رد: ملاحظه غريبه للاستاذ ادواردسعيدعن ام كلثوم
ليس رداً على ما كتب إدوارد سعيد ما سأقوله الآن إلا أن بعض المغتربين اللذين هُجروا قسراً (مثلما حدث مع البروفيسور سعيد اللذي قضى حياته ما بين القدس و القاهرة و من ثم أمريكا), و استوطنوا أرضا كأرض الولايات المتحدة التي تكاد تخلو من أي صيغة ثقافية معينة لها, حيث أن الشعب الأمريكي (و إردافا له, كل "متأمرك" عربي), لا يفتقر فقط إلى الذوق الرفيع اللذي يتطلبه فن السماع (و منه أخد إسم هذا المنتدى لمن لا يعرف ذلك), بل إنهم يفتقرون إلى البنية الثقافية الأساس التي تؤهل كل مستمع ذوَاق للإستمتاع (لاحظ قرب الكلمتين "سماع" و "استمتاع"), أو عدمه عندما يحتاج الأمر لذلك.
إدوارد سعيد كاتب أخد معظم كتاباته ممن كانوا قبله من الفلاسفة و المتنورين الغربيين اللذين حاول طيلة حياته أن يكون مثلهم, و لم يلق له حضن ليستقبل كتاباته إلا في جامعة يتحكم بها اليهود الأمريكان كتلك اللتي في هارفرد, و ما هو منهم ببعيد, فمعظم الكتاب و المفكرين —إن وجدوا— الفلسطينيين لا تتعدى كتاباتهم حد النقل و الإملاء الممل (مثله مثل محمود درويش و غيره الكثير), و "الببغة" (Parroting), للغرب اللذي يدفع لهم ثمن ببغتهم الرخيص, ليكتبوا عن أي شئ و كل شئ ما عدا كيف أن الغرب قد استعمر فكرهم و معاشهم و أرضهم. فكل كلام إدوارد سعيد لا يعدو حد الببغة و النقل اللذي لا قيمة له.
أخيراً, فإن فن و غناء أم كلثوم اللتي لا يختلف إثنان من العرب-العرب بأنها بالفعل استطاعت فرض نفسها على ساحة الغناء العربي, بل و العالمي لحد ما, و نهجت اسلوباً راقياً للإرتفاع باللحن و الكلمة عن الدور و الطقطوقة اللتان لا تميزها عن غيرها من أقرانها من المغنيات العربيات اللوات عاصرنها (كمنيرة المهدية و غيرها), كان هذا الغناء فن لا يرقى لسماعه الأغبياء و السذج من الناس من الغربيين,—مع معرفتي ببعض من هؤلاء لا يعرفون كلمة عربية واحدة— فإن هؤلاء يحسون بما تحاول السيدة أم كلثوم غناؤه و هم لا يجدون الكلمات الكافية بلغتهم ليعبروا عن هذا الشعور بالوحدنة (Oneness), و النشوة (Ecstasy), اللتان هما صفات غناء أم كلثوم.
المصيبة أن إدوارد سعيد كتب كتب عن الموسيقى (Music At The Limits/ Musical Elaborations), و كان له عمود يكتب عن الفن الموسيقي في مجلة "ذا نايشن" (The Nation)! يا للجهل! إدوارد سعيد أو غيره... المهم أن أم كلثوم هي أم كلثوم و فقط. و ليذهب الكل للجحيم.
|