* : أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 02h09 - التاريخ: 29/04/2024)           »          هيام يونس( 28 جانفي 1948 ) (الكاتـب : عثمان دلباني - آخر مشاركة : ابوايوب1966 - - الوقت: 01h20 - التاريخ: 29/04/2024)           »          عبــد محمد (الكاتـب : قصي الفرضي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h46 - التاريخ: 28/04/2024)           »          اغانى وطنيه لتونس الخضراء (الكاتـب : كويتى - - الوقت: 23h42 - التاريخ: 28/04/2024)           »          المطربة الهام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 19h13 - التاريخ: 28/04/2024)           »          انطوانيت اسكندر (الكاتـب : كوكب الطرب - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h46 - التاريخ: 28/04/2024)           »          محمد قنديل- 11 مارس 1929 - 9 يونيو 2004 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h38 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حلقات إذاعية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 16h30 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الثلاثى المرح - ثلاثى النغم (الكاتـب : MOHAMED ALY - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h26 - التاريخ: 28/04/2024)           »          هــاني الشمــوسـي (الكاتـب : نجم العيداني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h17 - التاريخ: 28/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > ليبيا > الدراسات والبحوث الموسيقية في ليبيا

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 10/06/2008, 17h48
زياد العيساوي زياد العيساوي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:185298
 
تاريخ التسجيل: mars 2008
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
العمر: 50
المشاركات: 268
افتراضي ظاهرة العازف الملحن في الأغنية الليبية : الفنان حسين الزواوي أنموذجاً

عرفت الجُملة اللحنيّة الليبيّة ، أسماء ملحنين كثيرين ، خطّوا حروفها الموسيقية بمداد وجدانياتهم على ظهور صفحات ( النوتة ) الموسيقية ، كما عرفت عازفين نفّذوها و امتهنوا التلحين بعد دراستهم ( الأكاديمية ) لأساليب و أصول العزف ، و تمكُّن كل واحد منهم من أداته الموسيقية ، فهناك عازفون كنَّا نراهم في ( فلاشات ) من ذوات اللونين الأبيض و الأسود ، ما برحت تحتفظ بها ذاكرة المشاهد ، بعد أنْ التقطت صورهم في أروقة الإذاعة المرئية ، و هم يعزفون على آلاتهم ، من خلال بعض الحفلات الغنائية المصوّرة ، سواء مع فرقة الإذاعة الليبية ، أو مع الأطقم الموسيقية العربية الزائرة لبلادنا ، التي كانت تُذاع من حين لآخر في المرئية المحلية ، منهم على سبيل المثال لا الحصر : " إبراهيم فهمي " و " حسين الزواوي " عازفا ( القانون ) و " ناصف محمود " عازف ( الناي ) و " خليفة الزليطني " عازف ( الساكسفون ) و " عبد الجليل خالد " عازف ( التشيلو ) أو ( الكونترباص ) كما أحسب ، و غير هؤلاء ثمة مجموعة أخرى من مُلحِّني اليوم و عازفي الأمس ، لكن من هذه الأسماء ، من عزف عن العزف ، و تحوَّل إلى مجال التلحين ، مع العلم بأنّه ، ليس كل عازف ، نستطيع أنْ نلقي عليه لقب المُلحِّن ، على الرغم من أنه ، قد يكون عازفاً ماهراَ و متمكناً من آلته ، لكون التلحين موهبة ربّانية ، يأتيها الله كأية موهبة أخرى ، لمن يشاء من عباده ، فلا يمكن تعليمها و لا تدريسها ، و لا أدلُ على ذلك ، من انتفاء وجود مدرسة مكتوب على واجهتها ، عبارة ( لتعليم التلحين ) على العكس تماماً من العزف ، الذي تشرع معاهد كثيرة أبوابها لتعليمه .
فثمة عددٌٌ كبيرٌ من الملحنين الكبار ، بالكاد يُجيدُ العزف على آلة واحدة ( العود ) بواسطتها ، يتمكَّن من ترجمة الجملة الموسيقية ، التي تتمخض في قريحته اللحنية ، ثم يوكل مهمة التوزيع الموسيقي إلى المختص بها ، و هذا ما درجت عليه غالبية الملحنين العرب الكبار ، وقت تعاملهم مع الفرقة الماسية مثلاً ؛ على أية حال ، فمن جهتي أرى ، أنّ مكمن الإبداع كله ، يكمن في التلحين ، ذلك أنّ ، المُلحِّن هو من يخلق العمل الغنائي من نطفة الشعر المكتوب ، فيحييه بعذب أنغامه بعدئذٍ ، لكونه في الأصل صاحبُ إحساسٍ راقٍ و رفيعٍ ، و مالكاً لوجدان بديع ، لذا فهو يتفاعل مع كل كلمة في النص الغنائي ، و يتصوّر لها البعد الدرامي ، و الخلفية الموسيقية اللازمة ، اللذين قد تحتاج إليهما ، حتى يصل معناها الظاهري و الباطني للمستمع ،كما أنه يحاول على الدوام أنْ يغوص في خبايا المفردة الغنائية ، التي يضعها المؤلف الغنائي ، كي يدرك المقاصد البلاغية ، التي في تصوره ، و يكفيه من ثم ، أنْ يسلّم لحنه مقسماً على آلة ( العود ) إلى قائد الفرقة ( المايسترو ) الذي يُشترطُ فيه بالأساس ، أن يكون عازفاً ماهراً يتقن التعامل مع الآلات الموسيقية جميعها ، على اختلاف وظائفها ، فيقوم بدوره بتوزيع مهام العزف على الآلات بلا تساوٍ ، لأنّ الضرورة الفنية ، هي من تقتضي ذلك و تحتمه ، حتى يظهر العمل كما ينبغي ، فأوقاتاً ترى بعض العازفين ، يأخذ قسطاً من الراحة أثناء تنفيذ العمل ، و ينشغل بتقليب ( النوتة الموسيقية ) التي قـُبالته ، استعداداً لجملة لحنية أخرى تأتي لاحقاً ، يؤدي على نغماتها المطرب وصلته ، و ريثما يأذن له القائد بالعزف ، لتكون آلته عضواً فعّالاً في الأغنية ، في الحين الذي يكون فيه العازفون الآخرون منهمكين بالعزف .
غير أنّ هذه الظاهرة الفنية ، التي لا أستطيعُ أن أحكم عليها حتى الآن بالصحيّة ، شهدت الحركة الغنائية في ( ليبيا ) نماذج كثيرة لها ، بعضها كان ناجحاً ، و بعضها الآخر كان متوسط المستوى ، تمثلت في تحوّل العازفين المذكورة أسماء بعضهم أنفاً ، إلى الانخراط في مجال التلحين ، فخسرتهم الساحة الفنية كعازفين مهرة ، و ذلك ربما لاكتسابهم الخبرة اللحنية ، بعد تجاربهم مع ملحنين أفذاذ لعدة سنوات من العزف معهم أو بالأحرى لهم ، فترسبت إثر ذلك في أعماقهم الأحاسيس بجمال الجُملة اللحنية المموسقة ، فاستأنسوا في أنفسهم الكفاءة و المقدرة على تأليف الجمل الموسيقية ، بدلاً من قراءتها و تنفيذها حال العزف ، ليكون التلحين في هذه الحالة مكتسباً لا طبيعياً ، و ذلك بالمران و الدربة .
و من بين هذه الأسماء ، هناك عازفٌ عارفٌ بأسرار آلته الوترية ( القانون ) بارعٌ ، و له باعٌ طويل في المجال الموسيقي ، و من القلة القليلة من هذه الفئة ، التي نستطيع أنْ نحسبها قد نجحت في هذا التصيير ( من العزف إلى التلحين ) .. له في محفوظات الإذاعة الليبية ، عديد المقطوعات و التقاسيم الموسيقية على آلته ، مصوَّرة و تذاع أحياناً ، في الاستراحات الموسيقية المُتخللة لفقرات البرنامج العام ، التي أراها تُقدّم من قِبل المنسقين ، من قبيل تعبئة الفراغ ، ليس إلا ، لأنها عادةً لا تكتمل عند إذاعتها ، في حين ، أنها يجب أنْ تبثُّ في فقرات و برامج أساسية ، ضمن خارطة البرامج المعتمدة ، ألا و هوّ الفنان العازف و الملحن " حسين الزواوي " .
أحتفظ لهذا الفنان بلحنين رائعين فقط في ذاكرتي ، جعلاني أضعه في مرتبة الملحنين الليبيين الكبار ، و ربما يكون له أعمالٌ أخريات ، غير أنني أجهلها أو أحسبها لغيره ، لكني على يقين تام ، بأنه هو من ألَّف ( النوتة ) الموسيقية ، لعمل عاطفي أخّاذ ، أدّته الفنانة العربية " سعاد توفيق " بعنوان ( يا عيني لمتى موالك يا عيني ) .
فهذه الأغنية تزخر بكم هائل من الجُمل الموسيقية ، التي تتنوع درجاتها الموسيقية من أول السلم الموسيقي إلى أعلاه ، و بأساليبها الغنائية ، كما أنّ لها مقدمة موسيقية غير عادية ، و فواصل للعزف المنفرد ، تطول بين كل مذهب و آخر يليه ، و لا ننسى سهولة الغناء الواضحة ، عند انتقال صوت هذه الفنانة من ( كوبليه ) إلى ثانٍ ، بإجادة و سلاسة قلّ نظيرها ، خصوصاً أنّ الفرقة الموسيقية العازفة وراء هذا الصوت ، هي بسيطة في آلاتها من حيث الكمِّ ، فلا تحتوي على الآلات الكهربائية ، التي يلجأ أكبر الملحنين إلى الاستعانة بها ، لتطعيم جُملهم اللحنية بنغماتها الاصطناعية الدرجات الصوتية ، و على الرغم من أنّ زمنَ هذه الأغنية ، لا يتعدى ثمانية دقائق و أربعاً و عشرين ثانية ، إلا أنّ الملحن " حسين الزواوي " ، نضّد و حشّد مقامات و مذاهب موسيقية شتّى ، في هذه الأغنية الناجحة بكل المقاييس الفنية ، التي لا ينتبه إليها البعض من المستمعين و المعنيين بهذا المجال الفني ، و تمر على مسامعه هكذا مرور الكرام ، و من دون أن يتفطّن إليها و يكتشف مواطن الجمال و الإبداع فيها ؛ فذائقتي الفنية ، تضع هذا العمل في قائمة الأغنيات و الألحان الليبية الخالدة ، التي لا تُحسَب على الصعيد المحلي و كفى ، بل حتى على الصعيد العربي إجمالاً ، لكونها تُنسبُ إلى الغناء العربي الصحي الحديث ، الخالص النقاء من أية مؤثرات موسيقية خارجية ، فأنت حين استماعك إلى هذه الأغنية ، سترى أو بالأحرى ستسمع ، كيف أنّ هذه المطربة العربية منسجمة مع الكلمة تمام الانسجام ، و منغمسة في اللحن بكل أحاسيسها و وجدانها الطربي ، و ذلك يبدو جلياً من خلال إظهارها لمكامن الجمال و التجلي في صوتها ، خصوصاً حين وصولها بالغناء إلى المقطع الذي تنشد فيه هذه الكلمات ، التي سطرها الشاعر الراحل " فضل المبروك " :


لمتى يعذبني موالك .. و في بحور الحيرة ايغربني


مرة م المرسى ايقربني .. و مرة في حيرة ايخليني


موالك لمتى يا عيني ..


و حتى ولوجها إلى مقطع لاحق تقول فيه :


تهوي و تغيري يا عين .. و ما بين الحلوين اتحيري


و تقولي ما اتبع غيري .. اوين نمشي معاك اتشقيني


غير لمتى انذوب يا قلبي .. و تاخذنا م العين ادروب


لا نعرف وين المحبوب .. و تضيع أحلامك و اسنيني


موالك لمتى يا عيني ..


و بحسب اللهجة الليبية الدارجة ، فإنّ كلمة ( موالك ) هنا ، يُقصدُ بها ( حكايتك ) و ليس الموال الغنائي ، و جاءت لعتاب العين ، حتى تكف عن البكاء و تكفكف دمعها بنفسها ، فهي صورة بلاغية للوم الذات .
عموماً فهي تظهر هذه الخصائص الصوتية ، بشكل عفوي ، و من دون تصنّع و بلا أي جهد يذكر من حبالها الصوتية ، ذلك أنّ الملحن ، عرف كيف يُطرّز قـُماشة اللحن على الحجم المناسب لصوتها ، حتى ألبسه الحلة القشيبة ، التي تليق بمظهره ، لكي تخرج هذه الدُّرر الصوتية من أعماق حنجرتها غصباً عنها ، فهو بلحنه هذا ، كمن يحفر بئراً ( أرتوازياً ) في عمق جوف الأرض ، لينفجر الماء الزلال الرقراق متدفقاً ، لا مانع يمنعه ، و لا يحجم جموحه ، كي يرتفع و يرتفع حتى يصل إلى بُغيته و منتهاه .
و ممَّا يُلاحظ استماعاً في هذه الأغنية ، أنّ الملحن " حسين الزواوي " أراد من خلالها أنْ يطلق العنان لآلته الموسيقية ، لتعبر عن أفكاره الموسيقية ، التي لم تسنح الفرصة ، لأجل أنْ يُقدّمها في معزوفات ، يضيق المجال لتنفيذها في ألحان لغيره من الملحنين ، فقد أعطى مجالاً واسعاً لآلته ، التي اشتهر بالعزف عليها ، لتنطلق في هذه الأغنية ، و تقول ما لديها نغماً ، في فضاء رحب ، و لتبرز مقدرة موسيقية متفتحة ، يتمتع بها ، فوظـّف ذلك اللحن الذي قدمه للعزف أيضاَ .
كما أنني ، أذكرُ لهذا الفنان عملاً ثانياً ، أحسست قبل أن اتأكد قطعاً من نسبه إليه ، بأنه له ، ذلك أنه ، يمضي وفق الأسلوب ، الذي قدّمه لنا في أغنيته الأولى ، بكل حيثياته ، و هنا لا أرمي من كلامي عنصر التكرار ، بل البصمة الفنية المتمثلة في التقديم و التوزيع الموسيقيين ، و كذلك وقت التسليم بالغناء لمؤدية العمل ، الفنانة السورية " سعاد توفيق " تلك الأغنية التي تغنت بها في العقد الأسبق ، و كانت بعنوان ( يا لائمي ) فهي الأخرى ، لا تتعدد فيها الآلات الموسيقية المنفذة لها ، إلا ما لزم منها فقط ( التخت الشرقي الأصيل ) لأداء الغناء العربي ، و مع ذلك ، قدر أنْ يجعل عمله ناجحاَ ، بواسطة جُملٍ لحنية ، عرفت بنفسي بأنها لا يمكن أن تكون لغيره ، لكونها تحتفظ بنكهة و طعم العمل الأول ، و تنبض فيها أوتار قانونه ، و تشع منها روحه الطربية .


بقلم : زياد العيساوي _ ليبيا


بنغازي في : 19 / 3 / 2008


Ziad_z_73@yahoo.com
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 02h14.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd