النجم الراحل اسماعيل يس
في ذكرى مئويته.. إسماعيل يس "البائس الضاحك"..ماتت أمه وسجن أبوه فأصبح نجم الكوميديا الأول.. والإهمال أضاع أرشيفه المسرحي
سخر من ملامحه فأصبح النجم الأول للكوميديا
عاش طفولة بائسة جعلته "الضاحك الباكي"
إهمال عمّال التليفزيون أضاع أرشيفه المسرحي
يحتفل العالم العربى اليوم بمرور 100 عام على ميلاد زعيم المونولوج العربى وصاحب أشهر ضحكة سينمائية الفنان الكبير "إسماعيل يس"، والذي ولد فى السويس، وعاش طفولة بائسة، حيث لم يستطع استكمال تعليمه الابتدائى ، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن.
عمل "يس" منادياً أمام محل بيع أقمشة ، نمت موهبته ، وتأثر بعبد الوهاب وأعد لنفسه ليكون مطرباً ، غنى فى الأفراح والمقاهى ، ثم توجه إلى القاهرة ، وانضم إلى فرقة بديعة مصابنى ، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلى عام 1939 فى فيلم خلف الحبايب ، وانضم إلى فرقة على الكسار المسرحية ، ولمع فى إلقاء المنولوجات .
وعلى الرغم من أنه كان لا يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، إلا أنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله، فاستطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا مما سعى المنتجين للتعاقد معه على أفلام جديدة وأصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.
وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عاما حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي من تأليف أبو السعود الإبياري، ومن أشهر مسرحياته:"حبيبى كوكو ، المفتش العام ، اتفضل قهوة ، زوج سعيد جداً ، أنا عايزة مليونير".
ونستطيع أن نقسم أفلام إسماعيل يس إلى قسمين: أولهما كان يؤدي فيها الدور الثاني او الدور المساعد , وكان يضفي على الأفلام طابعا محببا من الحيوية والمرح ,اما القسم الثاني فيقوم فيه بدور البطولة المطلقة وفيه حقق بعض النجاح مثل الآنسة ماما و دهب، اما الأفلام التي قام ببطولتها المطلقة فالكثير منها يكاد يخلو تماماً من الفكر والفن ويعتمد على شعبية إسماعيل ياسين، لكن هذا لا يعني ان كل الأفلام التي قام ببطولتها بلا قيمة، على العكس منها ما يتميز بقيمة حقيقية تجعلها قادرة، حتى الآن، على مخاطبة الجمهور المتغير، الذي لا يزال يجد فيه ما يستحق المشاهدة مثل فيلم إنسان غلبان و الآنسة حنفي .
ومن الأشياء المحزنه أن إسماعيل يس فى أواخر أيامه سجل كل مسرحياته للتلفزيون المصري حيث كان يسجل فى اليوم الواحد أكثر من ثلاث مسرحيات ولكنها فقدت بسبب أهمال العاملون فى التلفزيون حيث سجلوا على نفس الشرائط مباريات كرة القدم ولم يبقي سوي مسرحية واحدة.
وعمل فى التليفزيون ومن أفلامه التليفزيونية "وصية المرحوم"، لكن تحالفت عليه الأمراض والمتاعب فى لبنان واضطر أن يلعب أدواراً قصيرة ، ثم عاد إلى مصر، ليعمل فى أدوار قصيرة أيضاً قبل أن توافيه المنية بأزمة قلبية.
يعتبر اسماعيل يس حالة خاصة فى الكوميديا المصرية، فهو صاحب أكبر عدد من الأفلام التى تحمل اسمه، بعد الفنانة ليلى مراد ، استطاع بشجاعة أن يسخر من نفسه وملامحه فى أفلامه ، ورغم أن البعض يعتبره مهرجاً ، إلا أن إعجاب الأجيال المتلاحقة بأدائه يعكس مدى أهميته ، وأنه ظاهرة لن تتكرر.
تزوج إسماعيل يس 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل يس إسماعيل يس من زوجته الأخيرة السيدة فوزية.
وفي رمضان 2009 قُدم عمل درامى عن إسماعيل ياسين باسم "أبو ضحكة جنان" وهو وصف اختاره الكاتب أحمد أبو السعود الإبياري اسما للمسلسل والذي ينطبق على صاحب السيرة نجم المنولوج الفنان إسماعيل يس.
سلمت يداك أخي محمد الساكني
الصورة رقم 1 فعلاً نـادرة
والصورة الثانية رويت حكايتها في مجلة الكواكب عدد الثلاثاء القادم
ويسعدني أن أرويها هنا
رأى فريد الأطرش إسماعيل يس حبيبه وصديقه يمسك بزجاجة
فقال له : إيه الإزازة دي يا سماعيل ياخويا ..
وليه كل شوية تحطها على الأرض وتمشي جنبها ؟
فرد إسماعيل : أبداً يا فريد يا خويا .. دي إزازة دوا ..
الدكتور قالي خد الدوا ده وامشي عليه و ح تخف على طول ..
وأنا بنفذ تعليماته .. ادعي لي يافرفر ياخويا !
رأى فريد الأطرش إسماعيل يس حبيبه وصديقه يمسك بزجاجة
فقال له : إيه
الإزازة دي يا سماعيل ياخويا ..
وليه كل شوية تحطها على الأرض وتمشي جنبها ؟ فرد إسماعيل : أبداً يا فريد يا خويا .. دي إزازة دوا .. الدكتور قالي خد الدوا ده وامشي عليه و ح تخف على طول .. وأنا بنفذ تعليماته .. ادعي لي يافرفر ياخويا !
هههههههه حلوة يا سي خليل باشا ياريت أعمل نفس الطريقة عالدواء اللي مشيني انا
واحد من أجمل أفلام الراحل إسماعيل يس فلم بيت النتاش مع شادية ويحكي قصة المعلم غندور شرفنطح الذي يقوم بالنصب على نفوسة العراقية
100عام على مولد «الباحث عن السعادة».. إسماعيل ياسين
«بس إيه هي السعادة؟.. ولا إيه معنى السعادة؟»، سؤالين من الصعب أن يتخذ إنسانًا منهما منهاجًا ومسلكًا يضعهما نصب عينيه ويسعى خلفهما طوال حياته في محاولة منه لاستكشاف مصدر السعادة ومعناها، ورغم إخفاقاته وأحزانه، تستمر محاولاته واحدة تلو الأخرى دون كلل، لا لشيء سوى لتقديمها إلى الآخرين متى أرادوها، أينما تواجدوا، لذلك كانت نيته الطيبة سبيلاً لاختراق قلوب وعقول أجيال متتابعة لأعوام وعقود قد لا تنتهي، وكما كان قلبه هو مصدر عطاء السعادة في حياته لمحبيه ولمن حوله، كان أيضاً مصدر ضعفه وسبب هوان جسده وفراقه لدنيا الأحزان، تلك هي ببساطة قصة حياة «الباحث عن السعادة» إسماعيل ياسين، الذي يوافق 15 سبتمبر الذكرى المائة لمولده.
قد تكون وفاة والدة اسماعيل ياسين في طفولته سبباً رئيسياً ليبدأ رحلته في البحث عن السعادة التي لم يشعر بها في حضن زوجة أبيه، ليأتي فشل مدرسته الإبتدائية التي تركها في الصف الرابع ليستكمل سلسلة حرمانه، مما يلاقيه من خشونة معاملة زوجة أبيه له، لينمو طفلا مفتقدًا للسعادة، ثم شاباً باحثاً عنها، ثم رجلاً معطاًء لها بغير حساب.
أوهمته عقليته الصغيرة أن يترك دراسته بحثًا عن عمل هرباً من معاملة زوجة أبيه السيئة بعد الزج بوالده في السجن نتيجة تعثرات مادية في محل الصاغة الذي كان يملكه، فعمل منادياً لمحل أقمشة ثم منادياً مرة أخرى بأحد مواقف السويس، إلا أنه لم يجد ضالته في مهنة المناداة فقرر التوجه إلى القاهرة بحثاً عن فرصة أفضل. وفي شارع محمد علي قرر الاستقرار بعد أن وجد عملاً في أحد مقاهي شارع الموسيقى، ثم وكيلاً لأحد المحامين.
ويبدو أن مهنة المنادة التي امتهنها بعد هروبه من منزل والده قد أوحت إلى إسماعيل ياسين بعذوبة صوته، فأخذ يحلم بمنافسة الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي يعشق كل أغنياته، وحاول مراراً إقناع رواد المقهى الذي يعمل به بإجادته الغناء، إلى أن وجد ضالته في أبو السعود الإبياري الذي اقتنع بموهبته بعد أن تعرف إليه وألحقه بالعمل في فرقة بديعة مصابني عام 1935 وهو ابن 23 عاماً ليقدم فقرة ثابتة يغني من خلالها عدد من المونولوجات التي كتبها له مكتشفه ورفيق رحلة كفاحه فيما بعد أبو السعود الإبياري.
ناقش إسماعيل ياسين من خلال المونولوج عدداً من المشاكل والأفكار المختلفة، وقدمها بطريقة مبتكرة مستخدماً بعض اللازمات التي ارتبطت به فيما بعد وحتى الآن، مثل استخدام فمه الذي اشتهر به في الوسط الفني وبين الجمهور، إلى أن ذاع صيته وأصبح مطلوباً في عدد من الملاهي الليلية، حتى أن الإذاعة طلبت منه تقديم مونولوج ثابت إعلانًا منها في ذلك الوقت عن ظهور نجم جديد ستتخاطفه شركات الإنتاج وكبار النجوم فيما بعد.
ذاع صيت إسماعيل ياسين في فن إلقاء المونولوج، فتشجع كاتب السيناريو فؤاد الجزايرلي عام 1939 في إسناد عدد من الأدوار السينمائية له منها أفلام «خلف الحبايب»، «علي بابا والأربعين حرامي»، «نور الدين والبحارة الثلاثة»، «القلب له واحد»، ونجح «إسماعيل» فيما أسند إليه فذاع صيته مرة أخرى واذدادت شهرته.
هناك مقولة صينية تقول: «القدر يحمل لمن يعانون في طفولتهم الخير إلا أنه لا يستطيع إبعاد المعاناة عنهم»، وقد وهب القدر مفاتيح أبواب الشهرة إلى إسماعيل ياسين بعد سنوات ثلاث من منتصف عمره، وكأن القدر يعلن له أن نصف المشوار انتهى وعلى صاحب المفاتيح أن يشعر بلحظات سعادة ما تبقى له من عمر. وفي عام 1945 قرر المنتج والمخرج الجريء أنور وجدي الاستعانة بـ«إسماعيل» في عدد من أفلامه، وفي خطوة أجرأ قرر «أنور» إسناد البطولة المطلقة له في فيلم «الناصح» قبل أن يتم عامه السابع والثلاثين، لتبدأ أسطورة إسماعيل ياسين الفنية الحقيقية في شق صفحاتها في كتب وموسوعات تاريخ الفن المصري والعربي، ليسطر بموهبته فقط نجاحه الذي لم يكن مخططاً له. *
ومع اتمامه الأربعين من عمره عام 1952، أصبح إسماعيل ياسين نجم الشباك الأول بلغة إيرادات السينما في ذلك الوقت، وتهافتت عليه شركات الإنتاج والمنتجون المستقلون أملاً في الحصول على توقيعه على عقودها، ولم يبخل إسماعيل ياسين على أحد بفنه مثلما يحدث حالياً من قبل بعض الفنانين، بل لم يشترط في يوم ما أجراً معيناً، فقط كان يطلب المتعارف عليه في السوق، فقدم خلال ثلاث سنوات فقط 48 فيلماً من أنجح أفلامه، وهو رقم يتطلب من أي فنان في 2012 أكثر من 40 عاماً تقريباً ليصل إلى أقرب رقم له، لتبدأ بعدها سنوات المعاناة مجدداً بعد أن أبى القدر إبعاده عنها.
ويبدو أن إسماعيل ياسين قرر بنفسه أن يعيد إلى القدر مفاتيح النجاح والشهرة التي وهبها له من قبل. فقرر اقتحام عالم المسرح بتكوينه لفرقة مسرحية مع رفيق دربه أبو السعود الإبياري، ونجح الثنائي في تقديم أكثر من 60 رواية مسرحية خلال 12 عاماً فقط بواقع خمس روايات كل عام، وهو يظهر الفارق مرة أخرى بين الروايات الساذجة التي تقدم لخمس أو ثمان سنوات في عصرنا، قبل أن يموت المسرح في مصر منذ سنوات، وبين تقديم خمس روايات في العام، كما كان يفعل إسماعيل والإبياري. ورغم نجاحه في إعادة تشكيل أفكار المسرح المصري وتغيير نمطه، إلا أن النجاح لم يكن حليفاً له في نهاية مشواره الفني خاصة مع بداية الستينيات عندما انحصرت عنه أضواء السينما لارتباط برواياته المسرحية، وما لبث أن حل فرقته المسرحية عام 1966 بعد وقوعه ضحية للديون، لينتهي مثلما بدأ تمامًا، وحيداً يبحث عن السعادة ولا يجدها، رغم تقديمها لمن حوله ولمن لا يعرفهم خلال 27 عاماً هي تاريخ عمله في الفن.. إلى أن توفى في 24 مايو 1972.
من مقال فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ : 17 / 9 / 2012
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو هناك السحر والأحلام والألحان والفن