اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة ام كلثوم
انا متشكره خالص أ\ محمد شعبان واستاذ احمد شاكر انا اسفه انى تعبتك بس لو كنت قولت لى من البدايه ان تشرحها كلها صعب كنت وفرت كتير انا هكتب الابيات اللى مش فهماها
بعد حين يبدل الحب دارا * والعصافير تهجر الأوكارا/ وديار كانت قديما ديارا * سترانا كما نراها قفارا /
والمساء الذى تهادى إلينا * ثم أصغى والحب فى مقلتينا / فادن منى وخذ إليك حناني * ثم أغمض عينيك حتى تراني / فى بحار تئن فيها الرياح * ضاع فيها المجداف والملاح / رب من أين للزمان صباه * إن غدونا وصبحه ومساه /
بس كدا الباقى نوعا ما فهما وشكرا جدااااا لكم الصراحه 
|
ماشي يا أمل الغد ، لقد كتبتُ طلبك على الكومبيوتر ، وطلعت عيني في التشكيل ، وها أنا أنقلُهُ لكم ( جميعًا ) ، وراعيتُ أن يكونَ الشرحُ بسيطًا من أجلِكِ أنتِ :
بعدَ حينٍ يبدِّلُ الحُبُّ دارَا*والعصافيرُ تهجُرُ الأوكارَا
وديارٌ كانتْ قديمًا ديارَا*سترانا كما نراهـا قِفارَا
لابدّ من العودةِ إلى البداية :
هذهِ ليلتي وحُلْمُ حياتي ... بينَ ماضٍ منَ الزَّمانِ وآتِ
كأنَّما أرادَ الشاعرُ أنْ يقولَ : هذهِ الليلةُ ليلتي التي انتظرتُها كثيرًا ، إنّها تجسِّدُ كلُّ أحلامِ العمر ، ما تمنيْتُهُ في الماضي ، وما أتمنّاهُ للآتي / المُستقبل
ثمَّ تأتي الصرخةُ للتنبيهِ :
بعدَ حينٍ ....... ، سيتغيّرُ كلُّ شيءٍ ، وسوفَ ينتقلُ الحبُّ إلى آخرين ، وسيتحوّلُ كُلُّ ما في القِصّةِ إلى ذكرياتٍ ، عصافيرُ الشجنِ التي تزقزقُ حولنا ستهجُرُ أوكارَها / عشاشَها ويتحوّلُ هذا المكانُ الجميلُ إلى قفرٍ موحِش ، والديارُ ـ التي نحنُ فيها الآنَ ـ سيأتي عليها زمانٌ ( في المُستقبلِ ) فتصبِحُ قِفارًا وأطلالاً موحِشةً ، مثلما سنصبِحُ أيضًا في ذلكَ المُستقبلْ .
والمساءُ الذي تهادَى إلينا*ثمَّ أصغَى والحُبُّ في مُقلَتَينا
يبدأُ الشاعرُ المقطعَ بحرفِ الواو ، و" الواو " هنا ليست " واو العطف " ، ولكنها " واو الاستئناف " يأتي بعدهَا " مُبتدأ " ، فالمعطوفُ هنا المعاني وليس الألفاظ .
المساءُ ( أوّلُ هذهِ الليلة ) جاءنا رقيقًا جميلاً هامِسًا ، وكأنّهُ جُزءٌ منَّا ، منَ القِصَّةِ ، يتهادَى ( على أطراف أصابعِهِ ) ، ثمَّ يُصْغِي ، أي يستمعُ بانتباهٍ واهتمام ، والحُبُّ في مُقلتينا ، أي واضحٌ ومرسومٌ في أعيُننا ويفسّرُ كلّ مشاعرِنا وما نحاولُ أنْ نخفيه.
فادْنُ منِّي وخُذْ إليكَ حناني*ثمَّ أغْمِضْ عينيكَ حتَّى تراني
ادْنُ ، فعلُ أمرٍ بمعنى : اقتَرِبْ ، لكنَّ الجمالَ كلَّهُ في الشطرِ الثاني : ثمَّ أغمِضْ عَيْنَيْكَ حتَّى تراني ، تراني بروحِكَ ومشاعركَ وكلِّ ما في وجدانِكَ ، أي يتمّ إلغاءُ وظيفةِ العينينِ ، وتكونُ الرؤيةُ بالمشاعرِ وحدَها ، وهي أعلى درجاتِ التوحّدِ والذّوبانْ.
في بحارٍ تئِنُّ فيها الرِّياحُ*ضاعَ فيها المِجدَافُ والمَلاَّحُ
كناية عن صعوبةِ الظروفِ وقسوتِها ، وبالرّغم من ذلكَ جاءت هذهِ الصدفةُ التي ( أهدتِ الوجودَ إلينا ، وأتاحتْ لقاءَنا فالتقينا ) في وسطِ هذهِ الأمواجِ المتلاطمةِ ، وتحتَ هذهِ العواصفِ الشديدةِ التي من قوّتها وقسوتِها ، نسمعُ لها صوتًا كأنّهُ الأنينُ ، هذهِ / الظروف / البحار التي ضاعَ فيها المِجدافُ ،والملاحُ الخبيرُ بالبحرِ وتقلُّباتِهِ ، شاءَتْ لنا الصدفَةُ أن ننجو فيهِ ونلتقي .
ربّ منْ أينَ للزمانِ صِباهُ*إن غَدَوْنا وصُبْحُهُ ومَسَاهُ
تساؤلٌ في نهايةِ المطافِ : ربِّ ، أي : يا ربّي ، كيفَ نحتفِظُ بالزّمانِ ( أي عمرنا ) في حالةِ شبابٍ دائمٍ لا يشيبُ أبدًا ، أينَ لهُ ـ ولنا ـ أن يظلَّ هذا الرونقُ وهذهِ الحيويةُ فهذا الحبُّ ، لن يرى بعدنا من حداهُ ، أي ساقهُ وغنّى لهُ واعتنى بهِ كما تُساقُ الإبلُ في الصحراءِ فـ :
نحنُ ليلُ الهوى ،،، ونحنُ ضُحاهُ !!!!
ـــــــــــــــ
أتمنّى أن يكونَ في ذلكَ ما يفي بالغرضِ ، وقد عملتُ برأي أستاذنا الفاضل إمحمد شعبان ، والباب مفتوحٌ لإضافاتكم ، وسأظلُّ منتظرًا أسئلةً جديدةً فبالفعلِ قد نثري هذا الموضوعَ بآرائنا المختلفة .