ابن زيدون

[منال]

ابن زيدون

مولد ابن زيدون , نشأته وثقافته :

ولد ابن زيدون بمدينه قرطبه سنه 494من الهجره , وهو أبو الوليد أحمد ابن عبدالله بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي , كان أبوه قاضياً وجيهاً ثرياً غزير العلم والأدب .
هذا ولانعلم شيئاً عن زواج شاعرنا ,ولكننا نعلم أن له أبناً يدعى أبا بكر وزر للمعتمد بعد وفاة أبن زيدون .

نشأة الشاعر في قرطبه ساعدته على الانكباب على العلم والتحصيل ,فقد كانت هذه المدينه موئل العلوم والآداب في الأندلس ,ولا شك أنه قد بدأ يتلقى العلم على يد أبيه الذي وصله بالعلماء والفقهاء والأدباء من أصحابه ,,ولكن سرعان ما مات والده وهو في الحاديه عشر من عمره ,,وهذا الموت المبكر لم يمنع شاعرنا من متابعه علومه ,فقد كان كثير الميل لتلقي علوم العرب وفنون اللغه فحفظ كثيراً من آثار الأدباء وأخبارهم وحوادثهم , وكانت له أيضا ثقافه فلسفيه عميقه وبحوث مستفيضه في هذا المجال الفلسفي .
فثقافه الشاعر إذن ثقافه واسعه , ولعله استقى علومه ومعارفه من أكثر الكتب العلميه والأدبيه في عصره.

صفاته :

وصفته المصادر التاريخيه بأنه خفيف الروح كثير الدعابه , ميال إلى مجالس اللهو , وهو إلى جانب ذلك فهو سياسي طموح ,وقد نال شهرة واسعه في مجالس قرطبه الأدبيه والسياسيه والإجتماعيه.

ابن زيدون وولادة :

شغف ابن زيدون بولادة ملبياً بذلك دواعي قلبه , وهي الشاعرة ولادة بنت المستكفي بالله الخليفه الذي جاء قبل المعتمد ,وقد أولع ابن زيدون بها وأولعت به حتى ربط المؤرخون ذكرها بذكره .

مناصبه السياسيه :

تنقل شاعرنا في بلاط الخلفاء والأمراء , كبلاط أبي الحزم بن جمهور , وأبي الوليد وبلاط بني عباد.

[منال]

آثار ابن زيدون وأدبه :

1- الديوان , وقد نشره في القاهرة الأستاذان كامل كيلاني وعبد الرحمن خليفه .

2- الرساله الهزليه.

3- الرساله الجديه.


وفاته :

لقد غادر شاعرنا قرطبه على الرغم من مرضه ,إلى إشبيليه , وقد ترك إبنه خلفاً له في الوزارة ,, ولكن صدر مرسوم بعزله وأن يلحق بأبيه إلى إشبيليه ,فكأن ابنه قد لحقه ليشهد موته , ويعتني بتشييعه ودفنه بها.
وفي الواقع فقد كانت هذه الرحله سبباً في تعجيل موته ,إذ ساءت حالته الصحيه يوماً بعد يوم , فهلك بعيدا عن المدينه التي أحبها , وفي الخامس من رجب 463 للهجرة , نعي نبأ موته , وكان لهذا النبأ أسى في قرطبه , وحزن عليها أهلها حزناً كبيراً .

وصمت ذلك الصوت الذي غنى حياته ,بآلامها وحبها وعزها ,شعراً خالداً مرموقاً راقيا.

[د أنس البن]

زميلتنا وصديقتنا العزيزه الأخت منال
أشكرك كثيرا على فتح هذا الموضوع عن شاعر الأندلس الكبير أحمد بن عبد الله بن زيدون
لأنى فىالحقيقه من المعجبين بهذا الشاعر الفذ مما قرأته له من أشعار تفيض رقة وعذوبة وسلاسه
وهو مع علو كعبه فى فنون الشعر إلا أنه فى فنون الأدب النثرى لا يقل جمالا وروعة وبلاغه
ويتجلى ذلك فى رسالتيه التى أشرتى إليهما فى بيانك وهما الرسالة الهزليه التى كتبها بلسان محبوبته ولاده يتهكم فيها على ابن عبدوس غريمه فى حبها ويستعمل معه أسلوب المصارعين عندمايرفع المصارع غريمه عاليا فى الهواء ويدور به فى هذا الفلك العلوى كى يهوى به على باطن الأرض ليذوق الألم فى أشد درجاته , بمعنى انه يصفه على لسان معشوقته ولاده بأحسن الفضائل ثم بعد ذلك يسخر منه أشد السخريه .
ورسالته الأخرى المعروفه بالرسالة الجديه التى كتبها فى السجن مستعطفا أبا الحزم كى يطلق سراحه
وإن لم تكن الرسالتين لديك فاسمحى لى أن انشرهما مصورتين من الكتاب لينتفع بقراءتهما كل من له شغف بهذا الفن لما فيهما من أسلوب بلاغى على نسق أسلوب الجاحظ وأبى حيان التوحيدى وتمكن من مفردات اللغة العربيه . ولى عودة بإذن الله مع شاعر قرطبه والأندلس
أحييك يا سيدتى

[منال]

مختارات من أشعاره :

من أشهر قصائده هذه القصيده الغزليه :


أضحى التنائى بديلاً من تدانينا ... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
مـن مـبلغ الملـبسينا بانتزاحهم ...حزناً مع الدهر لايبـلى ويبلينا
أنَّ الزمان الذي مازال يضحكنا ...أنـساً بقربهم قد عــاد يبكيـنا
فأنحل ماكان معقوداً بأنفسناً ...وانبت ماكان موصولاً بأيدينا
كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ...وقد يئسنا فما لليأس يغرينا
بنتم وبـنا فمـا ابتلت جوانحنا ...شـوقاً إليكم ولا جفت مـآقينا
نكاد , حين تناجيكم ضمائرنا ...يقضى علينا الأسى لولا تأسينا
حـالت لفقدكم أيـامنا فغـدت ...سودً او كانت بكم بيضاً ليـالينا
لاتحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ...إن طال ما غير النأى المحبينا
يانسيم الصّبا بلغ تحيتنا ...من لوعلى القرب حيَّاً كان يحينا
فهل أرى الدهر يقضينا مسافعة ...منه وإن لم يكن غبَّا تقاضينا
ياروضة طالماأجنت لواحظنا ...ورداً جلاه الصِّباغضاونسرينا
يــاحــياة تـمليـنا بزهرتها ...منـى ضـروباً ولـذات أفـانـينـا

[منال]

يــاجـنة الخلد أبدلنـا بسدرتها ...والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ...والسعد قدغض من أجفان واشينا
سران في خاطرالظلماء يكتمنا ...حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
إنا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً ...مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أمـا هواك فلم نعدل بمنــهله ... شرباً وإن كان يرونا فيظميـنا
لم نجف أفق الجمال أنت كوكبه ...سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولااختيـارًا تجبنـاه عن كثـب ...لكن عدتنا على كره عوادينـا
دومي على العهد مادمنا محافظة ..فالحر من دان إنصافا كمادينا
أولى وفاء وإن لم تبذلي صله ...فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا
عليك مني سلام الله ما بقيت ...صبابة منك نخفيها فتخفيـنا


***

[منال]

والدي العزيز الفاضل : د.أنس البن

إنه من دواعي سروري أن ننعم بهذا القدوم الميمون , من إنسان بمنزلة وبقدر وبحجم ثقافتك ومعارفك المتتعده والمتنوعه ,,ولقدسعدت حقاً بهذه المداخله وما فيها من إثراء للموضوع ,, وإضفاء هاله معرفيه أدبيه عميقه في سياق وثنايا هذا الموضوع .

في الحقيقه أنا لدي مقتطفات خاطفه وسريعه في هاتين الرسالتين (الجديه والهزليه ) ,,الرساله الهزليه التي اتصلت بحياته العاطفيه ,,بعد أن أحبت ولادة تقريب الوزير أبوعامر عبدوس إليها ,,ومادار في هذه الرساله -كما قلت-من سخريه لمنافسه الذي أخذ منه معشوقته ومحبوبته.
والرساله الجديه وما دار فيها من أستعطاف إلى ابي الحزم ,,بينما كان شاعرنا في سجنه الذي قضى فيه ما ينوف عن خمسمائه يوم سجيناً حائراً ,,بعد ظفر به أعدائه وحساده وحاكوا عليه المؤامرات , وكان في طليعه هؤلاء الحساد منافسه ابن عبدوس ,الذي استطاع أن يوغر صدر الأمير عليه ويرميه في السجن ,,فما كان من شاعرنا إلا أن يكتب ويستعطف ويطلب العفو بتلك الرساله ,, ولكن دون فائده ولم يلقى من أبي الحزم إلا الجفاء وقد ذهبت توسلاته عبثاً ,,عند ذلك فر من السجن وذهب من قرطبه إلى إشبيليه.

لذا ياسيدي الكريم أنا في شوق لكلا الرسالتين ,وانت تقول : لو سمحت لك بنقلها ,,,فمن أنا حتى أسمح لك ؟؟
البيت بيتك ونحن الضيوف عندك ,,ثمّ أن حتى لو كانت الماده الأدبيه معي ولكني سوف أفضل أن تنقلها بيدك لنا ,,لما للمادة من أيدي ذوي الأختصاص من مكانه خاصه عاليه ومرموقه ,,ونرحب بلاشك بهذه الإضافات النيره والإسهامات المفيده في هذا الموضوع المتواضع مني ولكنه سيزهو وسيزدهر بفضل المواد التي ننتظرها منكم , وما فيها من قيمه وفائده وسمو وعمق في هذا النتاج الأدبي القيم .

ولك مني جزيل الشكر على جهودك وما تبذله في سبيل
الإرتقاء بهذا الصرح السماعي الأصيل..

دمت لنا بهذا العطاء والإبداع والتألق...

[د أنس البن]

زميلتنا وصديقتنا العزيزه الأخت منال
أشكرك كثيرا على درر وفرائد كلماتك الرقيقه وأقول لك يا سيدتى هذا موضوعك ونحن الآن فى بيتك وكل من يدخل على هذا الموضوع الجميل هو ضيف عندك
وجميل أنك بدأت بنونيته الشهيره التى تنطق حروفها بمكنون حبه وهيامه بالأميرة ولاده , وهذه القصيده أو بعضا من أبياتها توجد بالمنتدى غناء بصوت القديره مطربة القطرين الست فتحيه أحمد وبصوت القدير الراحل الفنان الكبير أحمد عبد القادر
وكما سمحت فهذه أولا رسالة ابن زيدون المعروفه بالرساله الهزليه والتى تخيل أن معشوقته ولاده بنت المستكفى تكتبها لغريمه فى حبها وعدوه إبن عبدوس , وهى تقع فى ثلاث عشر صوره أرفعها تباعا , وسأكون سعيدا بأى استفسار منك أو من أى زميلة أو زميل حول هذه الرسائل وما تحويه من بديع المعانى وحلو اللفظ مع شدة وعنف ما تحويه من تهكم وسخريه

1


2


3


4

[د أنس البن]

بقية الرسالة الهزليه ......

5


6


7


8

[د أنس البن]

بقية الرسالة الهزليه ......

9


10


11

[د أنس البن]

بقية الرسالة الهزليه ......

12


13


تمت الرساله الهزليه وسنتبعها بالرسالة الجديه
والتى تظهر الوجه الآخر لابن زيدون
وهو وجه الضعف البشرى
وفقدان الحول والقوه والبأس