اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل صموئيل
الاخ العزيز احمد الجوادى
كلامك عن المونتيرات وزكريا عامر ايقظ عندى ذكريات كتير يعنى هو كان صديقى
عبد الوهاب بالذات كنا بنعيد المقدمة الموسيقية اكثر من 7 او 8 مرات وعشان نوصل لآخر حرف فيها من غير ما يوقفنا معنى كده ان المقدمة مافيهاش الهوا بلغة مصر يعنى 100% ولكنه ماكانش بيقتنع وعايز اكثر لن كل ما الفرقة بتكرر وبتجود اكثر واخطر من فى الفرقة بالذات العازفين اللى مش قدامهم نوتة زى عازفين الايقاع يعنى كل ما بنعيد اكثر هو بيحفظ الجملة اكتر ويضع فيها احلى ايقاع ممكن وايضا عندك عازف الكونترباص عبد الحكم عبد الرحم او عباس فؤاد مع ام كلثوم .. كنا فى الماسية كلنا معانا نسخة نوتة واحدة يعنى هى اللى قدامى هى اللى قدام عبد الحكم انا كعازف كمنجة لازم التزم بالنوتة حرفياً , لكن عازف الكونترباص لازم يلتزم بالدوم اللى فى اول المازورة لكن فى باقى المازرة هو وذوقة
يعنى مثلا ما ينفعش يقول كل الحروف الموجودة كده ممكن يكسر اللحن لأنو عبارة عن فيل ماشى وسط غزلان .. يعنى هو ممكن اقل شىء بيعزف الحرف اللى على الدوم الاول ثم الحرف اللى اول الضلع الثالث فى ميزان 4/4 او مثلا لو الايقاع مقسوم ممكن يعمل حاجة زى الطبلة على نغمة اساس المقام .. او مثلا لو فيه احنا بنعزف روند ممكن يعمل عليها سلم هابط اوصاعد او نصف سلم او اى شىء ذوقه يحسه ... ودى بتكون احلى كل ما بنكرر اعادة الموسيقى يعنى هو بيحس انو عمل حركة لكن فيه احلا منها .... نفس الموضوع بالنسبة للأستاذ حسان كمال ملك البيتسكاتو الشرقى على الشيللو كان فى جمل عريضة بيستعمل القوس وبيلتزم بالنوتة لكن فى غناء المطرب او الجمل القصيرة الحروف بيلعب بيتسكاتو بس مالوش دعوة بالنوتة بيعمل ايقاع ( او شخلعة ) من سياق المازورة
وكل روعته بتيجى من كتر الاعادة بيحس الجملة اكتر ويلعب احلى
فيه كمان سر مش اى حد يحسه ... انت لو عندك اورج فى اى وقت من ال 12 شهر بتوع السنة فتحته وعزفت عليه
سلم فى صوت معين تلاقى نكهة الصوت واحدة لأنه صوت اليكترونى .. اما خطورة الكمنجة وبالذات لما تكون قيمة اوى انك ممكن تمسكها دلوقتى تلاقى صوتها زى ما انت عارف كمنجتك ممكن يوم تانى تلاقى صوتها مختلف شعرة تبعا لعوامل الحرارة والرطوبة او حتى فى الاستوديو بعد ما الكمنجة تاخدعلى التكييف وتسخن فى ايدك ممكن انت لو عزفت المقدمة 4 مرات يعنى حتكون الجملة رقم 3 مثلا واللى بتظهر فيها الكمنجات اوى انت عزفتها وبعد نصف ساعة عزفتها تانى ممكن لما المونتير يلزق حملة من هنا وجملة من هنا يكون صوت الكمنجات مختلف ...
ممكن حاجة تانية كمان ؟؟؟ العازف الشرقة بالذات لما تكون الجملة لذيذة جدا ويحبها ممكن يقولها وفى المرجع يعمل حرف جميل بين الجملة واعادتها ابجيكاتورا او حلية .. ومن هنا لازم ايضا ناخد المقدمة كلها على بعضها مش قص ولصق .. الكلام ده كلو كان فى الزمن الجميل اما فى الزمن القبيح خلاص ...
اما عن التوزيع ... الموسيقى الشرقية على اصلها او بلغت اوج مجدها وتطورها اوائل الخمسينات .. وهى بتعتمد على الميلودى يعنى لازم يكون الميلودى يجنن لأنو بيتسمع من غير توزيع .. عبد الوهاب كان بيشتغل دايما مع اندريه رايدر من ملوك التوزيع الاجانب اللى دسوا الشرقى بكل علومه .. كان اندريه رايدر بفلوس زمان بياخد فى اللحن 25 جنيه مصرى كانوا مبلغ ايامها ... هنا ممكن عبد الوهاب هو اللى بيحدد يوزع اد ايه يعنى مش ممكن يخليه يوزع اللحن كله والا ضاع اللحن مش حايبقى لحن عبد الوهاب ولكنه كان بيخليه يوزع جملة واحدة فقط بتكون فيها نغمات عريضة تظهر التوزيع .. لكن دلوقتى زى ما انت قلت واحد عازف اورج ماهر جدا مع نظام التراكات يعوف اللحن وعلى تراك تانى يعمل حاجة وتراك ثالث يعمل حاجة ويقعد طول الليل يعمل تراكات .. وللعلم شوف الجملة الموسيقية عادة تلاقيها تافهة والتوزيع والايقاعات بتدارى عيوبها ... الفنان لازم لما يعمل لحن لازم يبقى عارف مين اللى حايسمعه ويعمله على مستواهم .. يعنى انا لو حعمل لحن يتعزف فى الاوبرا دى ليها مستمعين اما دارسين موسيقى
او هواة متذوقين زى الدارسين يبقى لما اعمل لحن موزع هم فاهمين الصوت التانى بيقول ايه والثالث بيقول ايه وبيستمتعوا بيهم لكن لما يكون اللحن بيتذاع فى الراديو يبقى بيخاطب كل الشعب .. يبقى لازم على مستوى الشعب .. والشعب 90% منه مش حايفهم التوزيع ومن هنا كل االتعب حايروح على الفاضى .. لذلك تلاقى كل اغنى النهاردة ما ينفعش تتسمع فى مسرح ولكن يترقص عليها فقط
مع اطيب تحياتى
|
أخي العزيز أستاذ عادل المحترم
أنا مش حاقولك دلوقت عيد ميلاد مجيد عشان عارف أنه عيد الميلاد عن الأقباط والكثير من الطوائف المسيحية الشرقيين مثل الأرمن يبكون عيد الميلاد عندهم في يناير ومش زي الغرب، وقتها إن شاء الله حاقولك، يعني بعد أيام، زي ما انا فاكر انه يوم 6 يناير، مش كده والا أنا غلطان؟
أنت كمان أيقظت عندي ذكريات جميلة جدا وقسم منها غريبة.
انت حاتقولي عن محمد عبد الوهاب، احنا لما كنا نستلم أوردر عشان تسجيل ونعرف أنه محمد عبد الوهاب، ما نديش أوردر بعده أبدا عشان عارفين أنه ما فيش ضمان إمتى حانخلص التسجيل.
كانت التسجيلات في مبنى الإذاعة تعطى لأي مطرب أو ملحن ساعتين لتسجيل أغنية، نخرج بعد الساعتين ما تنتهي وفيه فرقة تانية تستنانا عشان يدخلوا ويسجلوا هم كان، والكلام ده غالبا ما كان مع فرقة هاني مهنى.
لكن مع محمد عبد الوهاب كنا ندخل أوركسترا كبيرة يعني أوركسترا سيمفوني وهي خليطة من أوركسترا القاهرة السيمفوني وأوركسترا الكونسيرفتورا، كنا عاملين حسابنا اننا مش عارفين حا نخرج إمتى، على ما أنا فاكر كان آخر تسجيل مع موسيقار الأجيال كان نشيد اسمه (مصر السادات)، كان توزيع شعبان أبو السعد، زي ما انا فاكر اننا فضلنا نعزف ونسجل لمدة سبع ساعات، يعني نفس النشيد مع أي ملحن آخر ما كانش بياخد منا أكتر من ساعتين بتاتا، لكن انت عارف وسوسة محمد عبد الوهاب.
طبعا كان العازفين الذين كانوا أكبر مني وأقدم مني حينما يجلسون بجواري كانوا يكلموني عن محمد عبد الوهاب عشان هم عزفوا معاه كتير وبيعروفوه كويس.
فاكر ان د. حسن شرارة في التسجيل ده قال لي:
قوم يا أحمد واتصور مع محمد عبد الوهاب وقال لي أنا آجي معاك عشان أعرفك بيه، انت حاترجع العراق ومعاك صورة وانت مع محمد عبد الوهاب. لكنني كنت شابا في أواسط العشرينات، مش عارف الخجل أو إيه، المهم ما رحتش آخد صورة معاه، ولحد النهاردة أنا ندمان على الفرصة دي، عشان كان واقف قدامنا على بعد أمتار وبيكلمنا ولساعات طويلة، كان يدخل الكونترول ويخرج كل شوية عشان يكلمنا.
أما بالنسبة لعظمة وعازف الشيللو، أنا معجب جدا بطريقة عزفهم وخصوصا تبادلهم بعزف البيزيكاتو، شيء هائل، وأنا متعود من مصر على الطريقة دي، وحتى لما رجعت العراق كان عندنا عازف كونتراباص كان أصلا هو عازف كمان وبيانو، وكان ضريرا أي لا يبصر، كان يعزف بنفس طريقة عظمة.
مرة لما كنت أشتغل في الأردن، كان عندنا سفرة عشان نعزف في أوبرا القاهرة في مهرجان الموسيقى العربية وكان قبل ما أسافر للسويد، كنت أنا رئيس الفرقة العربية، وكان فيه أغاني كتيرة واحدة من الأغاني وزعتها توزيع خفيف، لكن فيه جزء كنت أتخيله أنه لازم يتعزف بيزكاتو بطريقة عظمة وعازف الشيللو، وطلبت من عازف الشيللو وعازف الكونتراباص أن يعزفوا بالطريقة دي، قالولي مش ممكن. العازفين دول هم أساتذة في المعهد ومستواهم ممتاز وعالي فعلا، وهم الاتنين درسوا واتخرجوا من موسكو، يعني عرب لكن خواجات، لكن كانوا بيعزفوا ربع التون، لكن قصة أنهم يبزتكوا، القصة بعيدة جدا عن اختصاصهم.
يا رب تعمل إيه يا سي أحمد؟ قمت كتبت أنا البيزيكاتو بطريقة عظمة وعازف الشيللو، وطلعت زي العسل وعزفناها في القاهرة.
القصة التانية.
كنت في السويد قبل كام سنة أعزف مع فرقة صغيرة، كمنجة وشيللو وعود وإيقاعات ومغنين، نغني أغاني عربية. كانت عازفة الشيللو السويدية لما أكتب توزيع تعزف كل حاجة من غير ما تعترض أو تقول لي أي حاجة.
عازفة الشيلو بقت حامل، جبنا بدالها واحدة عازفة كونتراباص سويدية كمان، حاولت تعزف البارت اللي كنت كاتبه أصلا للشيلو، ما ينفعش طبعا. قلت لهم اني حاكتب لها بارت بالطريقة العربية المصرية، وفعلا كتبت بارت ليها زي طريقة عظمة، أغلب العمل بيزيكاتو عشان يسند اللحن. ما عجبش الست، وقال لي عازف العود، ده عامل زي أغاني أم كلثوم، كان بيقولها معترضا على طريقة كتابتي، واقترحت هي أن تعزف بطريقتها وفعلا بدأت تعزف بطريقة قريبة من طريقة الجاز، طلعت حاجة تقرف، لا هي مزيكة عربية ولا مزيكة خواجاتي ولا جاز، طلعت مزيكة تشبه اللي بيرقص عليها القرود، بعد كدة سبت لهم الفرقة يعملوا اللي هم عايزينه.
أما أندريه رايدر فأنا معجب جدا به، مش عارف لو سمعت الأغاني اللي عدت توزيعها لموسيقار الأجيال، الأغاني اللي وزعها أندريه رايدر لم أغير في التوزيع إلا قليلا جدا.
لكن على أيامي كان مايسترو شعبان أبو السعد هو اللي بيوزع لمحمد عبد الوهاب.
معليش دردشت معاك كتير.
خال محبتي
أحمد الجوادي