17/09/2010, 21h54
|
|
مواطن من سماعي
رقم العضوية:534881
|
|
تاريخ التسجيل: juillet 2010
الجنسية: ليبية
الإقامة: بلد الطيوب
المشاركات: 9
|
|
|
الفنان المبدع " محمد الفرجانى المرغنى " هو أحد رواد الحركة الفنية فى ليبيا , ولد فى مدينة طرابلس - شارع ميزران - فى أغسطس 1929م. وتمتد أصوله إلى منطقة سيدى المرغنى بسوق الجمعة.
درس بالمدرسة الإسلامية العليا وإنتسب إلى الشرطة فى سن مبكرة , تولى فيها عدة مناصب – بعد تلقيه دورات دراسية فى بريطانيا – منها إدارة الطيران المدنى سنة 1954م , وإدارة ميناء طرابلس البحرى سنة 1959م , وإدارة التراخيص بطرابلس سنة 1962م ثم مديراً لقسم المتابعة بالموانىء والمنائرسنة 1972م. هذا بالإضافة إلى قيامه بأعمال الترجمة باللغتين الإيطالية والإنجليزية حين إقامته فى مدينة يفرن فى الخمسينات .
وعلى الرغم من كل هذه المسئوليات الجسام إلا أن إهتمامه الأول كان لفنه , فقد كان عاشقا للموسيقى منذ نعومة أظافره , حيث تعلق بآلة البيانو وتمكن منها بالرغم من ندرتها فى ذلك الوقت , وقد تعلم العزف على أيدى بعض العازفين الإيطاليين فى إحدى المقاهى آنذاك , وثابر على إدخار المال من مصروفه الخاص حتى إقتنى أول آلة بيانو لازالت يعزف عليها أحفاده .
كانت البدايات فى الخمسينات عندما ساهم فى تأسيس قسم الموسيقى بالإذاعة الليبية ـ الذى تولى رئاسته فى وقت لاحق, وكان عازفاً على آلة الأوكورديون فى أول فرقة موسيقية , حيث شارك فى العديد من الحفلات الغنائية والعروض المسرحية . وأستمرت مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء قدم خلالها أكثر من 150 عملا موسيقيا له ولغيره من الفنانين , منهم : خالد سعيد , عبداللطيف حويل , لطفى العارف , راسم فخرى , محمود الشريف , فرقة طلائع النصر , محمد مراد , ونورى كمال (خليفة الفرجانى ) الأخ الأصغر للفنان محمد الفرجانى .
ونظراً لتميزه فى مجال التلحين , فقد حرص كبار الشعراء الغنائيين ذلك الوقت على إمداده بإنتاجهم أمثال مسعود القبلاوى , أحمد الفقيه حسن , محمد الكور, عبد الحفيظ قنابه , عبد الهادى المزداوى والمبدع أحمد الحريرى . كما قام بوضع الألحان لعدة مسرحيات من تأليف الأستاذ سعيد السراج ومصطفى الامير.
من أجمل ما غنى الفنان محمد الفرجانى أغنية عيونك حلوة وجذابة , حبيبى غالى عليا , المسايرة , حاير فى أمرى , سمحات فاتو, خيره الغالى عطل وغيرها. وقد تأثر الفنان فى بداياته بالوسيقار محمد عبد الوهاب وحفظ له جل أغانيه , وكان حريصا على الإلتقاء به فى زياراته المتكررة لمصر حيث كان يسجل معظم أغانيه .
غنى محمد الفرجانى العديد من الأغانى الوطنية وشارك فى عدة مهرجانات عربية , كما كان من الأوائل الذين ساهمو فى تأسيس فرقة المالوف والموشحات بقيادة الراحل حسن عريبى . وتم تكريمه بمنحه وسام العمل الصالح وإصدار طابع بريدى يحمل صورته تقديرا لمشواره الفنى الطويل وعطاءه المميز .
محمد الفرجانى الإنسان طيب القلب عطوف كريم واسع الثقافة والإطلاع يجيد اللغتين الإيطالية والإنجليزية , ولذا حرص على توجيه أبنائه نحو العلم حتى أنهوا دراستهم بتفوق , فابنته الكبرى صيدلانية والصغرى طبيبة وابنه الأصغر مهندس , وجميعهم يجيدون العزف على البيانو بمهارة بالغة . كان مرحاً مرح العاقلين – بحسب تعبير الفنان عطية محمد , متفانيا فى عطاءه الفنى طيلة مسيرته الفنية , منظما غاية النظام فى عمله حريصا على تدوين وتوثيق كل أعماله الفنية وترتيبها فى سجلات خاصة ومؤرخة بتواريخها , ومن هواياته السباحة والغوص والتصوير الفوتوغرافى ( الثابت والمتحرك ) , وكان مهتما بالعلوم الفلكية حتى إمتلأت مكتبته بالعديد من الكتب والموسوعات الفلكية بعدة لغات .
وإستمرت مسيرته الفنية والإنسانية بالرغم من المرض والأزمات القلبية حتى توفاه الله فى فبراير 1995. ومن الجدير بالذكر أن الشاعر الفنان أحمد الحريرى قد رثاه بهذه الكلمات :
الفرجانى .....ســاكن وجدانى *** نغمة ماتتكرر ثانى
"دوسات"على"معزف"سحرى *** فيها الإبداع الإنسانى
عيــونك ياحـلوة جـذابة *** ساكنها السحر الربانى
الفرجانى ....رفيق الرحلة *** لما غادرنى وخلانى
حسيت بغربة فى أعماقى *** وبديت فى رحلة أحزانى
وبـديت نـدور من بــعده *** عن إسمى ورقمى وعنوانى
ولقيته واضح من الآخـر*** سطر فى تاريخ الفرجــانى
|