عن إستعمالات الموسيقى في المجتمع
للموسيقى إستعمالات متعددة في المجتمعات البشرية كأداة للأثارة حيث يوفرالإيقاع الطاقة الضرورية لصنع هذا الإنفعال المزاجي موسيقى خير دليل على ذلك موسيقى المسير(المارشات العسكرية)والموسيقى،المصاحبة للرقص وهذين النوعين يحملان نمطاً إيقاعياً واضحاً يدعو بتكراره إستجابة حسّية جسدية تظهر في شكل حركات وتمايل من أطراف وأجساد المستمعين إليها ،وكلما كانت الموسيقا ذات طابع إيقاعي متقطع كلما أثارت أستجابة جسدية أكثر وضوحاً .كما تستعمل الموسيقا كأداة لتهدئة الأعصاب المتوترة ، ،وهي تعتمد لتحقيق ذلك على نغمات طويلة هادئة بعيدة كل البعد عن الإيقاع الصاخب المتقطع ،وتحتوي على أقل نشاط إيقاعي ممكن ويندرج تحت هذا النوع الهدهدة الناعمة للأطفال الرضع بغرض تنويمهم وتهدئتهم وتستعمل الموسيقى أيضاً في المناسبات الأحتفالية العامة ،وهذه تعتبر من أقدم إستعمالات الموسيقى في المجتمعات الإنسانية وتمثل جزءاً هاماً من الثقافات المتحضرة والبدائية ،حيث لايمكن إقامة إحتفالات دينية أو وطنية أو إجتماعية أورياضية أو فنية إلا بمساهمة فعالة من الموسيقى والغناء ،كما تستعمل الموسيقى كخلفية لعديد من الأحوال و الظروف التي يمر بها الإنسان خلال حياته اليومية ،وهي تتميز بسهولة الأستماع و بالجمال والإنسياب في جملها اللحنية و الإيقاعية ،لان المستمع إليها يستطيع القيام بمهام وأعمال أخرى في ذات الوقت ،لأنها لاتحتاج إلى تركيز وإنتباه مما يجعلها هامشية بالنسبة للمستمع الذي يقوم بالقراءة أو الكتابة أو المذاكرة أو الإسترخاء أو أثناء قيادته للسيارة ،كما تستعمل لتمضية الوقت ولتؤنس الوحدة و الأنفراد أو لتغطية بعض الأصوات المزعجة الأخرى كما هو الحال في المستشفيات والمصحات و العيادات والأسواق والمطاعم والمدارس والمطارات والمنازل وغيرها. وأخيراً هناك الأستعمال التجاري للموسيقى،وهو قد يعتبر من أوسع الأستعمالات والتطبيقات لهذا الفن الراقي.فالفنانون من مؤلفين موسيقيين وملحنين ومطربين وعازفين إلى جانب المدرسين يمكن إعتبارهم ذوي علاقة وثيقة بتجارة الموسيقى بمختلف أشكالها ،يضاف إليهم منتجو الأشرطة والأقراص الموسيقية والغنائية المسموعة والمرئية المستعملة في الملاهي والأماكن السياحية العامة .
بقلم الدكتور عبدالله السباعي