احبائى
اقدم لكم اغنية من العيار التقيل جدا
من روائع فايزة احمد
لا تدخلى
الاغنية دى انا بعتبرها علامة فارقة لأنها نجحت جدا فى زمن مش زمنها , واقصد بكلمة زمنها ان وقتها كان ابتدأ الذوق العام بتاع الجمهور فى الانحدار , يعنى قبلها بعشرين سنة مثلا كانت ام كلثوم وعبد والوهاب بيغنوا قصائد من اصعب ما يمكن وفى اعلى درجات الشعر ما يكون عالى المستوى وكان الجمهور بيتقبله ويعشقه .. لكن بوفاة ام كلثوم وظهور طبقة جديدة فى المجتمع اثراياء فى المفلوس لكن فقراء فى الثقافة ودول بيمثلوا اعلى قوة شرائية للشرائط وحضور الحفلات وظهور ظاهرة احمد عدوية ونجاحه معاهم ابتدأ الكلام المحترم يتوارى وبالذات الشعر المحترم .. يعنى نفس الفترة بتاعة لاتدخلى وردة عملت قصيدة رائعة للسنباطى اسمها ييا حبيبى لاتقل لى ضاع حبى من يدى .. ودى من وجهة نظر اى متذوق لاتقل عن قصائده الرائعة لأم كلثوم لا لحنا ولا كلاماً بس حجمها اصغر شوية من رباعيات الخيام واخواتها , فى نفس الوقت عملت وردة اغنية آل ايه بيسألونى لسيد مكاوى وحصل كذا مرة واحنا فى الحفلات كانت وردة بتسأل الجمهور نقول القصيدة ولا ال ايه بيسألونى كلهم يجمعوا على آل ايه بيسألونى وده دليل ان القصيدة فشلت معاهم , لما نيجى لفايزة واغنية لاتدخلى نجحت جدا مع ان نفس نوعية الجمهور والمناخ العام واقول لكم قصة تبين اد ايه الاغنية دى نجحت .. احنا عملنا لاتدخلى قبل رأس السنة بشوية يعنى ليلة رأس السنة كانت هى احدث اغانى فايزة وبالطبع كانت بتغنيها فى كل الحفلات .. فى ليلة رأس النسة كان عندنا حفلة مع فايزة فى كازينو الاريزونا فى شارع الهرم .. وكازينو الاريزونا ده كان بتاع المطرب محمد عبد المطلب هو كباريه ( وبالطبع انتم فاهمين الفرق بين كباريه ومسرح ) لكن عبد المطلب كان بيعمل حركة حلوة .. الكازينو ده مساحته ضخمة بيتكون من مبنى حوله حديقة كبيرة جدا المبنى كان هو الكباريه والحديقة دى اعتقد كانت فى الصباح بتبقى كازينو ومطعم يعنى تاخد المدام والاولاد يقضوا يوم حلو فى الشمس .. كان عبد المطلب احيانا فى الحديقة دى بيغطيها بالفراشة يقفلها يعنى ويعمل فيها حفلات محترنة منهم مرة عملنا فيها حفلة مع عبد الحليم ايام يامالكا قلبى ورسالة من تحت الماء وحاول تفتكرنى
المهم ان ليلة رأس السنة دى هو غطا الحديقة دى وحط فيها دفايات عشان الجو برد جدا وطلعت فايزة ع المسرح وغنت لاتدخلى ونجحت جدا جدا والجمهور فضل يخليها تعيد للصبح .. هو طبعا اكيدفى الكباريه ( اللى هو المبنى الاصلى كان فيه حفلة رأس سنة تانية يعنى شرب ورقص .. لكن حفلتنا كانت مسرح بس فيه طاولات للعشاء يعنى التذكرة كانت بالعشا .. وهنا عبد المطلب نجح فى انو يقلب الكباريه الى مسرح محترم بعكس دلوقتى المسرح اللى مفروض محترم بقا كباريه .. طبعا انا مش عارف ليه قصيدة وردة فشلت لكن عندى تعليل .. انها ركزت شوية فى طريقة الغنا اللى على مثال مال العزال ومالنا .. واسمعونى وخلافه يمكن ده جعل جمهورها يحبها فى نوع من الغناء القصيدة عكسه تماما
ولن جمهور فايزة اتعود منها على الاغانى الطويلة اوى الرصينة دى وجهة نظرى كمان القصيدة دى لون جديد على المستمع المصرى انك مش بتسمع اغنية انك بتشوف فيلم او قصة يعنى عندنا الجمهور كان بيحب نزار لنو بيتكلم فى مواضيع مختلفة ومعانى مش مسبوقة زى اغانى نجاة الصغيرة واترككم مع النوتة واتمنى ان تحوز رضاكم
مع اطيب تحياتى