أخى علاء قدرى
كنا فى الماضى ولا نزال نشخص بعض الحالات المرضيه لأفراد من البشر أو حتى الحيوان بالجنون وهى حالة يحتجب فيها العقل تماما فتأتى أفعال صاحبها غريبة عجيبة بعيدة عن أى منطق أو حد , لم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أجدنى فيه أنسب هذه الحالة المرضيه إلى مجتمع بأسره , فأقول البلد اتجننت أو المجتمع اتجنن , رأيت هذا الجنون واضحا فى الخطوات القليلة التى أقطعها على قدماى فى الطريق من منزلى إلى العياده ذهابا وعوده بعد أن عزفت عن ركوب السيارة قرفا مما أجده حوالى من جنون , ومع أنى أعيش فى مدينة صغيره محدودة الأطراف إلا أنى أصطدم بهذا الواقع فى كل شئ تقع عليه العين أو تسمعه الأذن , جنون جنون جنون , الناس تصرخ , السيارات تصرخ , الباعه يصرخون , النوافذ تصرخ , المتاجر تصرخ , الناس تتحرك على غير هدى خبط عشواء يتصادمون يتواثبون يتغاضبون , حتى المزاح صار سخيفا فى الشارع فى الدواوين حتى فى بيوت الفن , جنون جنون جنون , أنظر إلى يرامج التلفزيون المسرحيات الأفلام الأغانى مطاهر الفرح حتى فى الحزن جنون جنون جنون
أنت يا سيدى أخرجت الصوره الحقيقيه النيجاتيف لجانب مما يحيط بنا من الجنون وكتبتها كما شعرت بها وأحسست بها وكان لابد أن تخرج من قلمك هكذا وكما قال المخرج الشاب خالد يوسف وهو يعتذر لمشاهدى فيلمه حين ميسره , معذره فما رأيتم إلا عشره بالمائه من واقع الحال , مع فظاعة وشناعة وبشاعة ما رأيناه
أرجو من حضراتكم أن تلتمسوا لى العذر على ما جاء أعلاه منى , لأنى عشت جانبا من الزمن الجميل , نعم زمن جميل فعلا وحقيقه
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور