يتبع ،،
شخصية مستقلة
وحتى يستطيع أن يكون شخصيته المستقلة من خلال نتاج فني خاص به يحمل لونه ويميزه عن بقية زملائه المطربين بدأ بالتعامل مع بعض الشعراء لمدة بالقصائد فكان له ما أراد عندما خصه شاعر الرابطة الموسيقية العدنية آنذاك الدكتور/ محمد عبده غانم بقصيدة (محلا السمر جنبك) التي لحنها بنفسه ولاقت نجاحاً منقطع النظير. فقد جاء اللحن مبنياً ومطابقاً للون الغناء في لحج وعلى طريقة الدان المبنية عليه كل الألحان اللحجية فهو قد تأثر بالمطرب فضل محمد اللحجي وأعجب به كثيراً وشدا ببعض ألحانه واشتهر بها، منها أغنية (سرى الليل ياخلان) وأغنية (يوم الهنا والمسرة)، هذا التأثر بدا واضحاً في أغنية (محلا السمر جنبك) التي بدأها بمقام حجاز اليمن على درجة الدوكاة وهو نفس مقام أغنية (سرى الليل ياخلان) وأغنية (يوم الهنا والمسرة) أما موسيقى الكوبلية فقد صاغها على مقام الحسيني (دوكاة) وغنى في بدايته على نسبة بياتي (دوكاة) وختمه واستقر على مقام حجاز اليمن (دوكاة) كما استخدم فيها ايقاع الزف اللحجي وكلمة (ألا) التي تتكرر كثيراً في الأغاني اللحجية وعلى طريقة غناء الدان ليؤكد تأثره به، وانتماء هذه الأغنية الى لون الغناء في لحج.
أما محاولته الثانية فكانت في أغنية (مابا بديل) فهذه الأغنية بكل عناصرها الثلاثة شعراً ولحناً وأداءً تنتمي الى لون الغناء في لحج، ففي العنصر الأول وهي القصيدة التي هو قائلها فقد استخدم فيها بعض المفردات المستخدمة في غناء لحج مثل (مابا) بمعنى (لا أريد) وكلمة (خاف يرحمني) بمعنى يمكن أن يرحمني وكلمة (ألا) المستخدمة في الغناء اللحجي كلازمة ضرورية وسمة خاصة من سمات وضع الألحان اللحجية.
أما اللحن فقد جاء تطويراً للجمل اللحنية المألوفة في الألحان اللحجية المبنية عادة على وتيرة واحدة وتعتمد على التكرار وجاءت جملة ملتزمة بالبناء اللحني الصحيح الذي يعتمد على عدد المازورات وعدها قواعدياً بحيث تحمل كل الجمل العدد القواعدي الصحيح (أربع أو ثمان مازورات) أما مقدمته الموسيقية فقد بنيت على مقام الراست على درجة الراست، لكننا نراه يستخدم جنساً آخر في غناء المذهب فيستبدل جنس الراست على النوى في مقام الرايست بجنس حجاز اليمن على درجة النوى فهو بهذا قد استخدم (مقام السوزناك) حتى يصل الى جملة التفعيل (ألا والنبي ياناس أنا مابا بديل) فيعود الى مقام الراست على درجة الراست من خلال ملامسته للدرجة السادسة (لا بيكار) وهو المقام الذي بدأ به وبنى مقدمته الموسيقية عليه.
وفي غناء الكوبليه نجده ينتقل نقلة جميلة الى جنس بياتي على درجة النوى حتى يستكمل غناءه ويقفله بالعودة الى مقام الراست كما فعل في غناء المذهب، أما ميزان هذه الأغنية فقد كان موفقاً في اختياره فقد اختار لها الايقاع الشائع والمعروف في لحج بإيقاع (الشرح «بدوي») كما استخدم ايقاع الشرح اللحجي الثقيل (سلطاني) والذي يعد تطويراً لايقاع (الشرح «بدوي»).
أما الأداء فإنه يتوافق مع مستوى تطور اللحن وظهوره بطابع لحجي جديد.
كما لحن للشاعر الأستاذ/ ادريس أحمد حنبلة قصيدة (شل فؤادي الحزين) كل ذلك كان ضمن نشاطه وارتباطه بالرابطة الموسيقية التي تأسست بعد قيام الندوة الموسيقية العدنية بثلاث سنوات، ومن خارج الرابطة قدم للشاعر/ لطفي جعفر أمان (ليش هذا الهجر) وللشاعر/ علي أمان (ماله كده طبعك) كما لحّن من كلماته أشهر أغانيه منها على سبيل المثال (ردوا حبيبي) و(سلموا لي على خلي) و(كلمة ولو جبر خاطر).
|