حوار اخر و حديث عن الحاضر و المستقبل
نشر بملحق كل الفنون-بصحيفة الجماهيرية
صف لي الأغنية الليبية حالياً في بضع كلمات ؟
مثلها مثل أي أغنية عربية ..إلا أنه رغم ذلك وإلى حد ما أستطيع القول بأن الأغنية الليبية محافظة على تميزها على مستوى الوطن العربي .
* مارأيك بتوقف مهرجان الأغنية الليبية ؟
- "ضحكة" مشكلتنا أننا (ناس متاعين طهقة) نفرح بالشئ في بدايته تم نهمله ونتركه .. مهرجانات الأغنية الليبية بدأت منذ الخمسينات ثلاث أربع دورات وتنتهي وآخرها المهرجان الأخير الذين قالوا عنه أنه أول مهرجان للأغنية الليبية ..
*من الذين قالوا عنه وكيف نستطيع أن نحافظ على استمرار مثل هذه المهرجانات ؟- القائمون عليه من غير ذوي الإختصاص وبالنسبة للإستمرارية لو استطعنا أن نعود نفسنا على المحافظة على الإبداع بكامل ملامحه والإبتعاد عن (الطهقة) سيستمر مهرجان الأغنية الليبية وغيره من المهرجانات .
* كيف تنظر إلى إدارة المهرجانات بغير ذوي الإختصاص ؟
- من عيوب إقامة المهرجانات في بلادنا أن تكون إدارتها من خارج الوسط الفني الغنائي وهذا مايحدث فعلاً
* منذ مدة طويلة لم نسمع بأغنية من كلماتك ؟
- أنا متجه إلى القاهرة .. فلدي مشروع لتجهيز أغاني مصرية من ألحان البدري الكلباش ويضيف الفنان حميد الشاعري بعض اللمسات عليها .
* عادة الفنان المطرب من يتجه إلى مصر وليس الشاعر الغنائي !
- صحيح .. ولكن هذه نقلة لأن لدي إحساس بأن الأغنية الليبية تجمدت في الوقت الحالي .
* كيف .. ألا ترى أنك تبالغ ؟
- لا أبالغ .. كيف تريد أن تعمل أغنية وليس لديك المال لكي تصرف عليها ؟ وحتى أن صرفت عليها فسوف تعتمد على البيع الذي يكون بصورة متواضعة جداً .. لذلك لا توجد أغنية ليبية حالياً ونحن نستمع إلى حد الان إلى أغاني الستينيات وبداية السبعينيات .
* طيب .. ألا يكون الظهور في القاهرة بالكلمة الليبية ؟
- لا .. لا .. (إيصير) لكن مبدئياً ستكون التجربة بالكلمة المصرية بشكل محدود وثانياً الكلمة الليبية موجودة عربياً وناجحة بديليل أغاني حميد الشاعري وحسين الجيلاني .
* فسّر لي تأليفك بالكلمة المصرية لماذا ؟
- أحببت ومعي البدري كلباش أن أدخل من باب كبير في البداية وبعد ذلك الشخص يفرض نفسه .
* النقاد والوسط الصحفي الليبي قد لا يتقبل ذلك ؟- بالعكس .. توجهي هذا يدل على أن إمكانياتي وإمكانيات شبابنا (حلوة) زد على ذلك أن اللهجة المصرية أصبحت هي اللهجة السائدة والمنتشرة في العالم العربي وبالتالي الكلمة المصرية هي المفتاح للباب الكبير الذي تحدث لك عنه وأضواء على الإمكانيات الليبية .. فلا أعتقد الأستياء بل هذا شئ يفرح ويبهج الجميـــع .
* توجهك إلى القاهرة هل يعني وصولك إلى مرحلة الأستياء الكامل من حال الأغنية الليبية ؟
- الجمود الذي حصل للأغنية الليبية لا يجعلني أبقى متفرجاً وعلى أمل أن تعود لها حياتها وحيويتها هذا لا يمكن .. لدي إمكانيات لابد من أخراجها في مكان آخر وفي النهاية أنا أحمل هويتي ووطنيتي وإمكانياتي كاليبي .
* كيف تنظر للفنان الليبي في الوقت الراهن ؟
- بصراحة الفنان الليبي مسكين .. يملك الإمكانيات والطاقة الهائلة ولكنه لا يستطيع تفجيرها ومكتفي ومعتمد كل الأعتماد على الراتب الزهيد وعلى حفلات الأعراس .. ولا توجد نقابة تدافع عليه .
* لماذا لا توجد له نقابة .. هناك الرابطة العامة للفنانين ؟
- أين هي الرابطة ؟ من يوم تأسيسها إلى اليوم مع أي فنان وقفت ؟
لم تقف مع أي فنان .. الفنان خالد سعيد توفى واكتشفت وفاته بعد ثلاثة أيام.
* حزنت يــــوم وفــاة الراحل كاظم نديم ؟
- جداً .. لأن كاظم نديم مدرسة وقاعدة حقيقية من الخمسينات .. مدرسة خرجت
أجيال تلو الأجيال ومعظم الفنانين غنوا من منتصف الخمسينات وحتى توفى كاظم تخرجوا منها وأنا شخصياً تلميذ هذا العملاق .
* هل هناك تقصير إتجاه إعطاء الفنان الليبي حقه بعد مماته ؟
- "ضحكة"إذا لم يحصل عليها في حياته سيحصل عليها في مماته .. طبعاً أمر غير وارد الفنان الليبي بعد موته له الله فقط ورحمته
* ما رأيك بالشاب جيلاني ؟
- حلو .. حسين صوته مميز وأسرته كلها ذات حس فني .. وفي الآونه الأخيرة لا حظت عليه تغير ملحوظ حتى من ناحية كيفية وضع قدم على الآخرى وكيف يضحك نوع من التثقيف جميل جداً .
* لكنك أنتقدته بشدة في إحدى مقالاتك عندما غنى في حفـل افتتاح الليبية ؟
- لم أكن أقصد ذلك .. ولكن أثناء كتابتي جاء أمامي لأنه الليبي الوحيد المشارك في هذا الحفل .
ولا أنكر أني بعد كتابة المقال أحسست أني كنت منفعل وكان يجب ألا يكون ذلك وأنا أكتب للرآي العام .
* وماذا عن أيمن الأعتر ؟
- أيمن علامة مميزة على طريق الفن العربي الحديث والمعاصر .
* وكيف تجد تجربة الفنان البدري الكلباش ؟- تجربة جميلة ورائعة ومعه أيضاً الراحل ناصر الكلباش تجربتهما تكاد تكون رائدة .
* من جهة أخرى .. كيف تجد تجربة الشاعرة ردينا الفيلالي ؟- لاأعرفها ولم أسمع أو أقرأ لها .
* هل أنت مع تحرر الشاعر في شعره ؟- الشاعر مجموعة مشاعر جميلة تترجم الواقع كما هو .. لوحة كما هي لا يوجد فيها غش لابد أن تكون صادقة فلذلك كل شاعر له الحرية في قول ما يراه ضمن واقعه .
* كيف تجد الساحة الشعرية الليبية ؟
- حلوة .. خاصة الشباب الجديد .. الكلمة الليبية مازالت بخير وتحتاج للدعم والرعاية .
* لاحظتك في إحدى الحفلات أثناء إلقاء أحد الشعراء لقصيدة جداً منزعج وتحاول عدم سماعه إلى هذا الحد يزعجك عدم إعطاء الشعر حقه ؟- أكيد .. نحن ننتمنى إلى عالم الكلمة .. ما لم تكن جميلة ومعبرة وتعطيك الإحساس الحقيقي لم نفعل شئ .. فتجد شاعر حوله (شوشرة) ولكن عندما تستمع لشعره تفاجئ به فهذا النموذج سوف يفسد على المواهب الحقيقية التي تتطلع إلى آفاق أوسع .
* بماذا تصنف من يدعي الشاعرية من هؤلاء ؟- هم عبارة عن فقاقيع مثل فقاعات الصابون سرعان ما تنفجر على طول .
* كم يشكل إبداعك الشعري من شخصيتك ؟- 80 ٪ لأني لست شاعر أغنية فقط لدي دواوين شعرية أيضاً .
* عندما تسمع (ياساكنين الحارة، لا القلب قلبي ، يازهرة الياسمين ، قمري يومي ) في هذه الأيام .. ماذا ينتابك ؟
- العودةمن خلالهم إلى الزمن الجميل ذلك الزمن الذي سيبقى ولن ينتهي رغم بساطته .. عندما استمع إليها أجد فيها المأوى والحنان والذكريات أيضاً .
* عندما تخلد إلى نفسك ماذا تقول لها ؟
- أنت مقصرة جداً لم تقدمي شيئاً .. لم تعملي شئ أريد شئ أحس به أنت تقصري في عمري !
* ماذا ترد عليها بالمقابل ؟- يحدث صراع بيني وبينها ويظهر واضحاً وجلياً علي إلى درجة الإضطراب ويستطيع أي أحد أن يلاحظ ذلك .
* من الفائز في هذا الصراع ؟- إلى حد ما أحمد الحريري الجالس أمامك .
* مقالاتك لمن توجهها فمن خلال صياغتها أشعر بأنها موجهة للنخبة من الآدباء والمثقفين ؟- هؤلاء الذين أشرت إليهم لايعرفوني ولا يقرأون لي بدليل أن أحد الرواد المؤسسين لرابطة الفنانين أشار لي بصفة (الزجال) وليس أحمد الحريري أو الفنان أو الشاعر .. مقالاتي هي ساخرة وفيها الكثير من السخرية في أكثر من إتجاه لأني أريد المواطن البسيط يغوص بين الكلمات ويقرأها بتمعن .
* هاجمت حفل إفتتاح قناة الليبية بشدة .. إلى هذا أِثار الحفل حفيظتك ؟- أكيد .. إستيقظ في الشاعر العراقي الراحل عبدالوهاب البياتي عندما قال (فقراء ياعمري نموت وقطارنا أبداً يفوت .. لمن تغنى والمقاهي أو صدت أبوابها ) .. فالغناء في الحفل لمن موجه ؟! للمواطن الليبي الذي لديه مطربه الرائع والمتميز .. لماذا إذاً هذا
الكم من عارضات الأزياء ، وأنا محتاج للأغنية الليبية ولست محتاج لمثل هؤلاء .
* في رأيك لماذا وصلنا إلى مرحلة استضافة من وصفتهم على حساب الفنان الليبي ؟
- لأنهم بعدما ينهوا غنائهم في المسرح (راح) يغنوا في بيوتهم وجلساتهم الخاصة .. بصراحة يتم شئ على حساب شئ آخر وعلى رفات الفنان الليبي .
* عندما تمر من زنقة شايب العين بالمدينة القديمة حيث الطفولة .. ماذا تشعر ؟
- حبي الأول هناك .. نظرتي الأولى للحياة .. عشقي للمدينة القديمة وأبكي كلما زرت ذلك المكان وأحن إليه كثيراً .. ويؤلمني جداً الوضع المأسوي الذي وصلت إليه حال المدينة القديمة .
* هل نلت ماتستحقه ؟- أخذت حب الناس واحترامهم وعشقهم فالحريري (ميدوروش فيه ) إلا الناس وأجمل شئ أن تكسب عشق وحب الناس .
* هدوءك يحيرني ..!- أحب الهدوء .. وهو مايجعلني أحاسب نفسي ماذا فعلت وماذا لم أفعل !؟ الوحدة حلوة . ولازم تحاسب نفسك ؟
* ألا ترى أن الزمن ليس بزمنك ؟
- لا .. أنا مكتفي بالزمن الذي وجدت فيه رغم أن سقف بيتي سيقع علي هذه نهاية حتمية لا أعرف متى ستكون مازلت أحلم بتصليح حياتي .. رغم كل ذلك الإبداع ليس له زمن معين طالما لديك القدرة على العطاء والإبداع ومؤمن به ستجد نفسك في أي زمن
حاوره سليمان قشوط