فكاهيات و منولوجات متفرقه

[غازي الضبع]

أساتذتي الكرام
الدكتور ثروت ، والدكتور أنس
طبعا لا أجد ما أقوله بعد رد أستاذي الدكتور أنس الوافي عن سؤال حضرتك
هل يمكن أن نعتبر مثل هذه الأعمال من الغناء الكوميدى أو كيف نصنفها ؟
ولنا هنا أن نذكر أمثلة عديدة للغناء الكوميدي
وأضرب مثلا بأحد منولوجات الفنان الكوميدي الكبير إسماعيل يس
وهو منولوج : ما تستعجبشي
فهو منولوج نقدي بحت
أذكر من كلماته
ماتستعجبشي .. ما تستغربشي
فيه ناس بتتعب ولا تكسبشي .. وناس بتكسب ولا تتعبشي
ما تستعجبشي ما تستغربشي
وادي واحـد تلمــيذ خيبـــــــان
شوفوا وجاهته بقى وبصـوا له
يشرب في خمرة وكمان دخان
وفي مدرسته بليد على طـــوله
في الغراميات
يكتب جوابات
لو تقرا فصاحته تقول يا سلام
وفي التاريخ
ينزل تلبيخ
ولا يعرف ستة × ستة بكام
وابوه مسكين مهدود حيله
دا بيتعب نفسه ويديله
وكل ده ولا بيقدرشي
ماهو ناس بتتعب ولا تكسبشي
وناس بتكسب ولا تتعبشي
ما تستعجبشي ما تستغربشي
.... إلى آخره ..
كلمات عن واقع مرير في المجتمع ، وأمثلة في كثير من المجتمعات ..
يناقشها الكاتب بأسلوب ساخر ، ويؤديها المنولوجيست آداء مُـعبّـر ..
مثل .. في التاريخ ينزل تلبيخ .. ولا يعرف ستة في ستة بكام
مثل هذه الأغاني تُصنف تحت بند الغناء النقدي الساخر
وهناك نوع آخر من الغناء الكوميدي ، وهو التقليد
وفيه يتم اختيار الشخصيات التي تتميز بسمات معينة جديرة بالتقليد
وكان أشهر من قُـلدوا في الأجيال الراحلة
الأستاذ عبد الوهاب ، وفريد الأطرش ، وعبد المطلب ...
وأشهر من قاموا بالتقليد ..
طبعا الفنان منير مراد ، والفنان سيد الملاح ، والفنانة لبلة ومن بعدهم جاء سلسلة من المنولوجيستس أمثال فكري الجيزاوي ، ونبيل فهمي ، وغيرهم ..
وهنا بالطبع لا يُعتبر الغناء نقدي أكثر منه فكاهي ، وإن كانت هناك بعض الألوان النقدية الساخرة التي تسللت إلى فن التقليد فيما بعد .
وهناك نوعٌ آخر من الغناء الكوميدي وهو لا يهدف إلى فكرة أو هدف معين بقدر ما يكون هدفه الأساسي هو الفكاهة أو خفة الظل ..
ونرى في هذا بعض أغاني إسماعيل يس ، وشكوكو ، وفؤاد المهندس ..
وهي تُصنف من وجهة نظري إلى أغاني خفيفة الظل أو أغاني كوميدية أو فكاهية فقط ..
ولا يغفل علينا بالطبع حين نتحدث عن الغناء النقدي والفكاهي أن نذكر فن القافية
والذي اشتهر فيه طبعا الفنان سيد قشطة ، وغيره من القلائل الذين تميزوا في هذا الفن الجميل .
كذلك هناك نوع آخر من الغناء خفيف الدم بدأ في أوائل القرن المنصرم ..
وهو أغاني الغزل خفيفة الدم
مثل الذي قدمها لنا المطرب محمد صادق ، والمطرب صالح عبد الحي ..
وأضرب هنا مثلا أغنية " توتـّي "
وقد غناها كلا منهما في نفس الفترة تقريباً
أذكر من كلماتها :
توتّي .. توتّي
سيبتيني ليه يا حبيبتي
دا انا عقلي في حبك تاه
بكرة تُـقعي وتنـبطي
....
نسيتيني ورُحتي يا توتـّي
كده برضــه تميّـلي بختي
وياريتك كنــــتي وقعــتي
في حليوة شطارته شطارتي
....
العشق ماهوش حرية
ده العشق نصيبة أوية
لايميها يا توتـّي شوية
واعقلي حبة يا امورتي

إن هذا النوع من الغناء وقد كان سبّاقاً للعديد من أنماط الغناء خفيف الظل .. في تصوري الشخصي يعد مرجعا للعديد من المدارس التي أتت في فترات لاحقة ..
أنه كان بداية لمثل الأغنية الذي تفضل بها علينا أستاذنا الدكتور ثروت وسرد كلماتها ..
والحقيقة لا أعرف لهذا النمط الأخير من الأغاني مسمى مُعين ..
إلا أنه لن يخرج نهائياً عن إطار الأغاني الاجتماعية الكوميدية خفيفة الظل.
الحديث خصب ، ولا أريد أن أطيل عليكم أكثر من هذا ..
وأحب أن أشكر الدكتور ثروت غنيم على فتحه لهذا الموضوع الثري المفيد ..
وأشكر الدكتور أنس على إثراءه وإفادتنا المعهودين عنه ..
خالص تحياتي واحترامي