وكانت مجاراة الشاعر عمر البنا ...
حليفة العفه الدايماً ملازمه صوابـــــــــه
مستورة القناع الخايفه من تـــوابـــــــه
أصلها من نشت ما اجتازت البوابـــــه
محال تنظر خدودها وتسمع استجوابه
كما جارى الشاعر العملاق ابو صلاح التي يقول فيها ):
وافر جيده ضاوى خديده حاجبــــه مقّرن
طرفه كحيل ثناياه الـــبروق لو فــــــرّن
ضامر و ردفه عالى صديره قطن التــرّن
كالهضليم غزير ديسه الضفاير جرن
فقال عمر البنا:
على قتل النفوس سيف لحظه حاد و ممـــــرّن
اما لهيجه احلى من سكر مصفى مـــــــــــدرّن
لو لاقاك باسم أو غاضب حواجبه انصـــــــرن
في كلا الحالتين تشوف منظر ملامحه يســــرّن
من القصائد الصعبة الملتزمة قافية الأربعة حروف مثل قصيدة احمد حسين العمرابى "اندب حظي أم امالى":
اندب حظي أم امالى.....دهري قصدني ماله ومالي
شوف الخيره يارمالى....أظن كاتبني عن عمالـــــــــي
عارض يعترض اعمالى.....أبنى وأملى ما تمالـــــــــــي
لا تقول ضعت من اهمالى ..أنا عامل الحزم رأس مالي
بس ايامى ما با سمالى......همومي الزايدة متقاسمالى
بين الناس حميدة افعالى....أصلى من الجناب العالي
حبك وحبي مانافعالى........يوم ينعوني لا تنـــعالى
قلبي المن الوساوس خالي.......اليوم انشغل ياخالى
لو كان في اللحد ادخالى....أحلى من العذاب ياخالى
دوام آيات محاسنك تالي......زيد في هجري لا ترتالى
مقسم عن هواك ما تالي..... طرفك بالهلاك أفتى لي
حبك كاتمه زاد انحالى......من فرطه الدموع فاضحالى
الشاقنى ومغير حالي..........حسنك واللهيج الحالي
هاك شكواي لو تصغالى..........العدو حن لي رقالى
سهران والدموع راشقالى.......وحياة حبي ليك يا غالى
شعراء الحقيبة في سعيهم الدءوب لاختراع المعاني البليغة و الألفاظ الجزلة لم يتوانوا عن تثقيف أنفسهم بدرسة القرآن الكريم أو مجالسة الذين درسوه كما أطلعوا على التراث الأدبي العربي والأوربي و قاموا بقراءة أمهات الكتب و أصول اللغة و البلاغة و الثقافة العامة مما جعل الفاظ وتعابير اغنية الحقيبة جيدة السبك و عالية اللغة رغم أنها مأخوذة من القاموس الشعبي لهذه الأمة وكمثال لأغنية حقيبة، قصيدة خليل فرح ) :
شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم
شوف وريدا الماثل زي زجاجـــــــة روم
القوام اللادن والحشــــــا المبـــــــــــــــروم
والصدير الطامع زي خليج الـــــــــــــروم
عرف خليج الروم وشبه به ... وقد ذكر المرحوم علي المك في كتابه ديوان خليل فرح كلمة ( روم ) وقام بشرحها حيث ذكر روم هنا هي Rum ضرب من الخمرة ووضح بذلك أن الخليل كان على علم بلغة أجنبية غير العربية وهي الانجليزية واستفاد منها وأستخدم ألفاظها في قصائده مما يدل على إطلاعه الواسع وتمكنه من ناصية اللغة العربية.
كما كان الشاعر سيد عبد العزيز يغشى مجالس العلم و اللغة العربية فى حلقات المعهد العلمى و كان كثير الاطلاع حاد الذكاء فجاء شعره لوحة بارعة من الاتقان اللفظى و المعنوى. و تتجلى ثقافته و أطلاعه على التراث و التاريخ فى هذه الامثلة:
ما بهم كلام ناس زيد .. قلبى الهلالى ابو زيد
و كذلك
سيدة وجمالها فريد ... خلقوها زى ماتريد
وماتريد هذه ملكة جمال اليونان(البعض يقول بانها ملكة جمال اثيوبيا) في ذلك الزمان و هو لايعنى المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهن أنها خلقت كما تريد و لكن انها خلقت كملكة جمال اليونان. و يفسر البعض عجز البيت هذا بمعناه القريب.
و لا نعرف كيف عرف أن مياه مضيق البسفور تتدفق على الشاطئ أن زادت السفن في سرعتها
فريد حسنك و دلك موفور *** و انا دمعى يجر مجرى البسفور
و كذلك:
لحاظها تخيف قائد المليون *** و ترهب عنتر و نابليون