كم سعدت عندما استمعت- من خلال هذا الموقع - لمجموعة من الأغاني الشعبية الخالدة والمفقودة والتي هي جزء من ذكريات طفولتي؛ كان ولا زال يرددها العام كدا المثقف في المغرب العربي بأسره. وكم دهشت لما علمت –من خلال تدخلات الإخوة الكرام لتسليط بعض النور على من هما أوخويا وأوعكي وأعمالهما- أنّ هذه الأغاني الخالدة هي بصمة من بصمات الفنان العبقري أوخويا ورفيقته في الإبداع الفنانة أوعكي. لقد أجحفهما الإعلام واستغلتهما دور التسجيل نظرا لظرافتهما وقناعتهما بالقليل. أذكر أنني شاهدت يوما إحدى حلقات برنامج "مسار" الذي تبثه القناة الثانية حيث استضافت فيه الشيخ أوخويا غير أنني لم أعره اهتماما ليس استهتارا مني ولكن لأني لم أكن أعرف من هو أوخويا حينذاك وأن صاحب الخالدات في الغناء الشعبي هو هذا المبدع الذي سبق إبداعه إسمه إلى أذن الصغير و الكبير من المستمعين؛ حتى أن البعض من أبيات شعره أمسى يُضرب بها المثل في حياتنا اليومية. أرجو من الإخوة المحترمين من يتوفر على تسجيل لهذه الحلقة أن يقاسمنا إياها وهو مشكور على ذلك.
لن أقول إنهما في كفة و باقي فنانة الشعبي في كفة أخرى و لكن أقول إنهما في الكفتين معا. إنهما شجرة الأغنية الشعبية المغربية التي اقتات، و لا يزال يقتات، منها جميع مطربي الشعبي. و الذي يزيد من انبهاري هو أن عملهما الفني جمع بين اللغة العامية و الأمازيغية فأفلحا. السِؤال المحير هو إلى متى سننتظر كي ينجب لنا الزمان أوخويا آخرو أوعكي أخرى؟ هذا إن رضي الزمان الإتيان بمثلهما في زمن الانسلاخ من القومية المغربية و التهافت على المال قبل الفن.
تحية وإجلال إلى الأستاذ الكبير بناصر أخويا و الفنانة ذات الصوت الرخو حادة أوعكي