويتي الثاني «الصمت» الذي اخرجه هاشم محمد، وحول مشاركتها يقول هاشم محمد في حوار نشرته جريدة الأنباء في 29/9/1999 حينما شرعت بتصوير فيلم «الصمت» كانت أمامي مجموعة مشاهد تعتمد على وجود فرقة نسائية للفنون الشعبية، الأمر لم يكن مجرد عزف وغناء، بل فعل درامي، وحينما تحدثت الى الراحلة «أم زايد» أبدت الترحاب والتفاعل مع المشاهد التي جرى تجسيدها باقتدار فني وانضباط واضح، لقد استغرق تصوير المشاهد كثيرامن الوقت، وللحقيقة كان الالتزام من جميع عضوات الفرقة وعلى رأسهم أمنا الراحلة «أم زايد»
وقد كانت لمشاركتها الايجابية في الفيلم اثر بالغ على كل العاملين في الوسط خاصة انها تميزت بالتزام شديد واحترام للمواعيد
الراحلة أم زايد لم تكن صاحبة فرقة نسائية تقدم الأغاني في الافراح والأعراس، بل انها لعبت دوراً بارزاً من خلال تقديم اعمال فنية لا سيما الوطنية، لا سيما اغنيتها الشهيرة التي يقول مطلعها:
يا رب تنصر الكويت
العز والنصر شاعوا به
والعز حق الصباح دوم
يستاهلونه أهل الجود
ومن اعمالها الاخرى التي لقيت الكثير من الاستحسان اغنية والسلام ويقول مطلعها:
مرحباً بالخط جاني من حبيب
الف ترحيب مع رد السلام
ليت يا خلي تجي عندي جريب
واجتمع وياك يا بدر التمام
غنت المطربة ام زايد الكثير من السامريات أبرزها اغنية من تأليف شاعر الكويت الكبير فهد بورسلي يقول مطلعها:
شاع بن راشد شعاع لاحتوى
يكسرالعينين نوره من بعيد
آه من جرحى ما فاده دوا
خلو المجمول يفعل ما يريد
وقد بذلت الراحلة قصارى جهدها من اجل حفظ التراث الشعبي الكويتي وسعت الى تسجيله وتصويره حتى يبقى للاجيال
قبل رحيلها بأكثر من عام قام تلفزيون الكويت بتسجيل سهرة تلفزيونية مع الراحلة اعدها الزميل محمد الدريع وقدمتها سهام مبارك وأخرجها جواد دشتي وتحدثت فيها عن قضايا فنية تهم التراث الشعبي وطالبت بضرورة حفظه من العبث
ومن المواقف التي لا يمكن لأي شخص ان يشاهدها هو موقف هذه السيدة الرائع واعلانها عدم الغناء بعد التحرير حتى يعود الأسرى، وهو عهد لم تنقضه حتى وافاها الاجل المحتوم يوم 21/7/1999
منقول من جريدة القبس الكويتية
بقلم : عبدالمحسن الشمري
.
.
.
.
.
يا بو محمد صابنى
فن خمارى
الفنانه الشعبيه أمينة أم زايــد
العرض العادي
