كلمات : فتحى قورة
ألحان : عبد العزيز محمود
غناء : هدى سلطان
من البداية .. نجد أسلوب عبد العزيز محمود واضح فى طريقة التلحين .
اللحن الرشيق .. والتنقل السلس بين المقامات .. وإستخدام الإيقاعات الراقصة ..
نجد أيضاً فتحى قورة إستعمل اللهجة السكندرية .. ليعبر عن الجو الدرامى للعمل ..
إستعمل عمنا عبد العزيز .. مقام الكرد ليبدأ منه لحنه .. ونحن إتفقنا أن الكرد من المقامات الرشيقة والتى تجمع بين الشرقية والغربية .. ويمكن أن نصوغ منه أكثر من شكل لحنى ..
مقدمة قصيرة نوعاً .. تؤديها الفرقة الوترية بالتبادل مع الناى والقانون .
ثم تغنى هدى سلطان ( من بحرى وبنحبوه ) من الكرد أيضاً ..
الجمال والحلاوة فى طعم الجملة اللحنية نفسها .. هذا مايميز أسلوب عبد العزيز محمود ..
فنحن فى مقام الكرد .. المقام الذى تصاغ منه ثمانون فى المائة من أغانى اليوم .. ولكن هيهات ..
الفارق فى الفاعل .. وليس المفعول به ..
فى المذهب .. لايخرج عبد العزيز محمود عن الكرد .. فالأغنية شعبية وتجرى أحداثها فى خمارة .. فلا داعى للتفذلك وإستخدام تنقلات مقامية كثيرة ..
جدير بالذكر أن الإيقاعات المستخدمة .. هى إيقاعات راقصة كما قلنا .. هى إيقاع المصمودى الصغير ( البلدى ) .. وإيقاع المقسوم السريع ( الفلاحى ) ..
فى الكوبليه الأول .. نفس مقام الكرد .. ولكن بجمل لحنية مختلفة بالتأكيد .. ومتنوعة ..
حتى فى التنفيذ .. يراعى عبد العزيز محمود التجديد ..
إسمعوا الرد الموسيقى بعد ( سلمت عليه بالإيد .. والعين بصت للعين ) .. الوتريات ترد من المنطقة الوسطى ..
إسمعوا الإختلاف فى الرد بعد ( صدفة ومن غير مواعيد .. زادوا العشاق إتنين ) .. الوتريات ترد من منطقة القرار ..
بالرغم من أن هدى سلطان تغنى الجزء الثانى أعلى من الجزء الأول .. يعنى عملية تبادل ..
فن ، حرفنة ، تفكير لحنى لايصدر إلا من ملحن فاهم ..
الكوبليه الثانى .. إستعمل عبد العزيز محمود مقام الحسينى .. وهو من فصيلة البياتى ..
عندما تغنى هدى سلطان ( لما قابلته وكلمته .. من قلبى وروحى هويته ) ..
ثم يعود للكرد عند ( مارضيتش أنام .. ولا نوم جانى ) حتى نهاية الكوبليه ..
سنلاحظ التبادل الإيقاعى الظريف .. بين البلدى والفلاحى .. ماهى أغنية فى خمارة بقى .. حايجيب تانجو ولا فالس يعنى .
الكوبليه الثالث والأخير .. نفس الخطة والشكل اللحنى للكوبليه الأول .. نفس الكرد .. ونفس الشكل الإيقاعى .. ( فورم )
وأخيراً .. نعتقد أن عبد العزيز محمود نجح مع هدى سلطان فى هذا العمل .. وكانت هذه الأغنية بحق .. علامة من علامات مشوار هدى سلطان .. وفيلم رصيف نمرة خمسة ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع .