* : أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h29 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الفنان الراحل صالح الحريبي 1945-2016 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 17h28 - التاريخ: 27/04/2024)           »          20 يونيو 1963م دار سينما قصر النيل (( حسيبك للزمن _ حيرت قلبي معاك )) (الكاتـب : مروان ٱشنيوال - آخر مشاركة : ابوملاك - - الوقت: 17h22 - التاريخ: 27/04/2024)           »          الفنان عبدالمجيد حقيق (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبدالمجيد حقيق ملحن و مطرب من ليبيا (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 14h29 - التاريخ: 27/04/2024)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 26/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء.. شعر العامية والشعر النبطى

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #161  
قديم 18/03/2009, 19h46
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

إنطباعات


( لقاء الأحباب )


( 1 )


المَشاهدُ تمرُّ عبر نافذة القطار .. لم يتغير شىء .. نفس البيوت الريفية القديمة .... تخضرُّ الأرض في بقعةٍ ، و تبدو جرداءَ في أخرى .. تنتهي قرى ، و تبدأ مدن .. بيوتٌ باهتة استسلمت للعشوائية و الفقر ..شوارع مزدحمة يعلوها الغبار ..محطاتٌ متهالكة بفعل الزمن و الإهمال تمضي متعاقبة .. و إيقاع عجلات القطار يٌشيعُ رتابة ً لا يكسرها سوى استحلاب لحظات و مواقف تبرق في ذاكرتي .. فكل دقيقة تمر ، تعلن دنو اللحظة ، لحظة الإلتقاء بهم !

مدهشٌ أن يتحولَ عالمُ ( النت ) الإفتراضي ، إلى واقع ، إلى حقيقة ملموسة .. إلى أناس ٍ من لحم و دم .. تجربة لم أمارسها من قبل ..
و برغم إنطفاء حاسة ( الدهشة ) عندي بفعل الخبرات السلبية و الإحباطات المتعاقبة ( كالسوادِ الأعظم في هذه البقعة الجغرافية من العالم ) .. إلا أنني كنت منفعلا ً و متحمسا ً.. و ابتهجت لهذا الشعور الذي أفتقده ( الدهشة و الحماس ) .. هل اصطنعتُ تلك الأحاسيس لكى ( أعيش الحالة ) ، أم إلتبستني مشاعرُ تلقائية ٌ طبيعية لا أملك حيالها دفعا ً؟!

سألقاهم هناك إذن حسب الإتفاق .. ليس عبر شاشة مسطحة ملساء ، أستطيع أن أنشىء أو ألغي عالمها كاملا ً بضغطة زر ..
تـُرى كيف سيكون اللقاء ؟! .. إنني أعرف ملامحهم من خلال صورهم ، و هم سيرونني للمرة الأولى .. تـُرى كيف سيكون انطباعهم عني ، و هل إنطباعي تجاههم سيتغير عندما أرى المشهد كاملا ً ؟! ..الإيماءات ، لكنة الصوت ، الأفكار التي تنطلق مباشرة بدون واسطة ٍ آلية ..
أسئلة أخذت تتنازعني ، و شعرت أن الطريق كان أقصر مما يجب ، بمجرد وصول القطار إلى محطة مصر ..
الواحدة إلا الثلث ظهرا ً .. يفصلني عن اللقاء ( ثمانون دقيقة ) .. أستطيع خلالها أن أفي بوعدي لأصدقاء شاركوني العيش و الملح و امتهان الفن و الصحافة و ليالي القاهرة المضمخة بسحر غامض ..

أشرتُ لأول ( تاكسي ) صادفني خارج المحطة .. خمس دقائق ، ووجدت نفسي أمام مقهى ( المشربية ) القريب من ميدان التحرير .. هاهم أصدقائي القدامَى ، لم يتغيروا ، سوى بعض الشعرات البيضاء التي تسللت ، و العيون التي ارتفع في محاجرها معدل الإرهاق ..
أحضان و قبلات و قفشات إعتدناها ..

لقد نزحوا من ( دمنهور ) ، إيمانا ً بمقولة ( أن تكون الأخير في المدينة ، خيرٌ من أن تكون الأول في القرية ) ! و لا شك أنهم نجحوا في اختراق متاريس العاصمة ..

مجدي ، مدير تصوير في إحدى الفضائيات .. إبراهيم ، صاحب و رئيس تحرير مجلة مرموقة ، و مذيع في فضائية متخصصة .. أسامة ، الذي أدى أدورا ً تمثيلية قيِّمة في مسرح كرم مطاوع و سينما يوسف شاهين ، و يعمل حاليا في الديكور .. رفعت ، معد البرامج التليفزيونية و الصحفي المتألق في روزا و في مجلة أكتوبر .. مجدي ، رئيس أهم قسم في مصر للتأمين .. لم يكن ينقصنا سوى واحد فقط لتكتمل ( شِلة السبعة ) ، و الذي يعمل صحفيا ُ بإحدى دول الخليج ( جمال فتحي ) ..


ساعة سرقناها من عمر الزمن ، حاولنا خلالها استعادة نفحات الماضي ، و تواعدنا على اللقاء في مساء نفس اليوم ، بعد أن أبدوا لي دهشتهم من لقائي المرتقب مع أناس أراهم لأول مرة .. بل لقد حولوا الأمر إلى سخرية لاذعة .. فترددت أقاويلهم الممتزجة بالقهقهة :
عايزينك ترجع لنا صاغ سليم ..
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #162  
قديم 18/03/2009, 19h47
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 2 )


كان أول من وقعت عيني عليه ( غازي ) صاحب الدعوة الكريمة للقاء .. هو ( غازي ) ، بوجهه البشوش ( الواضح ) وسَمْتِه السَموح ، توجهتُ نحوه مباشرة و كأنه صديق قديم ، لمحت الإرتباك الذي بدا في عينيه حين داعبته قائلا : الكرسي دا بتاعي !! .. هَمَّ بالوقوف مندهشا ً،
و تحولت الدهشة في عينيه اللامعتين إلى قبلات و أحضان .. بالأحضان يا غازي ..
و من احضان غازي إلى أحضان ذلك الرجل الذي أحمل له حبا ً و مودة ( مُسبقة ) محمد الآلاتي .. إنه هو نفسه ، كما تصورته تماما ً .. لكنة ُ الصوت المرحة .. الإيماءات الحركية التي تصاحب كلامه .. الحضور الدافىء الحميم ..
و بدأ غازي في تعريفي بالحضور ..
الأستاذ رؤوف المسيري .. الأستاذ عادل السيد .. الدكتور أسامة القفاش ..
كنت أعرفهم من صورهم ، إلا أن الدكتور أسامة بدا مختلفا ً عن صورته
التي يبدو فيها ( متضايقا ً ) من شىء ما ، و الذي أشعرُ كلما طالعت صورته ، أنه يجلس في ( طيَّارة ) !

جاءت جلستي بين غازي و الآلاتي ، و قد انكسرت كل الحواجز بيننا .. و شعرت أن طيور الحب و المودة تحوم في المكان ..
أجمل ( أبو كمال ) سمعتها في حياتي من عم محمد .. و أجمل ( إزيك يا أستااااذ ) سمعتها من غازي .. أهى خاصية مصرية ، تلك التي تذيب النفوس في بوتقةٍ واحدة ، بمجرد أن تقع على أشكالها ؟! ..
ها هو الأستاذ رؤوف .. إبتسامة ٌ هادئة و مطمئنة لا تفارق وجهه ،
و صوت خافت تكاد تسمعه بالكاد ، يدخن سيجارا له رائحة مبهجة ، و لا يتحدث إلا قليلا .. ملامح تنم عن طيبةٍ و تواضع لا يغفل عنهما قلب ..
أما الأستاذ عادل السيد ، فهوشخصية مرحة ، لا يتوقف عن القفشات ، تشعر أنه إبن بلد ، و أرستقراطي في آن !
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #163  
قديم 18/03/2009, 19h48
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 3 )


أخذنا نتحدث معا ً كما لو كنا أصدقاء منذ زمن طويل ..
و كان ( صاحب الكلمة ) هو الدكتور أسامة ..
متحدث لبق ، يتكلم و كأنه يقرأ من كتاب ، تختلط بعض الكلمات الإنجليزية بعاميته ، و ينطقها بلكنتها الصحيحة
كِيان ( محتشد ) بالمعرفة ، ( متخم ) بالمصطلحات ، عيونٌ بدت لامعة ً تحت ( عويناتها ) تمتزج فيها الدهشة بالسخرية ، وإبتسامة مستنكِرة ،
لا تفارق وجهه ، يتحدث كأنما أوشك على اليقين !

تحدث عن الإسلام الثوري ، أسهب في إبن تيمية ، قراقوش ، د. محمود شاكر ، اصول اللغات ، التراث الغنائي ، حتى السينما الثورية في الغرب ، تناولها كمتخصص !
إنه مثقف حقيقي ، و يحمل هموما حقيقية ، لم يتوقف عند حد القراءة ،
بل تأمَّلَ و حَلل و قارن و كاد يوقن ..كنا نصغي إليه منبهرين .. موضوعات مترابطة ، و تاريخ يفضي إلى بعضه البعض ، كل حديث له مدعم بالمعلومات و الأسماء و الوقائع ،
كيف تسنـَّى له الوقت !! .. كيف تحلـَّى بهذه الذاكرة الحديدية !!
حيال هذا الرجل ، ليست لك حيلة إلا الإصغاء ، فهو يدل على الأسرار !!
و جاءني صوت أبو حسام هامسا ً .. ( الناس الجامدة دي الواحد يسمع لها كويس ، و يستفيد منها .. أتعرفُ أنه أحد الذين استعان بهم الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته اليهود و اليهودية و الصهيونية ؟! )



لاحظت غياب الأستاذ سيد المشاعلي ، و الدكتور أدهم عثمان ، و اللذين بشرني بمقابلتهما الأستاذ غازي ..



مِلتُ على غازي متسائلا ً.. أين الأستاذ سيد ، و الدكتور أدهم ؟! فأخبرني أنهما مريضان ، و اعتذرا عن عدم الحضور ..
تمنيت لو اكتملت الصحبة بهما .. فالدكتور أدهم كانت لي معه مداعبات تخص ( محذوفاته ) ، و الأستاذ سيد أحمل له تقديرا كبيرا ، من متابعتي لمداخلاته الراقية المثقفة الموضوعية .. و تمنيت لهما الشفاء


في تلك الأثناء ، حضر رجل لا أعرفه ،
عضو معروف ، و ملامح ُ أجهلها ، كان غازي ( كالعادة ) أول من تلقـَّى سلامَهُ الحار ، و تصاعدت الأصوات في فرحة غامرة ..
المهندس محمد علي ..( قناديلي ) ..سَرَت فرحة غامرة في أوصالي ..
فقنديل بالذات ، له موقعه المتسامي في مزاجي السمعي ،و هذا الرجل ، هو المتحدث الرسمي باسم الراحل العظيم ، و المحافظ على تراثه الخالد

محبة تلقائية انطلقت تجاه المهندس محمد علي من الجميع ، رجل دمث الخلق ، جم التأدب .. ، و ابتسامة حميمية و متواضعة تنطلق من وجهه ، كلامه ( بالميزان ).. و إذا تحدث ، فلا يخرج عن سياق الموضوع ..
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #164  
قديم 18/03/2009, 19h49
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 4 )


و حان وقت الانطلاق ، توجهنا صوب الناصرية سيراً على الأقدام ،
الشوارع غير مزدحمة كعهدها في بقية أيام الأسبوع ( اليوم جمعة ) ، و الحوار بيننا لم يتوقف طوال الطريق .. و شعور غامض يعتريني ، كيف سأفارق هذه الكوكبة الرائعة بعد ساعات ؟! ..

مشينا ( دويتو ) كل اثنين معا ، و حظيت بالأستاذ عادل الذي أخذ يتحدث في السياسة و أحوال الواقع العربي الراهن، ثم انضم إلينا غازي ، فتحول الحديث إلى الفن ، و أخذ عادل يعقد مقارنة بين ليلى مراد و فيروز ، فاجأتني المقارنة ، و اندهشت لموقف عادل المتحيز لليلى مراد ، فالتزمت بمبدأي ( لا نقاش في الأذواق )
و تحدثتُ عن مرحلة قدوم فيروز إلى مصر بدعوة من إذاعة صوت العرب ، و اقتران اسمها بكارم محمود ، الذي أدت معه مجموعة ً من الصور الغنائية و الأوبريتات ..

كان أذان ( العصر ) ينطلق من المساجد في محيط المكان بأطياف صوتية متباينة و منسجمة في آن ..
و احتوانا جميعا أحد المساجد ، فأدينا الفرض ، و جاورني ( غازي ) في الصلاة ، .............................حرما .. جمعا ..
و عادت قافلة المودة تتجه إلى حيث ( السمين ) الذي بَشـَّرَ به الأستاذ غازي منذ زمن بعيد ، يحدونا المهندس محمد علي ، الذي بدا أنه يعرف شوارع القاهرة الجانبية ..

لاحت في الأفق حِبال المومبار و السجق ، و رؤوس الأغنام المعلقة ،
يحدها من كل جانب ( الفِشة ) و ( الزور ) و ( التعليقة ) التي تتراوح ألوانها بين الروز و السيمون ، و الكرشة ذات ( الحراشيف ) ..
( إبتـَسِم ..أنت في الناصرية )
و أخذ ( الحَرَاجمة ) جمع ( مُحَرجم ) يحاولون اقتناصنا منذ اللحظة الأولى لدخولنا الناصرية ..
و المحرجم لمن لا يعرف ، هو الذي ( يُحَلـِّق ) على ( البـِشل ) أى الزبون
ليسحبه إلى المطعم !
أخذت أتأمل الجثث الحيوانية الممزقة التي تم التمثيل بها ،و المعلقة على رؤوس الأشهاد ، و لا أدري كيف شطح خيالي ( المريض أحيانا ً) ، فتذكرت رواية أخونا جورج أورويل ( آنيمال فارم ) !
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #165  
قديم 18/03/2009, 19h49
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 5 )


و أخيرا ، طاب لنا ( المُقام ) على مائدة مستطيلة بجوار مسجد الإسماعيلي في حضرة مولانا ( بَحَّة ) الأشهر في عالم السِّمين في شمال أفريقيا و العالم العربي .. و بادر الباشا ( الأستاذ رؤوف ) صاحب العزومة ، بالقول :
إشتهوا ما تشاءون !

دقائق ، و كانت المائدة عامرة ً بما لذ و طاب من ( السمين ) ...
كلاوي ، لسان ، كوارع ، فتة ، نيفة ، طحال ، شوربة ، مومبار، حلويات ،
سلاطات .. و المدهش أن التجربة العملية أثبتت أن الأستاذ غازي ، صاحب
الدعوة ، فاشلٌ في التهام تلك الأصناف ، عِوضا عن جهله بأسماءها..
فكان أبو حسام يطلعنا على مسميات ما نأكل ، و الدكتور أسامة يوضح القيمة الغذائية لكل صنف !!

و جاءت ساعة الحساب ، و تسلل من بيننا ( الباشا ) ليحاسب (المَعلم)
لكن صراعا ً ( حاتميا ً ) نشأ بينه و بين المهندس ( قناديلي ) ، الذي أصر على أن يقوم ( بالليلة ) ، إلا أن الأستاذ رؤوف انتصر على خصمه ..
و قمنا متخمين بلذائذ السمين ، بعد جرعات من ( السِّفن ) ..
و توجهنا ، قاصدين الدكتور محمد الباز ( حسب البروجرام ) ..
تاكس ...........
و انقسمنا إلى مجموعتين ، و جاء حظي مع ( الباشا ) و عادل في نفس
السيارة ..


أصر الأستاذ رؤوف على الجلوس في المقدمة ، و غرضه ( الماكر ) هو منع أى محاولة لسداد الأجرة ، و رغم شوارع العاصمة التي أوحشتني كثيرا ، و لي معها ذكرياتٌ و مواقفُ أخذت تبرق في غياهب ذاكرتي ، إلا أن حديث ( الباشا ) كان أكثر جاذبية .. إنه رجل مخلص و عاشق حقيقي للفنون المسموعة ، و صوته الهادىء الذي كنت أميزه بصعوبة من موقعي ، كان يحمل أفكارا ً مُبهرة ً للحفاظ على التراث الغنائي من العبث ، و أداء رسالة حفظه لعشاقه و مريديه ، و لأجيال قادمة ، لابد و أنها ستعي يوما ما ، قيمة تلك الكنوز و النوادر ..
بينما جلس الأستاذ عادل بجواري مستمعا و مستمتعا بحديث الباشا ..

وصلنا سريعا كأنما كنا نستقل بساط الريح .. لعله إيقاعي الزمني الخاص ،
الذي تمضي فيه اللحظات الخاصة الرائعة مثل البرق .. حديث الباشا الرصين و الموضوعي ، و الذي يخطط بيقين ، لمستقبل أكثر تألقا ، و تعليقات الأستاذ عادل المرحة و الساخرة ، و شوارع تمر من النافذة سائلة ً إياى .. أتذكرني ؟!
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #166  
قديم 18/03/2009, 19h50
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 6 )



شارع واسع و هادىء .. يقع أمام ( بيتزا هت ) في أول الهرم ، لحظات ،
و سأجد نفسي في مغارة علي بابا ، تلك التي حدثني عنها غازي كثيرا ،
فهناك ما هو أغلى و أثمن من الذهب و المرجان و الياقوت .. هناك اسطوانات نادرة بالمئات .. تحمل تراثا لا تعرفه الميديات .. و جرامافونات
( سينييه ) .. و نوادر لم يطلع عليها إنس و لا جان منذ العشرينيات

كان البواب في استقبالنا ، و تقدَمَنا حتى باب المغارة .. طـَرَقات بسيطة على الباب كانت بالنسبة لي بمثابة ( إفتح يا سمسم ) ..
فتحت لنا الخادمة بلباسها الريفي ، و أشارت لنا بالدخول إلى الصومعة ..
بينما وقف الدكتور محمد الباز بهيئته المهيبة ، و ملامحه التي ذكرتني ب ( بيتهوفن ) في البورتريه الشهير الذي أبدعه الألماني جوزيف كارل شتيلر

إستقبلنا الدكتور الباز بترحيب حار و تلقائي .. و خطونا نحو ( الصومعة ) أو البرج النائي في سماوات الفن .. و بدأتُ أتأمل المكان بمجرد جلوسي ،
بينما مستضيفـُنا ، يضع إحدى نوادره ( اسطوانة ل أسما الكمسارية )
في واحد من الجرامافونات التي احتلت الأركان ..
صالة ( هُول ) واسع ، برز أحد أركانه على شكل محراب ، و قد تدلت من منتصفه مشكاة فضية ، بينما استقرالجرامافون الفخيم في الزاوية المقابلة ، يقابله على استقامته جرامافون آخر ، يمنح شعورا بالسيميترية و التوافق الجمالي ..

و أخذنا نتمايل طربا مع كوكبةٍ من مطربي الزمن الجميل .. بينما الأستاذ الآلاتي يتحدث عن جماليات الإيقاعات و المقامات
أما الدكتور الباز ، فقد بدا و هو يغمض عينيه طربا و نشوة ، أنه
تلاشى من المكان ، و انخطف في عوالم أخرى لا ندري عنها شيئا !!
جاءت جلسته على الكرسي المجاور ، و همس لي الرجل المتيم بالاصالة قائلا : أتعرف ..تلك هوايتي الوحيدة ، فأنا عاشق لأصيل الغناء و قديمه ، و ذائقتي توقفت عند الستينات ..
ذائقة صائبة ، نعم .. الستينات ..ألم يتضاءل الإبداع منذ تلك الحقبة ، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من غثاثة !
__________________
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #167  
قديم 18/03/2009, 19h51
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

(7)


و أسعدني الحظ بالاطلاع على ذلك الألبوم المتخم بما أعرف و ما لا أعرف من أسماء المطربين القدامى ، و الذي يمثل ( ببلوجرافيا ) تحوي أسماء مقتنيات الدكتور الباز من الأسطوانات .. و أخذت أتأمل أسماء الأغاني و المطربين ، أ َذكر :

عبد اللطيف البنا # يوسف المنيلاوي # عبد الحى حلمي # فوزية المسيري # سكينة حسن # أحمد عبد القادر # عباس البليدي # زينب المنصورية # منتهى الوحيدة # نادرة أمين # بدرية سعادة # رتيبة أحمد # سيدالصفطي# أبو العلا محمد # نرجس المهدية # ودودة بدر# ثرياقدورة # أمينة العراقية # خيرية السقا # فاطمة سري# محمود صبح # مديحة عبد الحليم # نجاة علي # الشيخ محمد سليم # زكي مراد # لور داكاش # سليمان أبو داوود # نعيمة المصرية # شافية أحمد # ليلى حلمي # صالح عبد الحى # منيرة المهدية # أسما الكمسارية # فتحية أحمد # سرينا المصرية

أما أباطرة عرش الغناء و سلاطينه فلهم نصيب الأسد في مقتنيات المغارة و في مقدمتهم محمد عبد الوهاب ..
و كانت متعتي بالغناء عبر بوق الجرامافون الذي يشيع صوتا ً له نكهته الخاصة ، و المداخلات الفنية لأستاذنا الآلاتي ، تكتمل بحواري مع الدكتور الباز ، و التدفق المعلوماتي الهائل للدكتور أسامة ..

إستمعنا إلى اسطوانتين ، أثارتا الضحك و الدهشة معا ، الأولى تحتوي على وصلة ( رَدح ٍ ) ساخنة بين امرأتين ، و أعتقد أنها تعود للعشرينيات ،
و الثانية ( زفة الـ.....)، و أخذ كل منا يدلي برأيه في هاتين الاسطوانتين ..
غير أن د. أسامة القفاش ، أخذ يؤكد بحماس على ضرورة تأصيل مثل هذه الأعمال باعتبارها جزءا من تراثنا ، و تحدَّثَ فيما يشبه ( التنظير ) عن وجوب تجاهل الترفع الزائف ، فيما يخص بعض الألفاظ و الإيحاءات ،التي تعودنا أن ضعها في خانة ( خدش الحياء ) ، و أخذ يضرب أمثلة ً بمُغنين غربيين من عدة دول ، و في حقب زمنية مختلفة .. هذا الرجل ( موسوعة ) تمشي على قدمين !!

كان الحضور قد تشرف ب ( مريم ) إبنة الدكتور الباز ، تلك العصفورة الصغيرة التي جاءت تحلق في عالم ( الخشونة ) ، بمعالمه الرجولية من شوارب و سجائر، و صلعاتٍ لامعة .. و هفت نسائم البراءة الطفولية في محيط المكان ، و هى تحيي ضيوفها ، و تقول في خجل أنها تحب غناء
( فايزة أحمد ) ، فابتهج الجميع ، ومن يدري ، لعل جيلا جديدا في عمر مريم (7سنوات تقريبا ً) ينجح في استرداد ذائقة الفن الأصيل !!
__________________
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #168  
قديم 18/03/2009, 19h52
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 8 )


و انطلق جرس باب ( الصومعة ) ، و جاء الدكتور الباز ، ليبشرنا بقدوم الدكتور راضي .. حامل أختام كنوز السلطنة ، و كبير ياوران الغناء ، و ألقاب أخرى عرفته بها ، كبير الظرفاء .. العمدة ..

تذكرتُ ساعتها ، أولَ موقع تحسستُ خطاىَ نحوه في الغناء ( سواري ) ، و الذي كان يقدم الكثير من تـُحَفِهِ الغنائية تحت مسمي ( إهداء خاص من الدكتور راضي حامد ) .. و أذكر أنني راسلت الأستاذ سامر ( المسئول عن سواري ) لأكثر من مرة ، و حملته أمانة تحياتي لهذا الرجل الذي لا أعرفه سوى من إهداءاته لنوادر الغناء ..


الدكتور راضي .. رجلٌ ذو ( كاريزما ) و حضور طاغ ، نبرات صوته واضحة ، و يتحدث في ثقة و قوة ، و يملك خزائنا من الخبرات الفنية الغنائية و الموسيقية ، حتى التفاصيل الصغيرة ( ما وراء كواليس الفن ) يعرفها.. بما فيها الحالة الإجتماعية و الاقتصادية لكثير من أساطين الغناء و نجومه ..

كنا قد نجحنا في إثناء الدكتور أسامة عن الإنصراف لموعد مهم ، و استبقيناه معنا لنصف ساعة ، إلا أن الموبايل ( المُلِحّ) ، لم يترك لنا أو له
فرصة أخرى ، فانصرف بعد وعد بلقاء في أقرب فرصة ، تاركا ً نفحات
ثقافته ( الحادة ) تعبق في المكان ، مدعومة ً بكيس الفستق الكبير الذي
أفرَغه في ( البونبونيرة ) ، و تركنا ( نتفـستق ) أثناء تحليقنا في سماوات الشدو التي تفتح مداها عبر بوق الجرامافون الفخيم ..

و كأن ( ميكروفونا ) خفيا يتنقل بين الحضور ، قد استقر عند الدكتور راضي .. فتعلقت العيون به ، و هو يتحدث عن حفلات الأوبرا ، ورئيس دار الأوبرا الذي يعرفه شخصيا .. حتى الدكتور ناصر الانصارى ، صاحب الكتاب الشهير( حُكام مصر ) ، و رئيس دار الأوبرا السابق ، هو صديق له ..
وتحدث عن غناء جيل الوسط .. و حفلات الغناء التي تنطلق من الجامعة والتي كان و ما زال يرعاها ....
و شاركه الجميع فرحته بالتخلي عن ( العكاز ) الذي أشار به عليه الطبيب المعالج ، إثر حادث عارض ..

و انطلق الحديث بعد ذلك عن ( الإبَر ) المستخدمة في تشغيل الأسطوانات ،
و شارك في حديث ( الإبر ) الدكتور راضي و الدكتور الباز و الأستاذ الآلاتي و المهندس محمد علي.. و بدا أنهم يعرفون ( أرقامها ) و كفاءتها ، و أين تباع ، كنت مندهشا للغاية لخبرتهم في مثل هذه التفاصيل !

و كان حوار د.راضي مع المهندس محمد علي شيقا للغاية ، و هما يتناولان محمد قنديل اجتماعيا ، فهما يعرفان أسرته ، و بيته ، و حفلاته التي غنى فيها داخل مصر و خارجها .. فكنت بمثابة تلميذ ، يتعلم من أساتذة أخلصوا لهوايتهم .. فإذا تحدث ( الآلاتي ) عن الموسيقي و المقامات ، أصغى الجميع ، و إذا تحدث د. راضي عن ( أصحاب الكار ) ، و ملفاتهم النادرة ، و ملابسات حياتهم اجتماعيا و فنيا ً ، أصغى الجميع ،
أما الدكتور الباز ، فقد أخذ يقص مغامراته التي خاضها و يخوضها ، للحصول على الدرر النادرة ، و هناك شخصية تستحق وقفة طويلة و متأملة ، تحدث عنها الدكتور الباز ( الحاج جرجس ) .. و الذي يستحق أن تـُفرد له صفحات تروي تاريخه الطويل مع مقتنيات نوادر الطرب ..
__________________
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #169  
قديم 18/03/2009, 19h53
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

( 9 )


و أثناء تلك الحوارات الدافئة ، إتصل الدكتور أدهم عثمان ، و أخذنا نتناوبُ موبايل الأستاذ غازي ، الذي يحمل صوت الدكتور أدهم ، و تحدثتُ معه مغمورا بسعادة لا حد لها ، و ليس في ذهني سوى مداخلاته المتميزة بخفة الدم ، و رشاقة العبارات ، و أشعاره المبهجة .. وأطمئننتُ على صحته ، متمنيا ًله عاجل الشفاء ، و أعربت له عن افتقادي لوجوده بيننا ..
و لم تمض دقائق ، حتى حمل الهاتف تحيات الأستاذ سيد المشاعلي ، و أسفه لعدم الحضور ، و لم يسعدني الحظ بالتحدث إليه ..


و يبدو أن مغارة علي بابا ، قد تضاءلت أمام مغارة الدكتور محمد الباز ،
فالمغارة الأسطورية ( على حَد علمي ) ، لم تحو ِ في سراديبها حماما ً محشوا ً ، و لا كبابا و كفته ، و لا دجاجا مشويا على الفحم ، و لا حتى صنوفا من المحاشي و المشهيات .. كل تلك الأطايب من الطعام ( و يزيد ) ، أتت على شكل جبال مرتفعة ، يغطيها ورق ( الفويل ) الفضي اللامع ، و أخذت موقعها المُقـَدَّرَ لها على السُّفرة الرخامية الكبيرة .. و همس الآلاتي : إيه يا جدعان .. دا احنا لسة ضاربين كوارع و لسان و لحمة راس و مومبار من ساعتين تلاتة
لكن ما فيش مانع برضو ....

تحلقنا حول السفرة البيضاوية ، التي كانت بمثابة ( نقلة نوعية ) بين مكانين ، و طعامين ، يفصل بينهما ساعات قليلة .. فكانتا وليمتان متخمتان بالأطايب ، الأولي لها روح شعبية ، و ضاربة بجذورها في عمق التاريخ
، و الثانية لها فخامة القصور ، و حداثة الحاضر ، و أريحية الملوك ..
و لم يتوقف أبو حسام عن دعاباته ، متغزلا ً في ( الحمام ) رمز السلام..
و لما كانت الشوكة و السكينة بمثابة ( معوق ) في مثل تلك المواقف ، فقد نحاها البعض جانبا ، و أخذ يتفاهم مع ( المحمر و المشمر ) على طريقته الخاصة ..
و انتهينا من الطعام .. وجبتان دسمتان في يوم واحد .. و وجبات دسمة فنية و ثقافية متلاحقة ، تـَترىَ على ألسنة رجال ٍمخلصين و محبين لهوايتهم ..
هواة في مقام متخصصين .. و رنوت نحو الأستاذ غازي ، الذي تغمره الفرحة بهذا الحشد ، فهو الذي يربط كل الخيوط ، و يلم شمل الأحباب ..
إنسان نقي و تلقائي و مرح .. كان قد أخذ يشارك عادل في تصفح الصور ( الهائلة ) التي يقتنيها د. الباز ، للأفلام القديمة ، و اتضحت موهبة الأستاذ عادل في التعرف على أسماء ( الكومبارس ) الذين ارتبطنا بهم وجدانيا ً ، دون أن نسعى للتعرف على أسمائهم .. و قد عرفت منه فيما بعد ، أن لديه مكتبة ضخمة ، تحوي أفلاما ً و مسرحيات ( أبيض و أسود ) ، تكفي لتدشين موقع على النت !
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #170  
قديم 18/03/2009, 19h55
الصورة الرمزية غازي الضبع
غازي الضبع غازي الضبع غير متصل  
عاشق عبدالوهاب
رقم العضوية:3243
 
تاريخ التسجيل: juillet 2006
الجنسية: مصري
الإقامة: أم الـدنيـــــا
المشاركات: 1,213
افتراضي رد: قطرات من مداد قلم الشاعر السمعجي كمال عبد الرحمن

(10)


و حانت لحظة الإنصراف ، فهبطنا من علياء برج الهُيام و التبتل ،
تاركين وراءنا محاولات الدكتور الباز الكريمة لاستبقاءنا ساعة أخرى ، و ذكرى ( تاريخية ) بالنسبة للعبد لله ، و تبادلنا عبارات الحب و المودة الصادقة ، و تنافس الجميع على توصيلي إلى حيث أريد ، بل إن الأستاذ الآلاتي أصر على أن أبيت عنده في القناطر ، فأقسمت له مائة يمين ، أن أصدقائي ينتظرونني على ( المشربية ) ..
أما غازي ، فكان إصراره شديدا ً على استبقائي معه ، فذكرته أني ( صايع قديم ) في شوارع القاهرة التي عشت فيها ردحا ً من الزمن ، و لن أتوه !
و كان الأستاذ عادل هو آخر المودعين ، بعد أن أوصلني إلى المقهى ، حيث كان في انتظاري ( الشـِّلة ) القديمة ، و الذين تنافسوا على طرح الأسئلة حول اللقاء ..فشددتُ نفسا ً عميقا ً من مبسم الشيشة ( السالكة ) ، و سحبتُ رشفة ً من فنجان القهوة السادة ، ثم أخذت أقص عليهم نبأ ( الأحباب ) ، و تفاصيل اليوم التاريخي ، بدءا ً من مصافحة عيني لوجه ( غازي ) ، و انتهاءا ًبقبلاتي ل ( عادل ) !
__________________
الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05h17.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd