اللى كتبته ده يا أستاذ ناصر
ترجمت فيه إحساس غامض من فتره بينتابنى
من غرابة ما أراه حولى , كتير وانا وحدى أسأل عنى وأقول هو راح فين ,
راح فين الطفل اللى كان لابس مريله وكان بيبكى بحرقه وهو بيلبسها لأول مره , فاكرنى كويس كأنها امبارح , كنت بابكى لأنى كنت رافض لبس مريلة زمان , كنت باقول هو انا بنت علشان البس مريله , الله يرحمها أمى ثبتت المنظر ده فى ذاكرتى وكانت تحكيه بعد ما دخلت كلية الطب وتفكرنى بيه وتقول لى فاكر جارنا عمك التونسى , ده لقبه , وهو بيضحك وبيساسك علشان تلبس المريله ويقول لك , بنت ايه والله انت دكتور شكلك كده زى الدكاتره , فأستسلم ولايفارقنى البكاء ,
كتير أقول هو الطفل ده راح فين كأن الزمن توقف به ومات وواحد تانى كمل , وهكذا فى كل عقد من الزمان افتكرنى وأقول فين تلميذ مدرسة ثمرة الحياه الإعداديه , ياااااااااااااااااااه ده عنده ذكريات فاكرها بالكلمه حتى ساعته وحينه , السئ منها والحلو , راح فين الجدع ده , مش لاقيه جوايا وإن كانت هناك بقايا من صورته فى أعماق الذاكره ,
أنت يا شاعرنا الفيلسوف كتبت تشخيص دقيق وعميق لهذه الحاله التى لا أجد لها تفسيرا عندى إلا كلام مولانا الشيخ الأكبر سيدى وقرة عينى محى الدين ابن عربى وهو يحوم بعلومه النورانيه اللدنيه حول قوله تعالى " بل هم فى لبس من خلق جديد " صدق الله العظيم
ربنا يكرمك يا عم ناصر ولا يحرمنا منك
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها