أم كلثوم والذكرى
بخط يد الشاعر نفسه في لندن وعلى فراش المرض عندما ذهب للعلاج هناك
في 9 -3-1963
بالأذن منك أولاً أخي العزيز د.نعمان والشكر الكبير لتذكيرنا بقصيدة الشاعر الكبير السياب ، والله كنت ناسيه وأنا منذ فترة أشهر وأريد أن أضعه هنا مع قصائد أخرى بخط يده .....ولكن النسيان يأخذنا ،وجميل منك في هذه الأحتفالية الرائعة...... لكوكب الشرق أم كلثوم .
* * * * * * *
[ أقتباس من مشاركة الأخ د.نعمان]
اهدي لك القصيدة التالية للشاعر بدر شاكر السياب نظمها في لندن وهو على فراش المرض عام 1963
القصيدة نشرت في ديوان السياب " شناشيل ابنة الجلبي" الذي صدر لأول مرة عام 1964 ،وقد علم السياب بصدوره ولكنه توفي قبل ان يطلع عليه.
بدر شاكر السياب
أم كلثوم والذكرى
وأشربُ صوتّها .. فيغوص من روحي إلى القاعِ
ويُشعل بين أضلاعي
غناءً من لسان النار ، يهتف " سوف أنساها
وأنسى نكبتي بجفائها وتذوب أوجاعي " .
وأشرب صوتها .. فكأنَّ ماء بُويبَ يسقيني
وأسمع من وراء كرومه ورباه " ها .. ها .. ها "
تردِّدها الصبايا السُّمْرُ من حينٍ إلى حين .
وأشربُ صوتها فكأنَّ زورقَ زفّةٍ وأنينَ مزمارِ
تجاوبُه الدرابكُ ، يعبران الروح في شَفَقٍ من النار
يلوح عليه وفيقةَ الفرعاء أسودَ يزفر الآها
سحائب من عطورٍ ، من لحونٍ دون أوتارِ .
وأشرب صوتها .. فيظل يرسم في خيالي صفَّ أشجارِ
أغازل تحتها عذراءَ ؛ أوّاها
على أياميَ الخضراء بعثرها وواراها
زواجٌ . ليت لحن العُرس كان غناء حفّارِ
وقرعاً للمعاولِ وهي تحفر قبريَ المركوم منه القاع بالطين
وأذكرها ، وكيف ( وجسْمُها أبقى على جسمي
عبيراً منه ، دفئاً غلّف الأضلاع ) أنساها ؟
أأنساها ؟ أأنسى ضحكةً رعشت على لحمي
وأعصابي ، وكفّاً مسّحتْ وجهي برياها ؟؟
قُساة كلُّ من لاقيتُ : لا زوجٌ وَلدُ
ولا خَلٌ ولا أب أو أخ فيزيل من همّي ..
ولكنُ . ما تبقى بعدُ من عُمريْ ؟ - وما الأبدُ ..
بعمري –
أشهرٌ ويريحني موتٌ فأنساها .
لندن – 9/3/1963
* * *
* هناك فقط ملاحظتين :
مكتوب ( يلوح وفيقةٌ ] وتأتي بعد كلمة يلوح عليه ظلٌ
* قبل الأخير وهذا غير واضح لديّ أيضاً . . . هل هو لازوجٌ أم تبدو الكلمة . . لا أحدٌ [ حسب خط يد الشاعر ] والرأي لكم وشكراً.
تحياتي