.....................................
.....................................
.....................................
الهادي آدم - محمد عبد الوهاب
(2)
لدينا الأن مقام جديد لم يستعمله عبد الوهاب بعد .. هو مقام النهاوند ..والملاحظ هنا .. أن عبد الوهاب إستعمل النهاوند فقط فى هذه اللازمة .. سيقول قائل ..أن هذه ليست عادة عبد الوهاب .. أن يستعمل مقاماً واحداً فى لازمة موسيقية طويلة .. خاصة أن بها أكثر من صولو ( عزف منفرد ) ..
ولكن هناك سر لايعرفه إلا المتخصصون .. عبد الوهاب إستعمل النهاوند بجميع أشكاله .. إستعمل النهاوند الطبيعى .. إستعمل النهاوند الكردى إستعمل النهاوند المرصع .. مما أدى فى النهاية لتمتعنا بسماع جمل تلحينية مختلفة ومن مقامات مختلفة وإن كانت من نفس الفصيلة ..
وتغنى أم كلثوم ..
فى الحقيقة .. هناك كلام كثير فى هذا الكوبليه .. كلام عن شطارة عبد الوهاب .. وعن جنونه الموسيقى بذات الوقت .. تغنى أم كلثوم بداية الكوبليه من النهاوند .. حلو كده .. حلو .. تؤدى الفرقة الموسيقية جملة قصيرة لتعيد أم كلثوم الشطرة مرة أخرى .. ثم تؤدى الفرقة نفس الجملة الموسيقية الأولى لتنهيها بمقام جديد هو مقام ( النوا أثر ) .. حتى يخيل لنا أن أم كلثوم ستغنى من نفس المقام ..
ولكن نجد المفاجأة .. تغنى أم كلثوم من مقام الراست ( الدرجة الخامسة للعجم ) .. وهذه شطارة وصنعة من عبد الوهاب .. أراد أن يصل بنا إلى الراست من الدرجة الخامسة للعجم .. ( وهذا غير طبيعى ) .. فذهب للراست عن طريق النوا أثر .. وهذا مانسميه ( كوبرى ) .. أى إستعمال مقام ثالث للربط بين مقامين غير متجاورين ..
تغنى أم كلثوم ( فارحم القلب الذى يصبو إليك ) .. من مقام الراست .. ويستمر عبد الوهاب مع الراست كنوع من العِشرة .. ويقوم بزيارة مقام الهزام زيارة قصيرة ويعود للراست مرة أخرى .. ثم يستخدم الحجاز ككوبرى للعودة مرة أخرى لقواعده .. وينهى القصيدة بالعجم .. حيث بدأ ..
جرعة مكثفة من المقامات والتحويلات والجمل اللحنية المُشبعة .. التى راعى فيها عبد الوهاب ظروف أم كلثوم المرضية ( أيامها ) وإنخفاض طبقاتها الصوتية ..
لعلى أكون وُفقت فى التحليل .. وألتمس العذر من الأخوة الموسيقيين إذا كان هناك بعض الهفوات