ثانيا مقال الأستاذ عبد الحميد توفيق زكي
علي اسماعيل خليفه
( 28/12/1922- 16/6/1974)
===================================
نشأ الفنان علي اسماعيل في بيئة فنية فوالده هو الموسيقي المخضرم الراحل اسماعيل أفندي خليفه زميل الرواد الأول
الذين تعلموا الموسيقى في طفولتهم بالملجأ العباسي بطنطا ثم تدرجوا بعصاميه خلاقه وتبوأوا مراكز رئيسية في فن الموسيقى بمصر
وكانوا جنودا في نشر الموسيقى عزفا وانتاجا وتعليما وفي مقدمة هؤلاء الرواد عبد الحميد عبد الرحمن قائد موسيقات الجيش
وعبد الحليم علي كبير مفتشي الموسيقى بالتربية والتعليم ومحمد حسن الشجاعي مستشار الموسيقى والغناء بالاذاعة
واحمد عبيد قائد اوركسترا القاهرة السيمفوني وصاحب اليد الطولي في تمصيره
أراد اسماعيل افندي خليفة مدرس الموسيقى بملجأ روض الفرج أن يبعد أنجاله عن عالم الفن فألحق ولده علي اسماعيل
بالمدرسة الصناعية البحريه بالسويس وألحق ولديه حسن وجمال بالمدارس الابتدائيه بالقاهرة
ولكن جرثومة الفن دفعت بالأولاد الثلاثة الي عالمه
تطوع علي اسماعيل ومعه حسن اسماعيل في الجيش المصري بادارة موسيقات الجيش
وهناك درس الاثنان العزف علي( آلة الساكسفون وآلة الكلارينيت ) أما الثاث فقد سار في التعليم العام
ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ذلك هو الممثل الكوميديان (جمال اسماعيل)
ولما افتتح المعهد العالي للموسيقى المسرحية التحق علي اسماعيل بقسم الآلات
وكانت الدراسة مسائية فاستطاع علي اسماعيل أن يوفق بين عمله كموسيقي مجند بالجيش صباحا
وتلمذته بعد الظهر بالمعهد . واختار له صديق والده الموسيقار محمد حسن الشجاعي أن يدرس العزف علي آلة ( الفاجوت )
وهناك في المعهد توطدت الصداقة بين علي اسماعيل وبين زميله في قسم الآلات ( عبد الحليم شبانه) الذي كان يدرس العزف
علي آلة ( الأوبوا ) وكانت لهما الأحلام الوردية في مستقبل أيامهم
تخرج علي اسماعيل وعبد الحليم شبانة وعين كل منهما مدرسا للموسيقى بمدارس التربية والتعليم
ثم عين عبد الحليم شبانة عازفا علي آلة ( الأوبوا ) في فرقة موسيقى الاذاعة ثم شاء له القدر أن يصبح المطرب المحبوب ( عبد الحليم حافظ).
أما علي اسماعيل فقد التحق عازفا علي آلتي ( الساكسفون والكلارينيت ) بفرق الملاهي , ثم أصبح رئيسا لفرقة الجاز
بفرقة الأختين رتيبة وانصاف رشدي وهنا تفتحت موهبة علي اسماعيل في التلحين للأغاني الخفيفة والراقصة
وعند رياسته لفرقة موسيقى كازينو شهرزاد في نهاية الأربعينات لحن بعض المنولوجات الانتقادية اشتهر منها:
( ماله ياناس , ذهب مع الريح ) وكانت تلقي هذه المنولوجات الضاحكة زميلته في الفرقة المونولوجيست (سعاد وجدي )
والتي تزوجها الراحل علي اسماعيل وعرفناها باسم مؤلفة الأغاني ( نبيلة قنديل )
بدأ نجم علي اسماعيل يلمع في منتصف الخمسينيات بتشجيع من الموسيقار محمد حسن الشجاعي مستشار الموسيقى والغناء بالاذاعة وقتئذ
وزميل والد علي اسماعيل في الطفولة والصبا ,وكان الشجاعي يقول : ( اني أرى في علي اسماعيل شبابي )
وأعطي الشجاعي الفرصة كاملة لعلي اسماعيل لكي يلحن في جميع الألوان الموسيقية والآلية والغنائية
وبدأ علي اسماعيل تجربته مع زميله المطرب الناشئ عبد الحليم حافظ فلحن له غنائيات راقصة منها :
( يامغرمين - واصيل ونخيل ) وفي مجال الغنائيات الرفيعة لحن علي اسماعيل غنائية ( سلة الزهور ) التي نظمها الشاعر
الكبير الراحل أحمد مخيمر وسجلتها مطربة الروح مديحة عبد الحليم باقتدار وأداء حلم وهي من لون وايقاع الرومبا الهادئة
وعند الاعتداء الثلاثي علي مصرعلم 1956 لحن علي اسماعيل نشيد ( دع سمائي ) الذي أنشدته المطربة فايدة كامل
وفي عام 1972 لحن علي اسماعيل نشيد سجل في فيلم من أفلام يوسف شاهين بعنوان (راجعين )
كان له صدى كبير أيام حرب أكتوبر المجيدة عام 1973
عندما فكر أولاد رضا (علي ومحمود) في تكوين فرقتهم للفنون الشعبية رشح الفنان الكبير زكي عثمان تلميذه علي اسماعيل
لرياسة الفرقة الموسيقية لفرقة رضا للفنون الشعبية وبالتالي لتأليف موسيقى رقصاتها وتلحين تابلوهاتها ( الصور الغنائية الراقصة)
ولا شك أن علي اسماعيل قد نجح نجاحا ملموسا في هذا العمل كما أصبح رائدا في هذا المضمار بالنسبة لغيره من مؤلفي الموسيقى
الذين عملوا في فرق الفنون الشعبية الأخري بالمحافظات وخاصة في اقتباسات موسيقي والحان الاغاني الشعبية والأغاني الفلكلورية
وصياغتها صياغة جديدة واستخدامها في موسيقي الرقصات الشعبية الخفيفة ومن أشهرها ( العتبة جزاز ) و ( الطرح يابنات ) .. وما الي ذلك
كان لعلي اسماعيل النشاط الكبير في مجال الموسيقي التصويرية للأفلام السينمائية المصرية وقد تابع علي اسماعيل رسالة أستاذه
فؤاد الظاهري في استخدام التيمات الشعبية والأغاني الفلكلورية في كتابة الموسيقى التصويرية لهذه الأفلام ولقد حصل علي اسماعيل
علي الجائزة الأولي في تأليف الموسيقي التصويرية عام 1974 عن فيلم (حكايتي مع الزمان )
ولا شك ان علي اسماعيل (عندما أعطاه الشجاعي الفرصة الكبيرة ) قد انعش الموسيقي الخفيفة والغنائية الراقصة
وتابع هذا اللون الذي الذي بدأه الرواد ( خديجه حافظ , مدحت عاصم , عبد الحميد توفيق زكي , عبد الحليم علي ) ثم بعد ذلك الرحبانية
وسليمان فتح الله زميل علي اسماعيل في الجيش وفي المعهد العالي للموسيقى المسرحية
أنجب علي اسماعيل من زوجته الفنانه نبيله قنديل ولدين هما ( مصطفي وحسين ) وكل منهما يعتبر من دارسي الموسيقى ومؤلفيها
حاز علي اسماعيل علي وسام الفنون في نهاية الخمسينيات لمناسبة اشتراكه في موسيقي وأناشيد المقاومة أثناء الأعتداء الثلاثي علي مصر عام 1956
أرهق علي اسماعيل نفسه في العمل الموسيقي المتشعب ( مسرح - اذاعة - تليفزيون - سينما ) حتي أنه ظل يعمل علي حساب صحته
وخاصة في تلك الأناشيد التي كان يغنيها زميله عبد الحليم حافظ من ألحان زميلهما الملحن كمال الطويل
وفي مساء يوم 16 من يونيو عام 1974 كان علي اسماعيل يجري بروفة في مسرح ليسيه الحرية لموسيقى مسرحية من انتاج فرقة الفنانين
وفي قمة انفعاله وقع مغشيا عليع ونقل الى مستشفي الجمعية الخيرية الاسلامية بالعجوزة وفارق الحياة في قمة مجده وشبابه
من كتاب "أعلام الموسيقى المصرية عبر 150 سنة " تأليف عبد الحميد توفيق زكي
وحيث أني لم أجد سلة الزهور على سطح مقتنياتي ولابد من بحث مركز فضلت أن تأخذوا فكرة عنها لأهميتها الشديدة وروعتها حتى نسمعها كاملة ان شاء الله