كانت ليلة .. ولكن ليست من ليالى ألف ليلة ليلة .. وبالتحديد
يوم 21 فبراير عام 1963
عندما أعلن فى الأسماعيلية عن أقامة حفل ساهر من ليالى أضواء المدينة
كان عمرى وقتها 12 عاما .. وكانت رحلتى فى حب الفن الجميل قد بدأت بحبى لأم كلثوم عندما كنت فى الثامة من عمرى .. وقررت حضور هذه الحفل .. رغم الصعوبات والعراقيل .. وكان الحفل مقام فى نادى قناة السويس القديم ..
وطبعا ( حسن كشك ) .. و ( العيادى ) يعرفان مكان النادى والطريق اليه فى هذا الوقت .. وبعد المسافة
المهم قررت الذهاب .. رغم الأوامر من الوالد ( رحمه الله ) .. وشقيقى الأكبر بعدم مغادرة المنزل .. بعد الثامنة مساء .. ولكن العناد .. وتظاهرت بالنوم حتى الحادية عشرة وهربت من المنزل سائرا على الأقدام حتى مكان الحفل .. وكانت الساعة الواحدة تقريبا .. ولحسن حظى كان باب النادى مفتوح .. والدخول سهل .. وتسللت فى الظلام من صف الى صف .. حتى وصلت الى قرب الصفوف الأولى .. وأنطفأت الأنوار .. وأعلن المذيع الداخلى عن الفقرة القادمة وكانت مع الفنان الراحل
محمد قنديل
وهنا تبدأ الحكاية
فى زحمة التصفيق لمحت مكان يخلو فى الصف الأول فجريت اليه .. وفى هذه اللحظات بدأ كل من فى الصفين الأول والثانى بمغادرة الحفل .. مع المقدمة الوسيقية لأغنية ( سماح )
وعندما بدأ الفنان محمد قنديل بالغناء
سماح .. يا أهل السماح
حتى أنفجرت أنا فى البكاء المكتوم .. ولاحظ ذلك رجلا كان يجلس بجانبى .. فطبطب على كتفى وسألنى أن كنت تائه من أهلى .. ام حدث شئ يبكينى .. فقلت له ببرأة طفل
أنا بابكى وزعلان على محمد قنديل .. وسألنى الرجل بأستغراب
لماذا
فقلت له انه لم يفعل شيئا .. وطلب السماح ولكن الناس سابوه ومشيوا .. رغم أنه قعد يتحايل عليهم أنهم يسامحوه
فقد كنت أعتقد أن محمد قنيل يستسمح الناس الذين تركوا الحفل ويطلب منهم السماح .. ولكنهم رفضوا .. فضحك الرجل وربت على كتفى مرة ثانية .. وقال ده كلام أغانى .. ولم أقتنع وتركت الحفل ومشيت من حزنى .. وعدت الى منزلنا كما ذهبت ومن نفس الطريق ..
ودخلت لأنام .. وظلت كلمات محمد قنديل تدوى فى أذنى ..
أصل السماح .. طبع الملاح
ويابخت من سامح
ودى كانت حكايتى مع غنوة ( سماح )
فسامحونى اذا كنت قد أطلت عليكم
__________________
أصل السماح ... طبع الملاح
ويابخت ... من سامح