لقد أبدعت سيدي وأستاذي الجليل الفاضل امحمد شعبان
واستسمحكم وحضرات الأعضاء في نبذة عن هذه الرائعة لشوقي وأم كلثوم .
حكاية سلوا كؤوس الطلا بين شوقي وأم كلثوم
لم تقترب أم كلثوم من أمير الشعراء، ربما لأنه كان يحتضن منافسها عبدالوهاب في ذلك الزمان البعيد، لكن شوقي المولع بالموسيقي والغناء قام بتوجيه دعوة لأم كلثوم، وقد لبت هي الدعوة سعيدة ومبتهجة وقامت بالغناء في كرمة ابن هاني أمامه، وأحس الأمير الشعري بالنشوة تغمر روحه، فقام من مجلسه ليحيي أم كلثوم بعد أن غنت، حيث قدم لها كأسا من الطلا - الخمر، وقد تصرفت أم كلثوم بدبلوماسية ولباقة، حيث رفعت الكأس لكي تمس شفتيها دون أن ترشف ولو قطرة واحدة، لأنها لا تشرب الخمر، وقد أعجب شوقي بتصرفها الدبلوماسي وبلباقتها، فضلا عن إعجابه بغنائها بطبيعة الحال.. وعندما خلا بنفسه وانفض الساهرون، كتب قصيدة رقيقة، وفي الصباح أوصلها بنفسه - وفقا لرواية - ويقال - في رواية أخري - إنه وضع القصيدة داخل مظروف مغلق وأرسل من يسلمها إياه، وفي البداية تصورت أم كلثوم أن أمير الشعراء اراد أن يكافئها مكافأة مادية لقاء غنائها في الليلة الماضية أمامه، لكنها اكتشفت أن المظروف يضم قصيدة مكتوبة عنها.. ظلت القصيدة نائمة منذ سنة 1932، السنة التي رحل فيها شوقي، حتي سنة 1936أو 1937 عندما عهدت بها إلي الموسيقار العبقري رياض السنباطي وقامت بغنائها، بعد أن تم تغييرالبيت الأخير، فقد كان في صياغته الأصلية وفقا لما كتبه شوقي:
يا أم كلثوم(استبدلت بـ ياجارة الأيك).. أيام الهوي ذهبتْ
كالحلم.. آهاً لأيام الهوي آهابقلم:حسن توفيق
ملحوظة: تم تغيير سنة الغناء بناء على تصحيح تفضل به سيادة الدكتور صالح عبد الفتاح في المشاركة التالية