* : المطربة الهام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h13 - التاريخ: 28/04/2024)           »          انطوانيت اسكندر (الكاتـب : كوكب الطرب - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h46 - التاريخ: 28/04/2024)           »          محمد قنديل- 11 مارس 1929 - 9 يونيو 2004 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h38 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حلقات إذاعية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 16h30 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الثلاثى المرح - ثلاثى النغم (الكاتـب : MOHAMED ALY - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h26 - التاريخ: 28/04/2024)           »          هــاني الشمــوسـي (الكاتـب : نجم العيداني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h17 - التاريخ: 28/04/2024)           »          ياسمين الخيام- 18 أغسطس 1946 (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h04 - التاريخ: 28/04/2024)           »          كـاظم العماري (الكاتـب : نجم العيداني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 15h58 - التاريخ: 28/04/2024)           »          محمد المورالي - مونولوجيست- 3 أكتوبر 1932( عاش 89عام) (الكاتـب : صالح الحرباوي - آخر مشاركة : moncef - - الوقت: 15h57 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حميد نجم العماري وشــــــــامل (الكاتـب : نجم العيداني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 15h56 - التاريخ: 28/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > ليبيا > الدراسات والبحوث الموسيقية في ليبيا

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 20/06/2008, 14h07
زياد العيساوي زياد العيساوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:185298
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
العمر: 50
المشاركات: 268
افتراضي دور التشكيل الموسيقي في الأغنية العربية

شاهدت ذات صائفة ، حفلاً غنائياً خليجياً في إحدى القنوات الفضائية ، و في كل مرة كنت أتفرج فيها على هكذا غناء ، أجدني من حيث لا احتسب ، مُنصرِفاً إلى مراقبة عناصر الفرقة الموسيقية المنتشرة على ركح المسرح أو في الهواء الطلق ، و كان ما يثير انتباهي دائماً ، هو تشكيل الطاقم الموسيقي ، و في هذه السهرة بالذات ، كانت الحال مختلفة تماماً عن ذي قبل ، فقد لاحظت استعانة مطرب خليجي مرموق بإحدى كبريات الفرق الموسيقية العربية ، و أذكر فيما أذكر ، أنها كانت ( الفرقة الماسية ) اللامعة في سماء الفن ، بقيادة ( المايسترو ) الألمعي " أحمد فؤاد حسن " رحمه الله ، هذه الفرقة التي طالما عزفت وراء جهابذة الغناء العربي من مطربين و مطربات ، إبان زمنه الجميل ، و قامت بالإعداد و التوزيع الموسيقي لعديد الجُمل الموسيقية لفحول الملحنين ، و لعلّ ما شدّ عنايتي في هذا الحفل ، أنّ ثمة عدداً لا يُستهان به من الآلات الإيقاعية المعدودة الأغراض ، و المتعددة العازفين ، إذ تبدّى ليّ بجلاء ، و على ميمنة الشاشة تحديداً ، عازفو الإيقاع بأسمالهم الخليجية التقليدية ، و على يُمناهم ، أي علي ميسرة الشاشة ، كان ظاهراً أعضاء الفرقة الماسية ببزاتهم الإفرنجية ، بعدد لا بأس به و يكافئ عدد الأولين ، مع أنّ عدد الآلات التي كانوا يعزفون عليها ، أكثر بكثير من آلاتهم الإيقاعية ، من حيث التنوع بالطبع ، حيث إنهم كانوا يتأبطون و يحتضنون الآلات الوترية و النفخية و الكهربائية ، مع ملاحظة ، أنّ هناك عازفاً واحداً من ضمنهم ، كان منضماً إلى دائرة عازفي الإيقاع ، بآلته الغربية المسماة ( الدرامز ) ذات الإيقاعات المختلفة ، التي تمثل عدّة درجات قرعية ( جاءت من القرع ) متفاوتة ، بحيث صار يمثل العلامة الفارقة ، شكلاً و مضموناً ، في هذه الدائرة المنغلقة على ذاتها ؛ هكذا تشكّلت هذه الفرقة المركبة ، و كان لتشكيلها هذا دور فاعل أعمق الفعل ، في وصولي إلى حقيقة مهمة ، تتعلق بهذا الصنف الغنائي ، و هيَّ : أنّ الأغنية الخليجية في الواقع ، إنما هي أغنية إيقاعية ، بدرجة أو بأخرى ، و هذا ما تيقنت به فيما بعد ، حينما شرعت الفرقة تعزف مصدرة نقراً و نفخاً و قرعاً ، غير أنّ وقع القرع للآلات الإيقاعية طغى و غطّى على الصوتين الآخرين ، و لست أعزو ذلك إلى خلل فنّي في هندسة الصوت ، لا بل إلى خلل من نوع ثان ٍ ، قد وقع ، فعندما رهفت السمع جيداً إلى النغمات الناتجة ، و إلى أسلوب الأداء الغنائي ، اتضح ليّ ، أنّ المفهوم الموسيقي هنا ، قد حدث له شيء من الاختلاف ، و أصبح حالة شاذة عن الغناء العربي ، فبدلاً من أن تكون الأنغام القرعية لضبط الإيقاع و كفى ، أضحت هي من تُصاحب أداء الفنان ، عوضاً عن الآلات الوترية ، التي باتت هي من تضبط الإيقاع ، و هذا لمن العجب فعلاً ، إذ ذاك ، صار عازفو الفرقة الماسية لا حول لهم و لا قوة ، على الرغم من كفاءاتهم العالية ، و إثباتهم لجدارتهم في ألوان غنائية أُخريات ، و مع مطربين آخرين ، تختلف أساليبهم اختلافاً كلياً عن هذا الأسلوب الغنائي السائد في هذه المنطقة ( الخليج العربي ) فما كان منهم إلا أنْ حاولوا إضفاء شيء من لدنهم على هذا العمل بلمسات تقديرية بحكم الخبرة ، لتتخلل هذه الفواصل الزمنية بين كل إيقاع و آخر يليه ، و لأنّ هذه الفواصل الزمنية كانت قصيرة جداً ، و تقاس بعُشر الثانية ، بفعل كثرة الإيقاعات و تزاحمها ، أضحى كل عازف ، يختلس ( صولاً ) موسيقياً ، بطريقة خاطفة ، بآلته المختلفة عن آلة الآخر ، الأمر الذي ولّد شذرات لا تقترب من كونها جملاً موسيقية مفيدة ، على غرار مفهوم الجملة المفيدة في لغتنا العربية ، حال اكتمال رُكنيها ، و من هذه الملاحظات الخاصة بيّ ، تصورت متخيلاً حدوث عطب هندسي في الأجهزة الصوتية و السمعية ، فماذا سيجري ، لو أنّ ناقلات الصوت المخصصة لأفراد الفرقة الماسية تعطلت مثلاً ، و اختفت الأصوات المنبعثة من آلاتهم ( الوترية و النفخية ) نتيجة لهذا الاحتمال غير المستبعد ؟ فهل سيربك الموقف ، و يغير من الأمر في شيء ؟ لا أعتقد مجرد الاعتقاد ، حدوث أيٍّ من الأمرين ، لأنّ وجودهم مثل انتفائه ، فليس لوقع نغماتهم أدنى تأثير ملموس ، و لا حتى محسوس ، ذلك أنني قد استمعت إلى الأغنية عينها قبلاً ، و شاهدتها في حفلة أو بالأحرى في جلسة فنية مرئية ، و فيها ظهر هذا الفنان و هوَّ يؤديها ، و قد جالسه مجموعة من المطبلين و المصفقين و الضاربين على الآلات الإيقاعية النحاسية ، و إلى جانبه لصقاً ، كان ثمة عازف كمان وحيد ، في جلسة كانت على هيئة مربع ناقص ضلع ، تتوسطه مواقد الفحم لتسخين الدفوف ، و بعد أن تكاملت هذه الفرقة عدة و عدداً ، أمست أشبه ما تكون بالجوقة العسكرية ، التي تعزف في الاحتفالات الوطنية و الرسمية ، لا سيما عند رفع السارية ، و عزف النشيد الوطني ، و التي تقتصر على هكذا آلات في أغلب الأحايين ، و من الجدير بالوقوف عنده طويلاً و كثيراً ، هو أنّ هذا الفنان الذائع الصيت ، قد استغنى تماماً عن عازفي الإيقاع ، الذين طالما رأيناهم من ضمن تشكيل الفرقة الماسية ، نظراً لكونهم لا يفقهون شيئاً في هذا النمط من الإيقاعات الغريبة عليهم ، و المنتمية إلى الغناء الشعبي المعروف في هذه المنطقة ، والمؤسسة على المقام الخماسي ، البعيد كل البعد عن الموسيقا العربية .

و لعامل التشكيل الموسيقي عظيم الأثر في معرفة الأغنية الوافدة إلينا من بلاد الشام أيضاً ، ففي الوصلات الغنائية التي تعرض على الشاشة ، نلحظ مدى الاختلاف بين الأغنية الخليجية و الأغنية الشامية ، فعندما يصعد إلى ركح المسرح ، مطرب مُلم بأصول الغناء الشعبي و الحديث كذلك ، تأخذ الفرقة في التشكل بحسب اللون الغنائي ، و بعديد التركيبات المتباينة ، فلو استهل وصلته بأغنية شعبية ، نرى عازف الطبل ، و هوّ يقرع على آلته و يحجل في كل مرة على قدم بجانب المطرب ، مضفياً على العمل شيئاً من التطريب المُحبب إلى الحضور و المشاهدين ، و بعد أنْ ينتقل بالغناء إلى الحداثة ، نجد أنّ من كان يُطبل واقفاً ، قد غيّر من وضعه السابق ، و جلس على يمين الشاشة واضعاً الطبل جانباً ، و شرع يستبدل آلته الأولى ، بآلة إيقاعية ثانية ، كأن تكون ( الدف ) مثلاً ، و الأمر ذاته ، يحدث في تشكيل عازفي الآلات الوترية ، لمّا يلقي عازف ( البزق ) بآلته ، بعد الفروغ من تقديم الأغنية الشعبية ، و انتقال الفرقة إلى العزف الخاص بالأغنية الحديثة ، مُبدِّلاً إياها بآلة ( الجيتار ) مثلاً ، التي تم إقصاؤها في البداية ، و حال عودته إلى ما بدأ به ، يرجع الأمر إلى ما كان عليه أولاً ـ ( وهكذا دواليك ) ـ مما يجعلك كمشاهد و مستمع ، تخلص إلى أنّ هناك فروقاً عديدة بين الأغنيتين في الخليج العربي و الشام ، من أبرزها ، أنّ الثانية ليست كالأولى ، في اعتمادها على الإيقاع ، و هذا واضح بالعين الرائية ، من خلال العدد القليل من العازفين ، فهو هنا بمثابة العمود الفقري المنوط به ضبط الرتم و الوزن للآلات الأخرى و كفى ، و من هذه الفروق أيضاً ، أن ثمة حرصاً في الأغنية الشامية على التفريق بين الغناء الشعبي القديم و الغناء الجديد ، من خلال التغيير الدائم لتشكيل الفرق الموسيقية ، و إظهار كل لون بخصوصياته و آلاته الموسيقية ، على النقيض من الغناء في الخليج العربي ، الذي تتمظهر طواقمه دائماً بتشكيل ثابت لا يتأثر بأي طارئ قط .
و ترتيباً على ما تقدم ، أودُّ في عجالة التطرق إلى ما يخصّ الأغنية الليبية ، و فيما يتعلق بهذا الجانب الفني ، الذي يرين عليها ، ففيها شيء من الأغنيتين ، لأنّ الأغنية الليبية الشعبية ، ران عليها الطابع الإيقاعي إلى حد بعيد ، إذ أنها تؤدى على العديد من الدفوف و الطبول ، حتى أنك لا تسمع في أغلب الأغنيات الشعبية ، نغماً يصدر من آلة وترية ، و لو كانت ( العود ) على أقل تقدير ، كذلك الحال ، بالنسبة للآلات النفخية ، اللهم إلا أن كانت ( الأوكورديون ) التي لدىّ عليها مأخذ لكونها غربية الصنع ، و مع ذلك توظَّف في مثل هذا الغناء ؛ على أية حال ، فإن الفنان يقوم بالأداء الارتجالي على جمل لحنية قديمة ، من دون أنْ تصاحبه الآلات سوى الإيقاعات ، و من ثم تعزف الفرقة فاصلاً موسيقياً ، يعتمد أساساً على التسريع في وتيرة الإيقاع مصحوباً بالتصفيق الذي أعدّه أيضاً من جملة الإيقاعات ، مع العلم بأنّ التصفيق يكون في أحيان كثيرة في غير محله ، فهو حركة جسدية كالرقص بالضبط ، يقوم بهما الجسد و الأطراف حال الشعور بالفرح و السعادة ، و ما يجعله لا يوظف في المكان المناسب ، أنّ بعض مضامين الأغنيات يكون فيه شيء من الشجن و الحزن ، و مع ذلك نجد الكل ، من أعضاء الفرقة و الجمهور يصفقون ، و هذا مأخذ ثان ٍعلى هذه الأغنية ، يجعلها هو الآخر تشبه كثيراً الأغنية الخليجية ؛ أما فيما يتعلق بالأغنية الليبية الحديثة ، أراها في شكلها تختلف عن النمط الأول من حيث التشكيل الموسيقي ، لأنّ الفرق هنا ، تظهر مغايرة لتشكيلها الأول ، حيث نجد كمستمعين و مشاهدين ، أنّ الفرق تتمظهر كما ينبغي أن تكون عليه ، لتقدم غناءً حديثاً ، إذ يكون عدد الضاربين على آلات الإيقاع ضئيلاً جداً ، بالمقارنة مع عازفي الآلات الأخرى ، و يغني المطرب على جمل و مقطوعات موسيقية مدروسة و تُعرف باسم مُعدها ( الملحن ) فهي في هذا الصدد ، أقرب ما تكون إلى الأغنية الشامية ، غير أنّ ما يجعلها شبيهة بالأغنية الخليجية أيضاً ، كونها تعتمد في أحيان كثيرة على إيقاع شعبي رتيب ، لا يتغير منذ أنْ يعلن قائد الفرقة عن بداية الأغنية إلى خاتمتها ، بحركتين خاطفتين و مشتجرتين بكلتا يديه ، و هذا ما علّق به مرةً الملحن العربي " سُهيل عرفة " عن رأيه في الأغنية الليبية في إحدى الاستضافات المرئية ، حيث قال : " لست أعرف ، لماذا يصرُّ الملحنون الليبيون على هذا ؟ و لِمَ لا يقومون بالتنويع في الإيقاعات و الانتقال من إيقاع إلى آخر ؟ فهذا ما ينقص الأغنية الليبية " .

و أنا كمستمع أُشاطره هذا السؤال ، و أحيله من جديد إلى الملحنين ، و مضيفاً : " هذا صحيح ، لماذا لا يتفاعل الإيقاع مع الجملة الموسيقية ، حين انتقالها من مقام إلى آخر ؟ لأنّ الإيقاع في حالته الأولى ، يبطل مفعوله و يصبح مجرد أداة لا وظيفة لها في الغناء " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زياد العيساوي

بنغازي في: 07/01/2007
Ziad_z_73@yahoo.
منشور في صحيفة العرب اللندنية
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 20h56.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd