كان الشاعر العراقي الكبير المرحوم جميل صدقي الزهاوي (1863 – 1936 ) نصيراً للمرأة العراقية ومدافعاً عن حقوقها في التطلع الى الحرية والمساواة. فكان بذلك متمرداً على الوضع الاجتماعي المتردي للمرأة انذاك ، وقد نظم قصائد عديدة في هذا الشأن منها :المرأة والرجل ، وهزأوا بهن ، النساء ، يا ابنة العرب ، ليلى بكت ، رب مخطوبة ....مما اثار عليه غضب ونقمة قسم من المتزمتين وأُتُهم جراء ذلك بشتى التهم . وبسبب ذلك واسباب اخرى ، وعلى الرغم من شيخوخته ، فقد اضطر الى الهجرة الى مصر عام 1924 حيث استقبل استقبالاً لائقاً بمكانته الشعرية. علماً ان مصر كانت وحتى نهاية النصف الأول من القرن الماضي تعتبر أغنى بلد عربي وكانت (ولازالت) قبلة لكبار المثقفين والشعراء العرب وخاصة من العراق ، لما تتمتع به من مكانة متميزة في المجالات الثقافية والفنية والاقتصادية. ومن الأسماء العراقية اللامعة التي لجأت ايضاً الى مصر الشاعر عبد المحسن الكاظمي الذي وصلها عام 1899 ومات ودفن فيها عام 1935 وشاعر العرب الكبير الجواهري الذي حل في عام 1950 ضيفاً على وزارة المعارف الممثلة بوزيرها المرحوم طه حسين .
لقد تحدث الشاعر الزهاوي عن اسباب هجرته من العراق الى مصر في عدة قصائد منها هذا البيت الشعري :
لولا تفاقم شر ليس يحتملُ....ما كنت عن وطني بغداد ارتحلُ
اما قصيدة النساء وهي موضوع مشاركة هذا اليوم فقد لحنها وغناها الفنان فوزي العايدي ضمن ألبوم صدر في باريس عام 1999 اي بعد حوالي 80 عاماً على نشر القصيدة مما يدل على ان موضوع القصيدة لم يفقد اهميته.
هذه بعض الأبيات من القصيدة :
إن النساءَ ربيعٌ...لنا ونِعمَ الربيعُ
وإنهُنَ رياحينُ....زاهراتٌ تضوعُ
وإنهُنَ إذا أظلمت ليالٍ شموعُ
وانهُنَ ابتساماتٌ تارةً ودموعُ
أيَحْسَبُ المرء جَهلاً أن النساءَ فُقوع
أو أَنَهُ هُو راعٍ....وأَنَهُنَ قطيع
بل إنما العمرُ في غير قربهن يَضيع
حديثهن لطيف....وحُسنُهِنَ بديع
النساء
تأليف الشاعر جميل صدقي الزهاوي
الحان وغناء فوزي العايدي