فى هذا اليوم الخالد من أيام مصـــر تقف الكلمات عاجزه عن التعبيرعن ما أحس به فلكل جيل يوم مشهود فقد كنت صغيرا بالإعدادية إبـان حرب اكتوبر المجيده وإن عايشت أيامها بكل فخر وزرت أيامها معرض الغنائم بسراي الجزيره مكان إتحاد الكره المصرى القديم وهتفت فى طابور الصباح بعد أن عادت الدراسه بأجمل قصيدة شعر. وما أشبه اليوم بالبارحه فلا أجد كلمه أعظم من تحيا مصر.
على باب مصر ، تدق الأكف ، ويعلو الضجيج
جبال تدور ، رياح تثور ، بحار تهيج وكل تساءل فى دهشة !!
وكل تساءل فى لهفة :
أين ؟ ومن !؟
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرضٍ بغير فضاء ؟!
وتصغى ! وتصغى !!
فتسمع بين الضجيج سؤالاً وأى سؤال !!
وتسمع
همهمة كالجواب ، وتسمع همهمة كالسؤال !!
أين ؟ ومن ؟
وكيف إذن ؟
نعم .. كيف أصبح هذا الجلال
بأقصى مداه !؟
.. حقيقة شعب
غزاه الطغاة ، وأى طغاةْ ؟!
.. أمعجزة مالها أنبياء ؟!
.. أدورة أرض بغير فضاء ؟!
وتمضى المواكب بالقادمين
من كل لون وكل مجال
فمن عصر مينا إلى عصر عمرو
ومن عصر عمرو إلى عصر جمال
وكل تساءل فى دهشة !!
وكل تساءل فى لهفة :
أين ؟ ومن !؟
وكيف إذن !؟
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرضٍ بغير فضاء ؟!
وجاء الغزاة
.. جميع الغزاةْ
فأبدوا خشوعاً
وأحنوا الجباةْ
وكل تساءل فى دهشة
.. وكل تساءل فى لهفة :
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض بغير فضاء ؟!
وتلمح بين الجموع وجوهاً
يرف عليها حنان الإله
.. ففيها المفكر والعبقرى
وفيها التقاة ، وفيها الهداةْ
.. "فموسى" تشق عصاه الزحام
وذلك "عيسى" عليه السلام
وهذا "محمد" خير الأنام
أمعجزة مالها أنبياء ؟!
أدورة أرض بغير فضاء ؟!
وكيف تحقق ما كان وهما
ومن ذا الذى يا ترى حققه ؟!
وكيف تحرر من أسره
سجين الزمان ؟! ومن أطلقه ؟!
لقد شاد بالأمس أهرامه
بأيد مسخرة موثقةْ على ظهره بصمات السياط
.. وأحشاؤه بالطوى مرهقة !!
…وها هو يبنى بحرية
دعائم آماله المشرقةْ
بسد منيع ، عجيب البناء
يبث الرخاء ويوحى الثقةْ
فأرزاق أبنائه حرةٌ
وحريه آرائهم مطلقةْ
وليس لهم سيد أو مسود
فكل سواء بلا تفرقة
أمعجزة مالها أنبياء ؟! أدورة أرض بغير فضاء ؟!
وصاح من الشعب صوت طليق
قوى ، أبى ، عريق ، عميق
يقول : أنا الشعب والمعجزةْ
أنا الشعب لا شىء قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجزه !!
فمن أرضى الحرة الصامدة ..
بقوميتى واشتركيتى ..
بنبض العروبة فى أمتى ..
أنا الشعب ، شعب الذرى والقمم
زرعت النخيل ، صنعت الهرم
رفعت المآذن فوق القباب
بنيت المداخن تعلو السحاب
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا ولا أرتضى بالخلود بديلا
بلادى مفتوحة كالسماء
تضم الصديق ؛ وتمحو الدخيلا
أنا الشعب ، شعب العلا والنضال
أحب السلام ، أخوض القتال
ومنى الحقيقة .. منى الخيال !!
وعندى الجمال ، وعندى "جمال"
رضوان حسن عبد الحليم