ليلي و نهاري ..
كلمات الأغنية واضحة و ليس بها أي غريب في الألفاظ أو التراكيب فالشاعر استخدم تعبيرات مباشرة ، فهو في لحظة مصارحة و كأنه بصدد كتابة دستور جديد ينظم علاقته بمن يحب !.. فلا شئ غير الوضوح و الشفافية !
ليلـي ونهاري فكـــري بيك مشغـول
وحياتي لك وحدك و لك على طــول
ولسه بتصدق حســــــود وعـــــزول
قــالوا لك الغيــــــرة تـــزود حبـــــي
وبالدمـــوع والحيـــــرة تمــــلك قلبى
لا يا حبيبي ..
بالحــب وحده انت غالــي عليا
بالحــب وحده انت ضــي عينيا
بالحب وحده وهو وحــده شوية
لا يا حبيبي
في البداية يعبر عن حبه و مدى إخلاصه ، فقد وهب حياته لها و مع ذلك ما زالت تصدق العذال !
و العذول لا يمهمه إلا التفريق بين الأحباب إما لغيرة أو لحقد أو حباً للشر ليس إلا و كأنه لا يطيق أن يكون للحب زهرة إلا في بستانه هو !
و ما قد يجعل مهمته سهلة أنه يظهر برداء الصديق الناصح الأمين الذي يسعى في الخير .. و هو في حقيقة الأمر شيطان رجيم !.. و علاجه أن تستعيذ منه بالله !
و الحديث عن " العواذل " في الأغنيات يطول ، فبعضها يدور عنهم و موجه لهم ..
و لدي اعتقاد أن العذول إن لم يكن له وجود فإن الشاعر أو الحبيب قد يستحضره شبحاً عملاقاً ، و يظل يبالغ في قدراته حتى يشعر بأن حبه محاط بالشرور محفوف بالمخاطر من كل جانب ، ليعيش وهم البطولة !
و العذول ليس شيطاناً دائماً بل قد يكون صديقاً حقيقياً لكن لديه تجربة فاشلة يصدر أحكامه من خلالها .. أو يردد معتقدات شائعة و كم من أفكار تتوارثها الأجيال دون محاولة للتفكير في صحتها !
" قالوا لك الغيرة تزود حبي " .. لكن أي غيرة ؟! الغيرة دفء إن زاد تحول إلى نار تحرق و تدمر !
فقط بالحب تملك القلوب .. بكلمة طيبة و سلام تفتح أبواباً موصدة ، و قد يصبح عدوك صديقاً .. فما بالنا بمن نحبهم و يحبونا ؟!
و هل الحب بقليل ؟! و هو المودة و الرحمة الذي جعلها الله بين القلوب كي تستمر الحياة و تعمر الأرض .!
أنا لمــا حبيتـــك خطـــر على بالــي
اللي جرالـي واللـي راح يجرى لـي
صورت أفراحـي و نعيمي في قربك
وسهدي في بعــدك ونـــار عــــذالي
شاعرنا بمجرد أن أحب خطر بباله " اللي جراله " أي حاله قبل أن يحب ، و هذا طبيعي أما الغريب أن يتصور " اللي راح يجرى له " .. فهو لا يقرأ الغيب و لكنها تصورات يفرضها الواقع الذي رآه .. رآها محاطة باللائمين و الحساد .. فماذا ينتظر ؟!
استخدم الشاعر لفظ " صورت " و ليس " تصورت " وذلك لتأكده من صدق توقعاته التي أثبتت صحتها فعلياً فيما بعد !
عمــري ما قلــــت ازاي وليـــــه حبيتك
و لا عمري قلت يا ريتني يوم ويا ريتك
وبكل قلبــي و بكل عقلــــي هويتــــــــك
الحــــــب هــــــو الـــــــود والحنيــــــة
عمره ما كـــــان غيـرة و ظنون و أسية
الحـــــب هو اللـــــي بأمـــــره هويتــك
وأمـــــره لا بـــــــإيدك و لا بـــــإيديــــا
يستطرد الشاعر في وصف صدق مشاعره .. و أن الحب ليس بالاختيار ، فمن منا يقرر متى يحب و من يحب و ما يحب ؟ إنه قدر !